أنجزت هيئة البيئة في أبوظبي المرحلة الثانية من مشروع المها العربي، بعد أن نقلت 20 رأساً من المها إلى الأردن، في إطار “مشروع الشيخ محمد بن زايد لتوطين المها العربي” في محمية وادي رم بالأردن.

وسجلت أعداد المها العربي في محمية وادي رم زيادة ملحوظة، حيث بلغ عدد المواليد الجدد 15 رأساً، ليصل عدد حيوانات المها في وادي رم 55 رأساً، بعد وصول العشرين رأس، الثلاثاء الماضي.

وأوضحت الدكتورة شيخة الظاهري، نائبة المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي والبري والبحري في هيئة البيئة أبوظبي، أن العشرين رأساً التي تم نقلها إلى محمية وادي رم سيتم إطلاقها في البرية أكتوبر المقبل، حيث يوجد القطيع الآن في مسيجات التأقلم في المحمية، حيث تتم مراقبتها وفحصها بيطرياً وتأهيلها قبل عملية الإطلاق.

ويخضع القطيع قبل إطلاقه إلى التحصين وإجراء الفحوص البيطرية اللازمة له، للتأكد من خلوها من الأمراض، واستصدار التصاريح الخاصة بالنقل. ويتم إطلاق المها العربي في البرية في أشهر الشتاء، انطلاقا من أن القطعان لدى إطلاقها تنطلق لمسافات شاسعة، حيث تكون في مرحلة الاستكشاف لتحديد مصادر الغذاء والماء، وهو ما يدفع الهيئة لكي يكون الإطلاق خلال فصل الشتاء، وبالتالي تقليل نسبة الإرهاق لدى حيوان المها والحيلولة من دون نفوقها، وتحفيزه على الاندماج مع القطيع الموجود حالياً.

وأكدت دكتورة الظاهري تأقلم حيوان المها العربي مع الظروف البيئية في الأردن، حيث لم يتم تسجيل أي حالات نفوق، ويعتبر التدخل البيطري قليلاً جداً إلا في حالات الإصابات بين الذكور التي تحدث نتيجة الصراع فيما بينها.

وأفادت دكتورة شيخة، نائب المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي، بأن الهيئة بدأت منذ شهرين بتنفيذ برنامج لإكثار المها العربي في أبوظبي، لضمان المحافظة على النوع من الناحية الجينية، وإكثاره، وزيادة الأعداد، ومن ثم إطلاقه في المحميات البرية في الإمارة.

وسجلت محمية المها العربي في المنطقة الغربية من الدولة وجود 380 إلى 400 رأساً من المها العربي، وعددها يعتبر جيداً بالنسبة لمساحة المحمية.

وذكرت أن الهيئة نقلت في شهر مارس 15 رأساً من المها العربي إلى محمية قصر السراب، التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في إطار الشراكة بين الهيئتين لصون وحماية المها العربي.

ويشار إلى أن مشروع إكثار وإعادة توطين المها العربي الذي تنفذه هيئة البيئة بأبوظبي نجح من ضمن مشاريع أخرى دولية في نقل تصنيف المها العربي من فئة الحيوانات المهددة بالانقراض إلى فئة “الوضع الحرج”، وفقا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، حيث تضم دولة الإمارات أربعة آلاف رأس من المها العربي.

ويشار إلى أن هيئة البيئة في أبوظبي، ومن أجل الحفاظ على محمية المها العربي، بما فيها من غابات وحيوانات تعتاش عليها، راعت استخدام معايير الاستدامة البيئية، بما في ذلك الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء للإنارة، إضافة إلى إنشاء غرف للحراسة وبوابات مزودة بكاميرات مراقبة للمركبات الداخلة والخارجة من المحميات، تعمل بالطاقة الشمسية.

ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربي إلى الاهتمام الخاص من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بهذا الحيوان العربي التراثي الأصيل، حيث كان الشيخ زايد رحمه الله من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينيات إلى أن المها العربي أصبح مهدداً بالانقراض، فأصدر توجيهاته بأسر ما يمكن منها، حيث تم أسر4 منها، وأمر بتأسيس أول حديقة للحيوان في العين للحفاظ عليها.

وأسفرت جهود الإكثار عن زيادة أعدادها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات تمتلك الآن أكبر عدد منها، بعد أن كان حيوان المها العربي مهدداً بالانقراض، بسبب الصيد الجائر، وزحف المشاريع الحضرية في الصحارى.

انطلاق المشروع وبداياته الأولى

بدأ مشروع إعادة توطين المها العربي في العام 2007، بإطلاق أول مجموعة في محمية المها العربي بمنطقة أم الزمول، وقد تم تسجيل العديد من مؤشرات النجاح للمشروع كنسبة الولادات، وطريقة انتشار القطيع في المحمية، وانخفاض معدلات النفوق. ويأتي إطلاق المها العربي في منطقة وادي رم بالأردن في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسعى لتوطين المها العربي في دولة الإمارات، وفي مناطقها الأخرى، بدءاً بوادي رم الذي يعتبر من أهم المناطق التاريخية للمها العربي.

– عن الاتحاد