أكد الرئيس المصري محمد مرسي دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري، داعياً المعارضة السورية إلى التوحد وبلورة رؤية موحدة لسوريا الجديدة الديمقراطية التي تطمئن كل أطياف الشعب السوري.
وقال الرئيس المصري ـ في كلمة وجهها أمس إلى المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية المنعقد بالقاهرة وألقاها وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إن سوريا هي امتداد للأمن القومي المصري واستقرار سوريا وحرية شعبها في قلب اهتمامات مصر.
وأكد أن وحدة الأراضي السورية هي بالنسبة لمصر خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه، وضرورة إيلاء الأولوية المطلقة لوقف القتل واستهداف المدنيين، ورفض السكوت على استهداف وقتل المدنيين دون حساب أو عقاب رادع.
وعرض رؤية مصر لسبل حل الأزمة، وذلك عبر ثلاث محطات أساسية، الأولى هي توفير الدعم الكامل وغير المنقوص لمبادرة كوفي عنان، والثانية بناء موقف دولي يرفض العدوان والقمع على الشعب السوري ويتخذ كل ما يلزم من إجراءات وبالوسائل المتاحة كافة لوقف نزيف الدم في سوريا، والمحطة الثالثة هي وضع تصور واضح لحل سوري وطني يتوافق عليه السوريون تحت مظلة عربية وبدعم كامل من الأسرة الدولية.
وكان مؤتمر المعارضة السورية قد بدأ أعماله أمس بالقاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، وبحضور وزراء خارجية مصر والكويت “الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية” والعراق “الرئيس الحالي للقمة العربية” ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري “رئيس اللجنة المعنية بسوريا” ووزير خارجية تركيا “رئيس مؤتمر أصدقاء سوريا” وناصر القدوة نائب المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان وأمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي. وترأس وفد الإمارات في المؤتمر الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية.
ويهدف المؤتمر إلى الخروج بوثيقتين الأولى وثيقة العهد الوطني، وهي بمثابة مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الأزمة التي تشهدها سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. ويشارك في المؤتمر نحو 250 شخصية من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج، حيث يناقش تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.
وأكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ضرورة عدم إضاعة الفرصة الحالية لتوحيد صفوف المعارضة السورية. وقال العربي ـ في كلمة ألقاها خلال المؤتمر ـ يجب عدم إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال فتضحيات الشعب السوري اكبر منا جميعاً وأغلى منأي خلافات أو مصالح فئوية ولا يجوز بعد اليوم إعطاء فرصة للمشككين بقدرة المعارضة السورية على تحمل مسئوليتها.
وأكد أن الحكومة السورية لا تزال تماطل في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها على الورق وما زالت تتبع الخيار العسكري بديلاً عن الحل السياسي مما دفع أطراف المعارضة للدفاع المشروع عن الشعب السوري.
وقال إن الجامعة العربية لا يمكن أن تقف أمام هذه الجرائم، ويجب أن تتخذ كل التدابير اللازمة لحلها ومنع انزلاق سوريا إلى الحرب الأهلية لما لها من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وليس سوريا فقط.
وقال هوشيار زيباري وزير خارجية العراق الذي ترأس بلاده القمة العربية، إن هدف توحيد المعارضة السورية والتوصل إلى اتفاقات ورؤى مشتركة هي مسئولية وطنية عليا تتعالى على الاهتمامات الفئوية والشخصية وتسمو على الانتماءات العرقية والمذهبية من أجل أن تتمكن من توجيه رسالة واحدة إلى العالم أولاً ومن أجل تقديم بديل ذي مصداقية قادر على تحمل مسئولية إخراج سوريا من أزمتها الحالية وبناء الدولة السورية الديمقراطية التي تضع الإنسان وكرامته في مقدمة اهتماماتها.
ودعا إلى توحيد الجهود والعمل على أن تكون المعارضة السورية ممثلة تمثيلاً شاملاً لكل مكونات الشعب السوري وأطيافه من دون تهميش أو إقصاء لأي فئة لتتمكن من أن تقدم نفسها بديلاً ذا صدقية يحمل تصوراً كاملاً لبناء دولة سوريا الحديثة.
ودعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويت وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري المشاركين في المؤتمر إلى تحمل المسئولية التاريخية في هذه اللحظة العصيبة التي يمر بها الشعب السوري والعمل على تحقيق وحدة الصف وتقديم التنازلات لصالح وطن جريح يتطلع شعبه نحو تحقيق أهدافه المشروعة في الحرية والديمقراطية.
وقال احمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا، إن بلاده أكدت منذ بداية الأزمة السورية أن حلها يجب أن يكون من خلال الصبغة الإقليمية ومن قلب الجامعة العربية. وأضاف أن أنقرة تؤيد جهود الجامعة العربية وتنسق معها لبلورة رؤية مشتركة. وطالب المعارضة بتوحيد مواقفها وان تتحدث بصوت واحد، مؤكداً أن نتائج هذا المؤتمر ستعرض على الاجتماع الثالث لمجموعة أصدقاء سوريا في باريس يوم الجمعة المقبل.
وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري ابرز جبهات المعارضة السورية، إن الهدف هو “التوصل إلى رؤية موحدة بشان المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا”. في المقابل، أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته المؤتمر، واصفاً إياه بـ”المؤامرة”.
– عن الاتحاد