تعتزم أبوظبي بناء مطار ومحطة للرحلات الفضائية، تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بموجب عقد وقّعته رسمياً منذ أيام شركة «آبار للاستثمار» مع شركة «فيرجين غالاكتيك»، تحصل أبوظبي بمقتضاه على حقوق إقليمية حصرية في إرسال رحلات إلى الفضاء.
وقال رئيس «فيرجين غالاكتيك» ومسؤولها التنفيذي الأول، جورج وايتسايدز، في تصريحات صحافية على هامش فعاليات اليوم الثاني من «القمة العالمية للطيران» المنعقدة في أبوظبي، إن «البدء في إقامة المحطة سيتم خلال شهور، وسيكتمل بناؤها خلال خمس سنوات على الأكثر، ليتسنى بعدها لأبوظبي إرسال رحلات إلى الفضاء الخارجي، لتكون الإمارات بذلك من بين دول قليلة في العالم تمتلك محطة فضائية».
ولفت إلى أن «بناء المحطة، التي تتضمن مطاراً فضائياً تجارياً، يتكلف مئات الملايين من الدولارات، لكنها ستدر عوائد اقتصادية كبيرة على الإمارة، إذ سيتم تنظيم رحلات فضائية تجارية عبر المحطة للمسافرين من جميع أنحاء العالم، الذين يرغبون في الصعود إلى الفضاء، كما ستتم إقامة منشآت سياحية عدة حول المحطة، لتعمل مركزاً للجذب السياحي، كما ستتم أيضاً استضافة الرحلات الفضائية لأغراض أخرى إلى جانب السياحة، مثل البحوث العلمية والتطوير والتعليم، ما يدعم مكانة الإمارة مقصداً عالمياً مفضلاً في مجال السياحة والعلوم المتقدمة والتقنية والتعليم العالي».
وأكد في هذا الصدد أن «أبوظبي تسعى إلى إرسال رواد إلى الفضاء الخارجي، لتنضم بذلك إلى عدد محدود من الدول التي أرسلت روادها إلى الفضاء على رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين».
وأشار وايتسايدز إلى أن «هذه المحطة ستسهم في المستقبل في تقليل زمن الرحلات الجوية من أبوظبي إلى مختلف أنحاء العالم إلى زمن قياسي، إذ يمكن على سبيل المثال السفر من أبوظبي إلى الولايات المتحدة خلال ساعة واحدة فقط من خلال السفر عبر الفضاء الخارجي من خارج نطاق الغلاف الجوي».
ولفت إلى أن الخطوات التنفيذية الخاصة ببدء تشييد المحطة بدأت فعلياً، أمس، بتعيين ستيف لاندين مستشاراً أول لمؤسسة «سبيس بورت أبوظبي»، ليتولى وضع خارطة الطريق لإنشاء المحطة في أبوظبي، مشيراً إلى أن لاندين كان يشغل سابقاً وظيفة المدير التنفيذي لمؤسسة «سبيس سبورت أميركا» في ولاية نيومكسيكو، كما تولى الإشراف على تطوير مركز التشغيل لـ«فيرجين غالاكتيك» والمطار الفضائي التجاري الأول في العالم.
وأوضح وايتسايدز أن «لاندين سيختبر الموقع النهائي للمحطة في أبوظبي تمهيداً للشروع في إقامتها، كما سيكون مسؤولاً عن تخطيط الأعمال التجارية والاستراتيجية والتنظيمية للمطار الفضائي في أبوظبي (بعد الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة، مروراً بإدارة عملية إنشاء المطار الفضائي، ووصولاً به إلى مرحلة العمل)».
وأكد أن «الشركة وضعت برامح تدريبية بالتعاون مع (آبار) من أجل تطوير قدرات المواطنين في علوم الفضاء، بدءاً من مختلف المراحل التعليمية، إذ سيسافر وفد للتدريب في مكاتب (فيرجن غالاكتيك) في لندن الصيف المقبل».
يشار إلى أن «آبار» رفعت حصتها في «فيرجن غالاكتيك» في أكتوبر الماضي من 31.8٪ إلى 37.8٪.
– عن الامارات اليوم