عالم الهواتف الذكية المتحركة، مملوء بالمفاجآت السارة وغير السارة، مثلما هو مليء بالطفرات والنكسات… فبظهور هاتف جديد متحرك وانتشاره في السوق وحب وعشق الزبائن والمستهلكين له، يظهر نجم الشركة المصنعة لهذا الهاتف ويبرز ويشع، دون سابق إنذار ودون أي إشعار مسبق، وبظهور هاتف آخر جديد متحرك وبفشله بلفت نظر الزبائن إليه، وإقناعهم بشرائه واستخدامه، يأفل نجم الشركة المصنعة لهذا الهاتف وتختفي لمعة شعارها من فوق أرفف وواجهات المحال التجارية، ولهذا فهواتف اليوم الذكية المتحركة أصبحت بمثابة المحرك الذي يتحكم في العديد من الشركات ويدر عليها الأرباح الطائلة، والتي من دونه تبقى هذه الشركات جاثمة في أماكنها غير قادرة على التقدم خطوة واحدة للأمام.
تحدثنا مراراً، وفي العديد من المناسبات، عن أنواع الهواتف المتحركة الذكية، وتحدثنا عن أنها اليوم باتت تتميز، ليس من خلال النوع والشكل الخارجي والمواصفات الداخلية التقنية والفنية فقط… بل أصبح الزبون المقبل على شراء هاتف ذكي جديد، ملزم على الاختيار طوعاً فيما بين هذه الهواتف الذكية من خلال أنظمة التشغيل التي تأتي بها، وأشرنا مراراً بأنك إذا كنت تنوي شراء هاتف ذكي جديد، فيجب في البداية تحديد الفئة التي ستنتمي إليها، وهنا وفي هذه الحالة أنت أمام مجموعة محددة “في هذه الفترة الزمنية” من الخيارات، ولست أمام العديد منها، فيما يتعلق بنظام التشغيل الخاص بالهواتف الذكية.
أنظمة تشغيل الهواتف
عندما قامت الشركات التكنولوجية بتصميم أنظمة التشغيل الخاصة بالهواتف الذكية المتحركة، اعتمدت مثل هذه الشركات على صناعة أنظمة تشغيل تتوافق مع هذه الهواتف وما تأتي عليه من تقنيات ومواصفات، بالإضافة إلى تكريس جهود معظم الشركات المصنعة لأنظمة تشغيل الهواتف الذكية، لإنتاج أنظمة تشغيل سهلة الاستخدام وبسيطة وغير معقدة وهي في أيدي مستخدميها، فبات اليوم التحدي الذي يواجه الشركات المصنعة للهواتف المتحركة الذكية، هو في اختيار نظام التشغيل الذي يتناسب وهاتفها الذكي، والذي سيقنع أولاً الزبائن بشرائه، وبالتالي يعود أو لن يعود علي مثل هذه الشركات المصنعة للهواتف الذكية بالفائدة والربح الكبير.
صيت وسمعة
أنت اليوم مجبر على الاختيار عند شرائك لهذا الهاتف الذكي الجديد، إلى أي فئة ترغب في الانضمام إليها، فإما أن تريح بالك وتكون أحد زبائن الشركة الغنية عن التعريف، والتي تلاقي منتجاتها الصيت والسمعة الجيدتين في أسواقنا العربية وفي الأسواق العالمية، وتلجأ إلى هواتف آي فون من شركة آبل، وذلك من خلال نظام تشغيلها “آي أو أس”، أو أن تختار ما بين العشرات من الهواتف المتحركة المميزة، من العديد من الشركات العالمية المختلفة، التي تعتمد على نظام التشغيل من جوجل، وتكون أحد أطراف وزبائن نظام التشغيل أندرويد على اختلاف نسخه المتوفرة حالياً في الأسواق. أما خيارك الجديد اليوم، فهو سيكون من خلال إعلانك الانضمام إلى العضو الجديد في عالم أنظمة تشغيل الهواتف المتحركة، والذي طال انتظاره، نظام التشغيل ويندوز 8 – ميترو، من شركة مايكروسوفت، ورغم قلة الخيارات من الهواتف التي تعمل بهذا النظام الجديد، إلا أن العديد من الشركات العالمية قد أكدت لطرحها هواتف ذكية جديدة متوافقة وتعمل بنظام التشغيل ويندوز 8.
سؤال محير
والسؤال اليوم، هو ماذا لو كنت تهوى نظامين من أنظمة التشغيل هذه؟ والجواب هنا وببساطة، أن تشتري هاتفين يعملان بهذه الأنظمة التي تحبها، فتشتري آي فون مثلاً يعمل بنظام التشغيل آي أو أس، وتشتري في الوقت نفسه أحد الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد أو ويندوز 8. أما إذا كان هذا الجواب لا يعجبك ويقع في الخانة غير العملية، فما عليك سوى شراء هاتف “لووكس – F-07C” من شركة “فيوجيتسو” اليابانية، والقادر على تشغيل نظامي تشغيل في آن واحد، فهو قادر على تشغيل نظام التشغيل التقليدي “سيمبيان/Symbian” الذي اشتهرت به الهواتف القديمة وخصوصاً هواتف شركة نوكيا، بالإضافة إلى قدرته على تشغيل نظام التشغيل من شركة مايكروسوفت ويندوز 7 الإصدار المنزلي، جنباً إلى جنب.
نظامين في هاتف
يبدو أنه مازال الوقت مبكراً جداً، للحديث عن وقوع الشركات العالمية المصنعة للهواتف المتحركة الذكية في فخ التكرار أو عدم تقديم الجديد لمستهلكيها، فهذا السوق، سوق الهاتف “المتحرك”، تتحرك معه الأمور وتتطور بسرعة، فطلبات المستهلكين وحاجاتهم إلى كل ما هو جديد في هذا العالم، لا تكاد تكف أو تنقطع، وبمجرد طرح إحدى الشركات لهاتف متحرك ذكي يمتاز بمميزات جديدة لم يسبقه أحد بالإتيان بها، إذ ترى الملايين حول العالم ينتظرون هذا الهاتف ويترقبون طرحه في الأسواق، ليكونوا السباقين على وضع أيديهم والحصول عليه واقتنائه. ولهذا تأتينا اليوم شركة فيوجيتسو اليابانية بهاتف ذكي جديد قامت الشركة بتطوير فكرته مؤخراً، التي جاءت مختلفة عن الفكرة التقليدية التي تأتي بها هواتف اليوم الذكية، والتي ترتبط بنظام تشغيل واحد، وعلى العكس من ذلك فهاتف شركة فيوجيتسو الجديد “لووكس – F-07C” يأتي بتقنية جديدة تعتبر من التقنيات التي لم يسبقها إليها العديد من الشركات العالمية المصنعة للهواتف المتحركة، حيث يعمل هذا الهاتف بنظامي تشغيل في آن واحد. ورغم قدم هذه الأنظمة التي يتوافق معها هذا الهاتف، إلا أن هذه الخطوة ستكون بمثابة الخطوة الأولى للعديد من الخطوات المستقبلية اللاحقة في هذا المجال.
لووكس – F-07C
مؤخراً كشفت أكبر شبكة للهواتف المتحرك NTT DoCoMo أحد مزودي خدمات الاتصالات في اليابان، عن عزمها تقديم هاتفها الجديد لووكس – F-07C، والذي قامت شركة فيوجيتسو اليابانية بتطويره، ومن المتوقع طرحه في السوق الياباني خلال الأشهر القليلة القادمة. ويمتاز الهاتف الجديد كما أشرنا بقدرته على العمل بنظامي تشغيل مختلفين في آن واحد، الأول هو نظام التشغيل التقليدي، الذي اعتمدت عليه ومازالت الهواتف التقليدية “سيمبيان/Symbian”، والثاني هو الإصدار المنزلي من “ويندوز 7”، وللإشارة فقط، ويندوز 7 هو ليس ويندوز فون المخصص للهواتف المتحركة.
ميزات ومواصفات
يأتي الهاتف على غرار العشرات من الهواتف الذكية المحمولة، بالعديد من المواصفات الفنية والتقنية، أهمها ميزة رئيسية واحدة، تميزه عن بقية الهواتف الموجودة في السوق حالياً، وهي قدرته على تشغيل نظامي تشغيل مختلفين في آن واحد، ما سيتفتح المجال ودون أدنى شك للعديد من الشركات المنافسة، لاستخدام هذه التقنية وتطبيقها في جيل جديد من هواتفها الذكية المتحركة التي تعودنا عليها. ومن المواصفات العامة التي يأتي بها هذا الهاتف:
– يأتي الهاتف الجديد بشاشة تعمل باللمس ذات 4 بوصات، من نوع إل سي دي، وبوضوح يصل إلى (1024×600)، كما يأتي بلوحة مفاتيح تقليدية “منزلقة”، مدمج بها “كرة تتبع” قادرة على التعامل مع الهاتف وكأنك تتعامل مع الفأرة التقليدية. كما يأتي بوزن قد يعتبر مثاليا يصل إلى 218 جراماً، وسماكة قد لا تعتبر مثالية للعديد من الباحثين على شراء هاتف ذو سماكة قليلة، حيث تصل سماكة الهاتف الجديد إلى 19٫8 م.
– الهاتف الجديد يأتي مدعم بالمعالج المركزي “أتوم” من شركة إنتل، والذي يمتاز بسرعة تصل إلى 1٫2 جيجاهيرتز، والذي يدعم تقنية HT الخاصة بتعدد الأنوية بداخله. كما يأتي بذاكرة عشوائية “رام” بحجم 1 جيجابايت، وذاكرة تخزين داخلية بحجم 32 جيجابايت من نوع SSD. هذا بالإضافة إلى إمكانية إضافة ذاكرة خارجية من نوع “مايكرو إس دي”
– يأتي بكاميراتين، الخلفية بحجم 5.1 ميجابكسل، كما ويدعم الهاتف الجديد تقنيات الاتصال الجديدة مثل hspa، بالإضافة إلى الواي فاي والجي بي إس.
– يأتي الهاتف مزودا بنسخة كاملة من برنامج مايكروسوفت أوفيس الشخصي 2010، ذات صلاحية لسنتين.
– وعلى غرار معظم الكمبيوترات التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز، فإن بطارية الهاتف الجديد لن تعمل لأكثر من ساعتين وأنت في وضعيه نظام التشغيل ويندوز، وسيقوم الهاتف تلقائياً بتحويلك إلى نظام التشغيل الآخر، حفاظاً على عمر البطارية، والذي يمنحك هذا الأخير لغاية 370 من إرسال واستقبال المكالمات ضمن 3G، و600 ساعة في وضعية الاستعداد.
إنجاز كبير
قد لا يعجب البعض منا، ما قدمته وجاءت به الشركة اليابانية العريقة “فيوجيتسو”، وقد يتهمها البعض الآخر برغبتها في جني الأرباح فقط من خلال هذا المنتج والذي قد يصفه البعض بأنه بلا فائدة ولا جدوى تذكر منه، رغم الميزة الفريدة التي قدمها من خلال قدرته على تشغيل نظامي تشغيل في آن واحد. ليس هذا كل شيء، فقد يواصل البعض منا حديثه ليصف هذه الشركة بهاتفها الأخير، بأنها وصلت لحد التخبط، وأنها باتت لا تعرف ما الذي تصنعه أو تنتجه لتطرحه على زبائنها الكثر في العالم. ولكن ومع كل احترامي وتقديري لآراء وتعليقات البعض، ممن أعجبتهم فكرة هذا الهاتف وممن لم تعجبهم، فالهاتف الجديد لووكس – F-07C، رغم تحفظي الكبير على ما جاء به من مواصفات فنية وتقنية، ورغم العديد والكثير من السلبيات التي جاء بها، وخصوصاً بعد الشرح الوافي والكافي والعديد من الاختبارات والفحوص… التي قدمها موقع ENGADGET، المتخصص في مثل هذه الأجهزة وغيرها، أود أن أؤكد أن الفكرة التي جاءت بها شبكة للهواتف المتحركة اليابانية NTT DoCoMo، والتي طورتها شركة فيوجيتسو، هي بحد ذاتها إنجاز رائع وكبير في عالم الهواتف المتحركة الذكية، وبغض النظر عن المواصفات التي جاء عليها هذا الهاتف.
ترقب وإثارة
ها نحن اليوم عشاق التكنولوجيا وما تقدمه من أجهزة وتقنيات واختراعات… على موعد جديد مع جيل جديد من الهواتف المتحركة الذكية، والذي ورغم الوقت الطويل التي تحتاج إليه الشركات العالمية، لتخطو نفس الخطوة التي خطتها شركة فيوجيتسو من خلال هاتفها القادر على تشغيل نظامين في آن واحد، سنعيش نحن عشاق هذه التكنولوجيا فترة زمنية ليست بالقليلة، مليئة بالترقب والإثارة، لما سنراه مستقبلاً، ولما ستقدمه الشركات التكنولوجيا الأخرى، في هذا العالم وفيما يتعلق بأنظمة تشغيله المختلفة. وربما سيأتينا الوقت الذي لا نكون فيه مجبرين على اختيار هاتفنا الذكي بناء على نظام التشغيل الذي يأتي عليه الهاتف، إنما لما يمتاز به هذه الهاتف الذكي من مواصفات وميزات وخصائص، تتفوق على غيره من الهواتف المتحركة الأخرى، والذي يأتينا وبالإضافة إلى هذه المواصفات الكثيرة والعديدة، باحتوائه على أكثر من نظامي تشغيل يكون قادر على تشغيلها والتعامل معها كلٍ بحسب مواصفاته وميزاته التي يأتي بها.
أربعة في واحد
لا تعجب ولا تستغرب إذا قرأت أحد مواضيعنا التكنولوجية، أو سمعت أحد الأصدقاء أو رأيت أحد المواقع الإلكترونية، تروج لهاتف متحرك “فائق الذكاء” والذي يكون قادراً على تشغيل نظام التشغيل آي أو آس، وأندرويد، وويندوز 8، وسيمبيان… في آن واحد وعلى هاتف واحد
– عن الاتحاد