شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أمس، حفل تخريج الدفعة الثانية من طلاب معهد “مصدر” بفندق قصر الإمارات بأبوظبي، والذي أقيم تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أمناء معهد “مصدر”.
حضر الحفل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، ومعالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، ومعالي الدكتورة ميثاء سالم الشامسي وزيرة دولة، وأحمد علي الصايغ رئيس مجلس إدارة “مصدر”، والدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لمصدر وكبار المسؤولين في الدولة وأولياء الأمور الخريجين.
وبلغ عدد خريجي الدفعة الثانية من المعهد 55 طالباً وطالبة حصلوا على الماجستير في مجال علوم الحوسبة والمعلومات وهندسة وإدارة النظم وهندسة القوى الكهربائية والهندسة الميكانية وهندسة النظم الدقيقة.
وألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كلمة خلال الحفل رفع خلالها أسمى آيات العرفان والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ما يلقاه معهد مصدر من دعم ومساندة ليصبح من المعاهد الرائدة عالمياً. وتوجه سموه بجزيل الشكر وخالص التقدير أيضاً إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتفضله برعاية حفل التخريج، الأمر الذي يدل على المكانة التي يحظى بها معهد مصدر.
وقال سموه “نحن هنا اليوم للاحتفال بتخريج الدفعة الثانية لمعهد مصدر ويحق لنا أن نفخر بالإنجازات التي تحققت في هذه الفترة القصيرة، وأود نيابة عن مجلس أمناء معهد مصدر التأكيد مجدداً على حرص المعهد والتزامه بمواصلة العمل والتطور حتى يصبح من كبرى المؤسسات العلمية والتعليمية الرائدة في الدولة والمنطقة”.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد أن معهد مصدر يهدف إلى إرساء ثقافة البحث العلمي والتطوير وبناء القدرات حتى تتبوأ دولة الإمارات مكانة عالمية ومرموقة في مجال توليد وتطوير المعارف والتقنيات.
وقال سموه إن مشاركة دولة الإمارات في تلك الجهود الرامية للتصدي لظاهرة تغير المناخ “تنبع من إدراكنا لمدى خطورة البقاء مكتوفي الأيدي ومن إحساسنا بالمسؤولية إزاء المجتمع الدولي ومن حرصنا على الوفاء بالتزاماتنا في إطار العمل المشترك”.
ولفت سموه إلى أن وزارة الخارجية أنشأت في مارس 2010 إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ من أجل التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا”، وتمثيل دولة الإمارات في المفاوضات الدولية ذات الصلة ودعم إنشاء استراتيجية وطنية تتصدى لتحديات الطاقة وتداعيات تغير المناخ.
ووجه سموه كلمة للخريجين قال فيها “أنتم سفراؤنا إلى العالم في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والمهام الملقاة على عاتقكم هي تشجيع الآخرين وحثهم على تحمل المسؤولية و تعزيز كفاءة الطاقة ومراعاة البيئة وحماية مواردها الطبيعية”.
كما وجه سموه الشكر لإدارة المعهد على اهتمامها وعنايتها بالطلبة.
وقال الدكتور فريد موفنزاده رئيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا إن تخريج دفعة جديدة من خريجي معهد مصدر لعام 2012 “جعلتنا جميعاً نفخر بما قدمته من إسهامات تجاه تعزيز سمعة المعهد وترسيخ ريادته على صعد عدة بما في ذلك عدد المواد التي نشرت من قبل الطلاب والأطروحات ذات الصلة بالقضايا التي تهم المنطقة وخاصة في ما يتعلق بالبيئة والطاقة المتجددة والمياه وأشباه الموصلات”.
وأضاف “لكي تضمن النجاح لخطتها الاستراتيجية، أدركت الإمارات أهمية تطوير رأسمال بشري مؤهل تأهيلا عاليا مع بنية تحتية شاملة للبحث والتطوير، ويشمل ذلك نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال التي تشكل مكوناً مهماً وعنصراً حيوياً في الاقتصاد القائم على المعرفة”.
وأكد أن أنشطة البحث والتطوير التي قام بها الطلاب، لطالما شكلت قوة دافعة لمعهد مصدر، تتجلى من خلال المستوى الرفيع للشركات والمؤسسات التي بادرت إلى تقديم رعايتها لهذه الأبحاث بدولة الإمارات.
وأضاف “في حين يعتبر البحث والتطوير جوهر القدرة التنافسية لأي اقتصاد، فإنه من المثير للاهتمام أن نلحظ أهمية ما قام به الطلاب، بالنسبة لخطة الحكومة بشأن تنويع الموارد الاقتصادية وبناء الاقتصاد القائم على المعرفة”.
وألقى الخريجان راني متري ديسكوريس ويوسف أحمد العبد كلمة الخريجين، أشادا فيها بمبادرة “مصدر” التي أخذت على عاتقها مهمة دعم المساعي إلى بناء المعرفة في البلاد.
وقالا “نحن كطلاب في معهد مصدر الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نفخر بأن يكون لنا دورنا الخاص والفاعل في تلك المهمة”.
ولفتا إلى أن عام 2009 شهد انطلاقة معهد مصدر حين ضم 88 طالباً، واليوم يلتحق بالمعهد 240 طالباً هم من المواهب الشابة الواعدة، حيث اختارت مجموعة من خيرة العقول الشابة حول العالم أن تكون جزءاً من مسيرة معهد مصدر بتعاونه المثمر مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من أجل إيجاد مستقبل أفضل وطرح حلول مبتكرة تضمن للبشرية غد أفضل في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة. وفي ختام الحفل قام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بتسليم الشهادات للخريجين مهنئا لهم التخرج.
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن تمنياته للخريجين والخريجات بكل التوفيق والنجاح في حياتهم العملية وأن يسهموا في خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم بهذه النوعية من المعرفة والتكنولوجيا.
وتأسس “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” من قبل حكومة أبوظبي كمؤسسة دراسات عليا خاصة لا تهدف للربح، وهو يسعى ليكون مركزاً للعلم والمعرفة في المنطقة يسهم في إعداد الكفاءات البشرية وتطوير قدراتها في مجالات البحث والتطوير في أبوظبي من أجل معالجة القضايا ذات الأهمية الحيوية للمنطقة.
وتمكن المعهد بمساعدة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة من بناء قاعدة أكاديمية وبحثية صلبة تجسد رؤية المعهد ورسالته البعيدة المدى وتعكس حرصه على التصدي للتحديات الخطيرة المطروحة على عالمنا في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.
ومن أبرز الخاصيات التي يتميز بها معهد مصدر تركيزه على القضايا الحقيقية الشائكة التي تقتضي معالجتها اعتماد نهج متكامل ومتعدد التخصصات يقوم على تكامل التقنيات والسياسات والنظم ويتجلى ذلك واضحا من خلال البرامج الأكاديمية التي يطرحها المعهد وحرصه البالغ على إقامة علاقات تعاون قوية مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة والهيئات الحكومية وكبرى الشركات العاملة في القطاع
– الاتحاد