أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ان التزام دولة الامارات بتطوير القوات المسلحة وتوفير كافة المقومات التي تجعلها قادرة على النهوض بمسؤولياتها وأداء واجباتها التزاما ثابتا ومن الأولويات الوطنية.
وعبر صاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة عن الثقة بقدرات القوات المسلحة لاستيعاب التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة لتظل على مستوى عال من الجاهزية والاستعداد لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره.
ووجه صاحب السمو رئيس الدولة التحية والتهنئة لاخوانه اصحاب السمو اعضاء المجلس الاعلى للاتحاد حكام الامارات والى كافة المؤسسات والهيئات في الدولة والى شعب دولة الامارات العربية المتحدة بما حققته القوات المسلحة.
كما ثمن صاحب السمو رئيس الدولة دور الرعيل الاول من العسكريين الذين كانت بصماتهم مؤثرة أغنت مسيرة القوات المسلحة وأرست دعائم ثابتة لنموها وتطويرها.
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو رئيس الدولة التي وجهها عبر مجلة “درع الوطن” ..
// أبنائي وبناتي قادة وضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة الباسلة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسعدنا ونحن نحتفل اليوم بالذكرى السادسة والثلاثين لتوحيد قواتنا المسلحة أن نحييكم وأن نعبر لكم عن خالص اعتزازنا وبالغ تقديرنا لما تقدمونه من جهد ذودا عن حياض الوطن وصوناً لمكتسباته ومقدراته مؤكدين إيماننا المطلق بأن مسيرتنا المباركة ستمضي قدماً لتحقيق المزيد من الخير لشعبنا والتقدم والمنعة لوطننا.
إن قرار توحيد القوات المسلحة كان محطة هامة في المسيرة الاتحادية قرار وضع تلك القوات على درب التحديث والتطوير واكتملت بصدوره كافة المقومات التي تجسد معاني الاتحاد وتوفرت من خلاله عناصر القوة التي تحمي الكيان الاتحادي وتسهم في تثبيت أركانه وتعزيز بنيانه كما أنه تجسيد صادق لإيمان الآباء المؤسسين بالاتحاد خياراً وهدفاً عبر عن قوة عزيمتهم وهم يرسون دعائم الاتحاد ويضعون اللبنات الأولى في صرحه الشامخ وإننا إذ نستلهم من عملهم معاني الإصرار وقوة العزيمة لنتوجه إلى المولى عز وجل أن يشملهم برحمته الواسعة وأن يسكنهم مسكن صدق مع الشهداء والأبرار.
إخواني وأبنائي البواسل ..
إننا ونحن نتابع ما تشهده قواتنا المسلحة من تطور مستمر وعطاء مستدام وجاهزية كاملة لنشعر باطمئنان واعتزاز وافرين إزاء ما تنجزه هذه القوات في ميادين التدريب وما تكتسبه من مهارات تضعها في مصاف الجيوش الحديثة تدريباً وتجهيزاً مؤكدين أن ما اكتسبته قواتنا من قدرات علمية وتدريبات ميدانية يؤهلها للقيام بالواجبات الموكلة لها في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره بكل همة واقتدار وترسيخ الأمن الإقليمي والدولي باعتبارهما مكملين للأمن الوطني.
لقد كان وما زال الدفاع عن الحق والذود عن المبادئ أمضى ما لدينا من سلاح وأقوى ما نملك من عتاد وانطلاقا من ذلك حرصت قواتنا المسلحة على القيام بدور فاعل في محيطها الإقليمي فجاءت مشاركاتها في تنفيذ واجبات قوات درع الجزيرة كأحد آليات التعاون العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي كما حرصت على النهوض بمسؤولياتها الدولية من خلال مشاركاتها في قوات حفظ السلام الدولية .. وكانت في جميع هذه المشاركات نموذجاً في الانضباط والالتزام بحيث أعطت مساهماتها في كافة ميادين العمل صورة ناصعة عن الدولة وأبنائها وأضفت طابعاً إنسانياً لما يتحلون به من صفات.
إخواني وأبنائي البواسل ..
إن التزامنا بتطوير قواتنا المسلحة وتوفير كافة المقومات التي تجعلها قادرة على النهوض بمسؤولياتها وأداء واجباتها هو التزام ثابت يشكل رأس أولوياتنا الوطنية ونحن واثقون بأن هذه القوات قادرة على استيعاب التقنيات الحديثة والأساليب الجديدة لتظل على مستوى عالٍ من الجاهزية والاستعداد اللذين يؤهلاها لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره.
وتأكيدا للتكامل بين كافة مكونات العمل الوطني ومؤسساته كانت قواتنا المسلحة ولا زالت تنشط في ميادين العمل الوطني تضع الخطط وتنفذ البرامج للقيام بواجبها في التنمية المستدامة للدولة في أي وقت طلب منها وفي أي مكان على أرض الدولة وقد أسهم التفاعل مع المؤسسات المدنية المختلفة وتبادل الخبرات معها كثيرا في توفير عوامل التنمية المستدامة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية كما ساهم في استثمار الكوادر البشرية الوطنية بما يتناسب مع مكانتها كمحور أساس في عملية التنمية وبناء الوطن وأمن المواطن إيماناً منا بأن حماية الوطن والمكتسبات والإنجازات التي تحققت على أرض الإمارات مسؤولية جماعية ينهض بها كل مواطن في مجال عمله تعبيراً عن أصالة الانتماء وتأكيداً لمعاني الوفاء.
إخواني وأبنائي ..
إن ما حققته قواتنا المسلحة خلال العقود الأربعة الماضية كان مبعث فخر واعتزاز لكنه أضاف أعباء إضافية على كل من ينتسب إلى تلك القوات فالتطور الذي تحقق حتى الآن لا يجب أن يكون نهاية المطاف بل هو حافز لمزيد من العمل وتحقيق مزيد من الإنجازات وفي ظل التسارع الهائل الذي تشهده التقنيات العسكرية الجديدة فإن أي تهاون على صعيد التأهيل والتدريب لا يعني فقط التخلف عن الركب وإنما تآكل ما تحقق من إنجازات أيضاً وإننا إذ نشاطركم اليوم الاحتفال بعيدكم السادس والثلاثين لندعوكم للمحافظة على المثابرة في التدريب والاستزادة من العلم لتظلوا مثلاً ونموذجاً للاقتدار والجاهزية.
أيها الإخوة البواسل ..
لا يفوتنا ونحن نحتفل بهذه المناسبة المجيدة أن نوجه التحية المباركة والتهنئة الخالصة إلى إخواننا أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وإلى كافة المؤسسات الاتحادية والمحلية والهيئات الرسمية والأهلية وأبناء شعبنا الوفي بما حققته وأنجزته قواتنا المسلحة كما نستذكر بكل التقدير والإكبار الرعيل الأول من العسكريين الذين كانت لمساهماتهم بصمات مؤثرة أغنت مسيرة قواتنا المسلحة وأرست دعائم ثابتة لنموها وتطورها وإذ نرجو الرحمة لمن انتقل منهم للرفيق الأعلى فإننا ندعو لمن يعمل منهم في مؤسسات مدنية أو المتقاعدين بموفور الصحة والعافية.
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم وأمدكم بالعزيمة لمواصلة عطائكم لوطنكم وأمتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته // .
– عن وام