الفجيرة نيوز- علي الحمادي من الخطاطين الإماراتيين المبدعين الذين وضعوا بصمتهم في محبرة الخط العربي في الآونة الأخيرة، فلوحاته تكاد تتغنى بمفرداتها في سمفونية حالمة تنطق بحروفها، وتعزف على أوتار زخرفتها في لوحة فنية متناسقة.
يقول علي الموظف في حكومة الشارقة والعضو بمجلة الحرس الأميري بشرطة الشارقة” تربطني علاقة وطيدة بالخط الكوفي، فقد رافقني منذ بواكير أيامي، وهو من أهم الخطوط، ويصل إلى 30 نوعا. كما يعد الخط الديواني الجلي أيضا من الخطوط الجميلة وأشهرها، وتتجلى جماليات هذا الخط في حروفه المتراقصة والمتداخلة، وقد اخترعه الخطاط التركي شهلا باشا وهو موظف في البلاط التركي العثماني لمنع تزوير المراسيم التركية.
وتكمن صعوبة هذا الفن في الفكرة، فعلى سبيل المثال إذا أردت أن أكتب آية تتعلق بالمساجد أحتاج لترجمتها في صورة مسجد من خلال رسم الحروف، ويتطلب ذلك الكثير من الدقة إضافة إلى الالتزام بالقواعد. ويعطي الخطاط الأولوية في اختيار النص إلى القرآن والسنة، ونميل عادة لاختيار النصوص التي تضفي المزيد من مشاعر التفاؤل والطمأنينة والسعادة.
ويعتبر هذا الفن من الفنون المكلفة من الناحية المادية، فالفنان المحترف يستخدم الأوراق الخاصة بالخط والحبر المخصص له، إضافة إلى استخدام ماء الذهب في الزخرفة. وعلى الرغم من التطور التكنولوجي إلا أن هذا الفن لازال يتبوأ مكانته، فلازلنا نكتب المصاحف بخط اليد إضافة إلى كتابة الآيات القرآنية والزخرفة على كسوة الكعبة”.
وفن الخط العربي من الفنون الإسلامية القديمة التي خلدها التاريخ في مختلف مدوناته، فتعاقبت عليه الأجيال التي أخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ عليه، ويعتبر الحمادي “الخط من أهم الفنون الإسلامية، وأنه رسالة حملناها من الرعيل الأول لنسلمها إلى الأجيال القادمة”.
ولا ينسى الحمادي أساتذته الذين تتلمذ على أيديهم ونهل من محبرتهم، فقد أخذ قواعد الخط من الخطاط عبدالرزاق، واستفاد من دورات الخطاط عصام عبدالفتاح، ومن خبرة الخطاط السعودي جمال الكباسي، إضافة إلى أساتذة مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة ومن بينهم الخطاط مصعب شامل الدوري، فاروق حداد، ومحمد النوري.
كما يستعد للمشاركة في معرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية الذي يقام سنويا، بالإضافة إلى جائزة البردة والتي سيشارك فيها للمرة الأولى.
والجدير بالذكر أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا وملحوظا بالفنون والآداب، وتعتبر الشارقة منارة لفن الخط والزخرفة. وفيها مركز متكامل للخط العربي والزخرفة، كما تقيم معرضا سنويا للخط العربي، وتسهم إمارة دبي أيضا في الحراك الفني للخط العربي من خلال معرضها الدولي لفن الخط العربي، ليأتي دور العاصمة في تتويج المبدعين من خلال جائزة البردة.
– خاص بالفجيرة نيوز – من ناهد عبدالله