تشارك القيادة العامة لشرطة أبوظبي في 6 يونيو الجاري في الحدث العالمي لرصد ومتابعة العبور النادر لوصول كوكب الزهرة إلى وضع الاقتران السفلي ..وهي النقطة الواقعة بين الأرض والشمس ..حيث تكون حينها الشمس وكوكب الزهرة والأرض طردياً على استقامة واحدة ويمر كوكب الزهرة من أمام قرص الشمس مباشرة في وضع ما يسمى العبور.
ويعد هذا العبور نادراً “آخر عبور القرن” لن يتكرر إلا بعد 105 أعوام أي في العام 2117 ..وخلال العبور ستبدو الزهرة كقرص أسود وحجمها الظاهري 3 بالمائة مقارنة بحجم الشمس ..وهي ظاهرة لم تتكرر سوى 7 مرات منذ اختراع التلسكوب عام 1610.
وقال الناشط الفلكي نزار سلام رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك الأخضر ..وهو من منتسبي الإدارة العامة للعمليات المركزية في شرطة أبوظبي عن توقيت العبور بالنسبة لإمارة أبوظبي إن قرص الزهرة يبداً بملامسة حافة قرص الشمس الخارجي بما يسمى الاتصال الأول في الساعة الثانية وثماني دقائق ..ويكتمل الدخول وهو الاتصال الثاني في الساعة الثانية وخمسة وعشرون دقيقة ..وكلاهما “بعد منتصف الليل” ولذلك لن يكون العبور مرئياً بسبب وجود الشمس تحت خط الأفق الشرقي.
ويصل كوكب الزهرة الى أوج العبور نحو الساعة الخامسة وإحدى وثلاثين دقيقة صباحا ..وهنا يمكن مشاهدته مع بداية شروق الشمس في أبوظبي نحو الساعة الخامسة وثلاثة وثلاثين دقيقة ..وتكون فرص الرؤية أفضل بمشاهدة دورة العبور من الإمارات الشمالية بسبب فارق توقيت شروق الشمس المبكر نسبياً والبالغ نحو تسع دقائق في إمارة الفجيرة.
وأوضح سلام أن الكوكب سيبدأ بالخروج من المنطقة الداخلية للشمس بما يسمى الاتصال الثالث نحو الساعة الثامنة وستة وثلاثين دقيقة وأخيراً يكتمل الخروج الكلي للكوكب من أمام قرص الشمس وهو الاتصال الرابع في الساعة الثامنة وأربعة وخمسين دقيقة صباحا ..وهكذا يكون العبور قد دام قرابة 6 ساعات و47 دقيقة .
وأشار إلى أن الحدث سيشاهد وعلى نطاق واسع وكلي في كل من غرب المحيط الهادئ “الاسكا وهاواي” شرق آسيا وشرق استراليا.. بينما تشهده استراليا الغربية وغرب ووسط آسيا وشرق أفريقيا وأوروبا مع بداية ساعات الصباح الأولى توسط ونهاية مراحل العبور لاسيما وأن الشمس تشرق في هذه المناطق وعملياً كوكب الزهرة في داخل قرص الشمس..كما تشاهد بداية مرحلة العبور فقط قبل مغيب شمس 5 يونيو في معظم أمريكا الشمالية والجزء الشمالي الغربي من أمريكا الجنوبية.
وذكر أنه سيتم نقل وتسجيل حدث العبور من بدايته حتى انتهائه من موقع الرصد في منطقة كورنيش أبوظبي باستخدام مجموعة تلسكوبات وعدة كاميرات مخصصة لتصوير مراحل العبور ونقل الحدث.
ولفت إلى أن مرصد الإمارات الفلكي المتحرك سيقوم ببث مراحل العبور بشكل مباشر عبر شبكة الإنترنت بدءاً من شروق الشمس في الساعة الخامسة وثلاثة وثلاثين دقيقة صباحاً حتى انتهاء الحدث في الساعة الثامنة وأربعة وخمسين دقيقة صباحاً من خلال الموقع الإلكتروني” ” حيث سيتابع الخبراء الفلكيون هذا البث من دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال المراصد التي تم تنصيبها على مستوى العالم .
وأوضح أن مرصد الإمارات الفلكي المتحرك يتعاون مع جهات بحثية فلكية لتحديد تواقيت الاتصال والعبور في مابين الزهرة والشمس.. كما سيرى من دولة الامارات .
ودعا نزار سلام الجمهور إلى الاستفادة من هذا الحدث الذي لايتكرر إلا مرتين كل قرن وبفارق 8 سنوات بين عبور وآخر.. وهي الفرصة الأخيرة لهذا الجيل من خلال دخول الموقع الإلكتروني المذكور.. مشيراً إلى أن العبور المقبل لكوكب الزهرة سيوافق 11 ديسمبر 2117 والذي سيليله 8 ديسمبر 2125 .
وأضاف سلام أن حدث عبور كوكب الزهرة من أمام قرص الشمس من منظور راصد من على سطح الأرض يعد من أندر الظواهر الفلكية حيث يمثل عملية اصطفاف بين ثلاثة أجرام وعبور كوكب الزهرة من أمام أحد اطراف قرص الشمس والخروج من وجه الطرف المقابل من غير المعتاد إذ إنه غالباً مايحدث عبور لكوكب الزهرة كل نحو 584 يوماً من عبور لآخر ولكن يكون الكوكب أعلى أو أسفل دائرة البروج وعليه يمر أما فوق أو تحت قرص الشمس دون أن يشاهد بسبب ميلان محور دورانه بالنسبة لمحور دوران الأرض والبالغ ثلاث درجات وأربع وعشرين دقيقة قوسية.
واضاف ان الأهمية العلمية للعبور تكمن في قياس نسبة انخفاض مقدار السطوع الظاهري للشمس الناجم عن العبور ومقارنة ذلك ودراسته في عمليات رصد النجوم البعيدة والتي تؤدي في أحيان كثيرة لاكتشاف كواكب جديدة ومن ذلك يتم استنتاج حجم الكوكب وبعده عن النجم وتركيبه الكيمائي حسب التغير الذي يلاحظ في شدة سطوع النجم.
ولفت إلى أن كوكب الزهرة سيبدو أثناء عبوره لمن يشاهده بالعين المجردة باستخدام نظارة مزودة بفلتر شمسي كنقطة صغيرة سوداء يبلغ قطرها الظاهري 1 دقيقة قوسية تعبر من امام قرص الشمس وبحجم ظاهري يبلغ ما نسبته 1 الى 32 بالنسبة للشمس وستبدو الزهرة لمن يشاهدها عبر التلسكوبات الفلكية المزودة بفلاتر شمسية كقرص صغير أسود اللون.
وأكد أنه وعلى الرغم من أن الزهرة تعد أكبر من القمر بأربع مرات تقريباً إلا أن المسافة التي تفصلها عن الأرض والبالغة في نفس يوم العبور نحو 43 مليون كلم تجعلها تبدو صغيرة وبالتالي لن يحدث كسوف للشمس وأنما خفوت في مقدار اللمعان الظاهري للشمس غير ملاحظ أيضا للعين البشرية.
وقال إنه سيتم توزيع نظارات شمسية مخصصة لغرض مشاهدة العبور وهي آمنة تماماً وتوفر حماية كاملة للعين من الإشعاعات المرئية وغير المرئية ..وسيتم الرصد بواسطة التلسكوبات الفلكية المختلفة من ضمنها التلسكوب المزود بفلتر هيدروجيني وآخر بفلتر شمسي كالسيوم بالإضافة إلى نظام الاسقاط إلى جانب شاشات العرض الخارجية لمرصد الإمارات الفلكي المتحرك.
من جانبها حذرت الدكتورة أماني محمد توفيق اختصاصية أمراض العيون في إدارة الخدمات الطبية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي من مشاهدة عبوركوكب الزهرة أمام قرص الشمس بالعين المجردة من دون استخدام وسائل آمنة حيث إن أشعة الشمس القوية وكذلك الإشعاعات غير المرئية منها الأشعة تحت الحمراء تضر بشبكية العين ..حيث من الخطأ جداً النظر إلى قرص الشمس إذ قد تسبب أشعتها القوية حرقاً وتلفاً في البقعة الصفراء بالشبكية أومايسمى بمركز الرؤية بالعين وهي منطقة صغيرة مسؤولة عن الرؤية الدقيقة المركزة وعن رؤية الألوان والتي لا يوجد لها علاج في حال إصابتها بالتلف.
وأضافت انه يجب استخدام نظارات خاصة للرؤية السليمة والآمنة ..كما يمكن مشاهدة العبور عن طريق المناظير المزودة بفلاتر ضوئية وكذلك عن طريق المناظير الشمسية وهي مناظير مزودة بفلاتر هيدروجينية تجعلك تندهش حينما ترى الشمس بهذه الشعلة الجميلة.
الموقع الالكتروني..www.astronomy.ae .
– عن وام