أكد المقدم سيف مصبح البلوشي قائد فرقة الموسيقا العسكرية في القوات المسلحة، أهمية الموسيقا العسكرية في تنظيم العمل في مختلف المجالات والحفاظ على الموروثات الوطنية من الاندثار .

وقال في حديث لمجلة “درع الوطن” إن تطور الموسيقا العسكرية لقواتنا المسلحة جدد الدعوات لمشاركاتها في مهرجانات عالمية حيث شاركت في احتفالات عدد من الدول بمناسبة أعيادها الوطنية منها مملكة البحرين وسلطنة عمان وكندا، مشيراً إلى مشاركتها في مهرجاني الموسيقا العسكرية العالمية في مدينتي “سومور” و”ألبرت فيل” الفرنسيتين والمهرجان الخيري في مدينة كولون الألمانية حيث اكتسبت سمعة متميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي وحازت على خبرات مختلفة نتيجة احتكاكها بالفرق الموسيقية العالمية . وبشأن تاريخ الموسيقا في القوات المسلحة، أشار المقدم سيف مصبح إلى أن الإمارات عرفت الموسيقا العسكرية منذ سنوات عدة حيث امتزجت مع التراث والفلوكلور الشعبي، وتم تأسيس وتشكيل أول فرقة موسيقية عام 1957 سميت ب”جوقة ساحل عمان”، وكانت جزءاً من فعاليات قوة مجندي ساحل عمان التي سميت في ما بعد ب”كشافة ساحل عمان”، وبتغير مسميات هذه القوة تغيرت مسميات الفرقة الموسيقية لتصبح “جوقة قوة دفاع الاتحاد” عام ،1971 ثم سميت “فرقة موسيقا لواء اليرموك الثالث” عام 1976 .

وحول موسيقا قوة دفاع أبوظبي، قال تشكلت قوة دفاع أبوظبي عام 1966 بتولي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي كقوة عسكرية، وتم تأسيس موسيقا عسكرية خاصة بها عام 1970 تحت مسمى “موسيقا قوة دفاع أبوظبي” في مدينة العين في مركز تدريب الأغرار وأعيد تسميتها عام 1975 لتصبح “وحدة الموسيقا العسكرية”، وتم تأسيس جناح للتدريب خاص بالموسيقا العسكرية .

بالنسبة لتطور موسيقا دفاع أبوظبي لتصبح الموسيقا العسكرية الحالية المرتبطة بمديرية التوجيه المعنوي، أشار المقدم سيف إلى أنه خلال عام 1980 تمت إعادة تسميتها لتصبح “مجموعة الموسيقا العسكرية” بعد دمج موسيقا “لواء اليرموك الثالث” معها وأصبحت المجموعة ككل تضم عدداً من الفرق هي الفرقة الموسيقية الأولى ملحقة بقيادة حرس الرئاسة “أبوظبي”، والفرقة الموسيقية الثانية، وهي في مقر قيادة مجموعة الموسيقا “العين”، والفرقة الموسيقية الثالثة في منطقة المرقاب “الشارقة” . وأضاف أن الموسيقا العسكرية كانت تتبع للقوات البرية في البداية ولكن بتشكل قيادة موسيقا القوات المسلحة تم فك ارتباطها بالبرية عام ،1991 وأصبحت وحدة مستقلة تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة وفي عام ،1994 تم تعديل التشكيل ليصبح مجموعة الموسيقا العسكرية وارتبطت بمديرية التوجيه المعنوي وتسمى حالياً الموسيقا العسكرية .

وعن دور الموسيقا العسكرية في تطوير الموسيقا قال قائد الموسيقا العسكرية في القوات المسلحة إن للموسيقا العسكرية دوراً مهماً في تنظيم العمل في مختلف المجالات، حيث استطاعت توظيف بعض ألحان الأغاني الشعبية من خلال تدوينها على النوتة الموسيقية مع تحليلها وتصنيفها ثم كتابتها لتتناسب مع آلات موسيقية معينة، إضافة إلى استخدامها في تنظيم خطوات سير الأفراد والتي سميت ب”المارشات” .

وأكد أنها أسهمت في الحفاظ على الموروثات الوطنية ومنعها من الاندثار خاصة أن لدينا الكثير من الألحان الشعبية الشهيرة والتي تحمل مضامين ومعاني تساعد على زيادة الحس الوطني ورفع الروح المعنوية أثناء التدريب .

وحول نوع الآلات الموسيقية التي تم استخدامها من قبل أوضح البلوشي أن الآلات المستخدمة قديماً هي القرب وآلات الإيقاع التي تشمل “الطبل والتنور والترمبيت والكأس” والآلات النحاسية وآلات الريشة التي تشمل “البوق والكورنيت والترمبون وكلارنيت وباص” . وأضاف أنه مع التطور أصبحت تضم حالياً مزيداً من الآلات، وهي في “الفلوت والبيكلو والكلارنيت والساكس الطو والساكس تنور والكورنيت والفرنش هورن والترمبون واليوفنيوم والباص والقربة والترمبيت والكاس والبوق”، وتستخدم أغلبية هذه الآلات في جميع المناسبات ومع تضاعف وتعدد الآلات زاد عدد الموسيقيين .

وقال إن الموسيقا العسكرية تشارك في عدد من الفعاليات أهمها مراسم وتشريفات الرئاسة بكافة أنواعها كاستقبال وتوديع ضيوف رئيس الدولة من الملوك والأمراء والمراسم الخاصة برئيس الأركان، وفي بروفات وحفل تخريج الكليات والمعاهد العسكرية وبروفات وحفلات تخريج الدورات المحلية للوحدات والأنشطة الرياضية والفنية والإعلامية وغيرها من المناسبات الخاصة بالقوات المسلحة، إضافة إلى المشاركة في المعارض العسكرية واحتفالات السفارات الأجنبية داخل الدولة واحتفالات الوزارات والدوائر المحلية فضلاً عن المهرجانات الدولية خارج الدولة .

وبشأن دور الموسيقا العسكرية في القوات المسلحة أوضح البلوشي، أن الموسيقا تسهم بشكل عام في التأثير في النفس حيث تعبر عما تكنه النفس من مشاعر وأحاسيس وهذا شيء طبيعي فالموسيقا لغة عالمية، وأداة من أدوات التعبير عن النفس، أما عن الموسيقا العسكرية فهي وسيلة تستثير حماس العسكريين وترفع هممهم وروحهم المعنوية من خلال عزف مقطوعات موسيقية عسكرية تحفزهم وتحثهم على بذل قصارى جهدهم في التضحية والنضال في سبيل الوطن . وأشار إلى أن للموسيقا العسكرية دوراً مهماً وبارزاً في إحياء المراسم العسكرية في المناسبات والاحتفالات الوطنية والعسكرية والاستقبالات الرسمية وتخريجات القوات المسلحة والعروض العسكرية إضافة إلى الحفاظ على التقاليد العسكرية . وعن مدى مواكبة الموسيقا العسكرية للتطور التقني والحضاري في الدولة قال “إن الموسيقا العسكرية تسعى لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنيات الحديثة من خلال ضم آلات موسيقية جديدة تستخدم في جميع الفرق الموسيقية على المستوى العالمي، ودأبت الموسيقا العسكرية على ابتكار ألحان وأناشيد مستمدة من الوجدان والحس الوطني المرتبط بتراثنا الأصيل، والذي يظهر لون ثقافتنا وموروثنا الشعبي الذي أثرى المكتبة الفنية بإبداعات يشهد لها التاريخ فكل دولة تسعى إلى تطوير الموسيقا بما يتناسب وموروثها الثقافي والحضاري” .

وأضاف أن الموسيقا العسكرية في حالة بحث مستمر واطلاع دائم على الأناشيد والأغاني الوطنية الحديثة لأخذ ما يناسب منها وتحويلها إلى مارشات عسكرية حتى نالت الموسيقا العسكرية رضا وإعجاب كل من شهد عروضها ومارشاتها في مختلف المحافل . وبالنسبة للشروط الخاصة للالتحاق بالموسيقا العسكرية أشار إلى أن هناك عدداً من الشروط العامة لابد من توافرها لدى كل من يرغب للعمل في الموسيقا العسكرية منها إجادة القراءة والكتابة وأن يتمتع بسمع ورؤية جيدين، وأن يكون خالياً من أي عيوب في السمع واليدين وأن يكون ذا حس وذائقة موسيقية .

وحول نسبة الالتحاق بهذه المهنة من المواطنين أوضح أنه لا تزال نسبة الإقبال على الالتحاق بالموسيقا العسكرية من المواطنين محدودة للغاية إلا أنه ووفق الاستراتيجية الجديدة نتطلع إلى زيادة أعداد الراغبين من المواطنين للالتحاق بهذه المهنة . وعن تأسيس العازف في فرقة الموسيقا العسكرية، قال إن المبتدئ أو الراغب في الانخراط في صفوف فرقة الموسيقا العسكرية يمر بعدة مراحل ففي بداية الأمر يلتحق بعدد من الدورات التأسيسية والمتقدمة لرفع كفاءته حتى يصل لمستوى عازف جيد، ويكون له دور فاعل في الفرقة، كما يتم إرسال العازفين المتميزين والمتفوقين إلى دورات في معاهد وكليات خارج الدولة ليصبحوا في ما بعد قادة ومدربين يعلمون الموسيقا . وحول تطور زي الفرقة أشار إلى أن الهدف من اللباس المتميز والأنيق الذي ترتديه الفرق العسكرية الإماراتية، والذي مر بعدة مراحل من التطوير والتحديث، إظهار الفرقة بأبهى صورة وأجمل منظر ما مكن الفرقة من فرض وجودها في مختلف الميادين والمناسبات الوطنية والعسكرية

– وام