وقعت أن يثير مقالي السابق «ريلي والتركيبة السكانية» جدلاً واسعاً نظراً لأهمية مشكلة العنوسة وأسبابها التي أشارت كثيراً إلى غلاء المهور، ووصلتني رسائل عدة تعقيباً على المقال، منها رسالة من قارئة إماراتية بعنوان «فلنواجه» وهي جديرة بالوقوف أمامها كمرآة، أضعها نصب أعينكم لتشاركوني قراءتها، وهذا نصها:
«تكرار حجة غلاء المهور ليس السبب الرئيس للعنوسة أو الزواج من أجنبيات، أعتقد أننا يجب أن نواجه الأسباب الحقيقية وهي كثيرة، منها: عدم رغبة الكثير من شبابنا في الزواج واستسهاله العلاقات المحرمة، كما أن قبول الأجنبية بعدم تحمل الزوج مسؤولية البيت والأبناء، ولا مانع من خيانتها على أمل الحصول على الجنسية والبيت الشعبي وبعدها تطلب الطلاق.
عدد الإماراتيات أقل من عدد المواطنين، ما يتعارض مع الدعوة إلى تعدد الزوجات، الذي لا يناسب مجتمعنا، فهناك شباب كثر غير متزوجين ويفضلون إنفاق أموالهم على السيارات الفاخرة والعلاقات غير الشرعية هرباً من تحمل المسؤولية، وتذرعاً بالخوف من شبح الطلاق والمشكلات وغلاء المهور، والحقيقة غير ذلك.
أضف إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ بأن الإماراتية استغنت عن الرجل بعملها! وهذا غير صحيح، ودليلي لجوء البعض إلى الزواج من وافد لا يملك مهراً لكنه ملتزم بواجباته تجاه أهله. أنا أفضل ابن بلادي الكفء لكن أين هو؟! حتى المتزوج الباحث عن التعدد لا يملك الإمكانات حسب الشرع الذي فرض عليه العدل، بل يبحث عن زوجة ثانية من أجل التغيير وحبذا لو كانت موظفة لتتكفل بالمسكن وجميع المصروفات! فقد يقال إن الوافد يستغل المواطنة إلا أن المواطن أيضاً يستغل زوجته الموظفة، سواء كان شاباً يطلب منها أن تكفله في القروض، أو متزوجاً يطلب من الثانية تحمل مسؤولية نفسها كأنها بلا رجل!
أعتقد أن نسبة كبيرة من شبابنا ليست أهلاً للحياة الزوجية! ولم تتم تنشئتهم على تحمل المسؤولية، فالمرأة عليها تقع أعباء الأسرة والأبناء وحدها، أما هو فضيف يزور البيت ويغادره متى شاء، ويحق له أن يفعل ما يحلو له من دون أن يناقشه أحد.
لكن من النقاط التي تثير الشجون في هذه القضية الشائكة أن كثيراً من الشباب يرفض الزواج من إماراتية من أم أجنبية وتربت في الدولة على العادات والتقاليد نفسها، بينما يتزوج من الأجنبية من دون تفكير!
أخيراً، أنا لست متزوجة، وأرفض أن أكون زوجة ثانية، ولا أقبل الزواج من وافد، ومع ذلك أعتقد أن التعدد ليس حلاً لأنه ينتج أبناء «مهمَلين»، وزيادة عدد السكان لا تتطلب التضحية بالكيف من أجل الكم».
انتهت الرسالة ولم تنتهِ القضية، فالقارئة بَنَت نظريتها على معايشتها الواقع، على الرغم من عرضها الصدامي الذي وضع أيدينا على رأس الجرح، ولن أقول أكثر من «الله يعين بناتنا وشبابنا ورياييلنا».