الفجيرة نيوز- شارك مسؤولون من الإمارات العربية المتحدة ودول إفريقية في احتفالية “يوم أفريقيا العالمي” في الإمارات، التي أقيمت أمس الثلاثاء في فندق إنتركونتيننتال أبوظبي، بمناسبة مرور 49 عاماً على الوحدة الأفريقية. وبحث المسؤولون الإماراتيون والأفارقة على هامش الاحتفال سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأفريقيا، وكيفية الاستفادة المثلى من الفرص التجارية المتاحة أمام الطرفين.

رعى الاحتفال مركز دبي التجاري العالمي، الجهة الأبرز لإقامة المعارض والمؤتمرات والفعاليات في المنطقة، والتي تشهد نمواً سنوياً ملحوظاً في أعداد المشاركين من عارضين وزوار في الفعاليات التي ينظمها ويستضيفها، وشارك بيوم أفريقيا العالمي سعادة الدكتور طارق أحمد الهيدان، مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية ممثلاً عن وزارة الخارجية، وسعادة حميد شبيرا، السفير الجزائري لدى الإمارات وعميد السفراء الأفارقة لدى الدولة، من بين عدد من المسؤولون الحكوميون، وأعضاء السلك الدبلوماسي، ورجال أعمال من الإمارات ودول أفريقية.

وتسلّط احتفالات “يوم أفريقيا العالمي” الضوء على العلاقات المتنامية بين الإمارات العربية المتحدة والدول الأفريقية، وتعتبر المناسبة الوحيدة التي تلتقي فيها جميع أطياف القارة السمراء، من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ووسطها.

وبهذه المناسبة دعت تريكسي لوه، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الدول الأفريقية إلى زيادة مشاركتها بالفعاليات التي تقام بمركز دبي التجاري العالمي والاستفادة من موقع دبي الاستراتيجي، الذي لا يبعد عن ثلث سكان العالم أكثر من أربع ساعات طيراناً، مؤكّدة أن الفعاليات التي ينظمها ويستضيفها مركز دبي التجاري العالمي وفق أرقى المستويات العالمية، تشهد نمواً كبيراً في مشاركة الشركات الأفريقية الراغبة في اقتناص الفرص التجارية الحقيقية التي تتيحها دبي لها في المنطقة، وقالت: “هناك إمكانات كبيرة لأفريقيا في مجال التصدير وإعادة التصدير إلى أسواق الشرق الأوسط وآسيا، إلى جانب اهتمام متزايد من الشركات الأفريقية بالتوسع خارج أسواقها المحلية، ونحن في مركز دبي التجاري العالمي نؤمّن لها منصات تجارية عالمية للانطلاق نحو الأسواق الخارجية”.

وكان معرض الخليج للأغذية (غلفود)، أكبر حدث التجاري سنوي للأغذية والضيافة في العالم، قد استضاف في دورته الأحدث فبراير الماضي عدداً من مبادرات التصدير التي تقف وراءها جهات حكومية وخاصة من دول أفريقية مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا وكينيا وأثيوبيا، مؤمّناً أرضية مُثلى لتعزيز التجارة البينية وفرص نمو الصادرات. وقد شارك في الحدث ما يزيد عن 200 شركة لمست ارتفاعاً في الطلب على الفواكه والخضراوات والمكسرات والعصائر والسكر والشاي والقهوة والزيوت. وتنطوي منطقة الشرق الأوسط على فرص مهمة للتصدير متاحة أمام المصدّرين الأفارقة، في ضوء الأرقام التي تؤكّد أن المنطقة تستورد حوالي 90 بالمائة من احتياجاتها الغذائية.

ومن المرجّح، وفقاً لوحدة المعلومات في مجلة “أيكونوميست”، أن يستمر هذا التوجه في ضوء التوقعات التي تشير إلى نموّ الواردات الغذائية للمنطقة من نحو 26 مليار دولار العام 2010 إلى 53 ملياراً بحلول 2020 بنسبة 105 بالمائة. وقد لوحظ اهتمام متنامٍ بسوق المأكولات المتخصصة جسّده مشاركة شركات أفريقية عديدة في “مهرجان المأكولات المتخصصة”، الذي ينظمه سنوياً مركز دبي التجاري العالمي، كما أبدت شركات أخرى اهتمامها وسجّلت للمشاركة في معرض الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمأكولات البحرية، الذي تقام دورته الافتتاحية هذا العام بين 19 و21 نوفمبر بمركز دبي التجاري العالمي.

من جهة أخرى تستقطب دبي، باعتبارها محوراً عالمياً لإعادة التصدير، آلاف الشركات الأفريقية الساعية إلى استيراد الأرز والحبوب والمكرونة من أرجاء العالم. وكانت الدورة الماضية من معرض غلفود قد استضافت 4,500 مشترٍ من أفريقيا بزيادة قدرها 21 بالمائة عن العام 2011، وشكّل هؤلاء 6.5 بالمائة من إجمالي زوار المعرض البالغ عددهم 68,000. ومن المنتظر أن يشهد مستقبل العلاقات التجارية بين الإمارات والدول الأفريقية ازدهاراً كبيراً، نظراً لترسيخ الاتفاقات التجارية بين الإمارات والدول الأفريقية وتفعيلها، وزيادة حركة الطيران بين الجانبين تسهيلاً لانتقال المسافرين والبضائع.

ويعتبر قطاع تقنية المعلومات والاتصالات مجالاً واسعاً آخر من مجالات النمو الاقتصادي في القارة الأفريقية، وقد برز ذلك من خلال النمو الكبير البالغ 20 بالمائة في عدد الزوار الأفارقة إلى معرض “أسبوع جيتكس للتقنية 2011″، حدث تقنية المعلومات الأبرز في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. ويواصل أسبوع جيتكس للتقنية هذا العام تركيزه على الأسواق الأفريقية، لا سيما تونس وجنوب أفريقيا وكينيا وليبيا ومصر والمغرب ونيجيريا. وكان فريق تنظيم معرض جيتكس قد قام بجولة أفريقية شملت 12 دولة في شمال أفريقيا وشرقها وغربها، التقى خلالها ممثلين عن مؤسسات حكومية وسفارات وهيئات وشركات رائدة في القطاع التقني لمناقشة الفرص المتاحة أمام الشركات الأفريقية الراغبة في التوسع بأعمالها خارجياً. وكانت “شركة البيانات العالمية” للأبحاث قد توقعت أن يزيد الإنفاق التقني في القطاعات الحكومية بالشرق الأوسط وأفريقيا بنحو 15 بالمائة العام 2012 ليصل إلى 7.41 مليار دولار.