علي العمودي
كان ايراد خبر على موقع للتواصل الاجتماعي عن شاب مواطن سرقت إطارات سيارته في أحد شوارع العاصمة الفرنسية، ووقوف سفارة الإمارات هناك معه، ومتابعة سفير الدولة شخصياً للأمر، محل تقدير واعتزاز المغردين عبر ذلك الموقع الذين روى الكثير منهم مواقف تعرضوا لها، وكانت سفارات الإمارات خير عون ومعين لهم، وهي تترجم توجيهات القيادة الرشيدة بحسن رعايتهم ومتابعة أمورهم لحين عودتهم لبلادهم سالمين غانمين. بل وجدنا أن اهتمام هذه السفارات يمتد للمقيمين. وأسطع مثال على ذلك خلال الزلزال الذي ضرب مناطق في تركيا صيف العام الماضي، وأرسلت الدولة طائرات خاصة لإجلاء رعاياها والمقيمين على أرضها.
وعبر كثيرون عن الأثر السحري ومشاعر الفخر والاعتزاز الذي تتركه في النفس تلك الرسالة النصية التي ترد على هواتفهم بمجرد أن يطأوا مطار البلد الذي يقصدونه سواء للسياحة أو العلاج أو طلباً للعلم.
هذا الجهد المقُدّر والذي يثمن عالياً لسفراء الدولة الرسميين والعاملين معهم، يفترض أن يقابله التزام من كل مسافر مواطن يعد سفيرا لبلاده، خاصة عندما يتوجه لبلدان معروف ارتفاع معدلات الجريمة فيها وعدم استقرارها أمنياً. ويبدأ الالتزام والمسؤولية من التسجيل في خدمة “تواجدي” على موقع وزارة الخارجية، ثم الالتزام الأكبر بحرص المسافر على أمنه الشخصي، بحيث لا يسهل على أي لص الوصول لمقتنياته والابتعاد عن التفاخر والاستعراض ولفت الأنظار إليه.
ذات مرة وجدت مسؤولاً كبيراً في انتظار سيارة التاكسي السوداء العادية في أحد شوارع لندن. وفي مرة أخرى وجدت زميلاً له ينتظر القطار في محطة ميونيخ، رغم أن بإمكان الاثنين ليس استئجار أفخر السيارات وإنما شحنها جواً من هنا. وما زلنا نتذكر كيف هاجمت صحف لندن وأساءت للدولة بسبب حادثة الشابين اللذين كانا يستقلان سيارتهما اللامبورجيني الجديدة، وصدما بها أربع سيارات كانت متوقفة عند حافة الرصيف، بعد أن فقد قائدها السيطرة عليها بسبب سرعته في منطقة”نايتس بريدج” الراقية.
واتخذت صحف التابلويد اللندنية من تلك الحادثة مادة لنشر تحقيقات عن” الخليجيين” الذين يعكرون صفو هدوء لندن، بسبب ما قالت إنه السيارات الفاخرة التي تتسابق في الشوارع الضيقة الهادئة وسائقوها المراهقون الذين يرفعون أصوات مسجلات السيارات لأقصى حد، متناسية الحيوية التي يدخلها هؤلاء السياح للاقتصاد البريطاني المتهالك.
لذلك نشدد على ضرورة أن يتحمل المسافر مسؤولياته تجاه النفس ومن معه من أفراد عائلته، وألا ينسى أنه يزور بلداناً تعيش أزمات اقتصادية خانقة وترتفع فيها نسب البطالة، وتعج شوارعها وطرقاتها بأعداد كبيرة من النشالين واللصوص. فالحذر واجب في تلك الأمكنة وبالذات في المناطق السياحية والمزارات الشهيرة في هذه المنطقة أو تلك من المناطق التي يتردد عليها.
أخيرا نحيي الدور الكبير الذي تقوم به سفارات الدولة في الخارج، وما تقدمه من عون ومساعدة ومتابعة لكل من يتصل بها، وعلى الجميع التفاعل المسؤول معها، فهي وإن وجدت لخدمته إلا أن أمامها مهام أكبر من مساعدة مواطن لفتح بلاغ عن سرقة إطارات سيارته الفاخرة
– الاتحاد