فضيلة المعيني
هنيئاً للوطن كوكبة جديدة من الأبناء والبنات تخطو مرحلة مهمة في مسيرة التعليم وتطل على نافذة تسطع إشعاعاً ينير درب السائرين لبلوغ قمم العلم والمجد. بالعلم والعمل تبنى الأوطان، وبهما ترتقي الشعوب، وبقدر ما يكون هذا العلم نافعاً ومفيداً وبقدر ما يكون طالبه جاداً، يكون مردوده كبيراً وأثره عظيماً على المجتمعات.
إن النتائج الطيبة التي أحرزها طلبة الثانوية العامة، وكذلك بقية المراحل، تؤكد أن الخطوات التي خطتها وزارة التربية والتعليم فيما يخص نظام الامتحانات ونظام الفصول الثلاثة قد خففت عبئاً ثقيلاً كان يتحمله الطلبة في السابق، حين كان الامتحان بمنزلة أشغال شاقة يؤديها الطالب وحرب نفسية مستعرة يعيشها منذ بداية السنة إلى أن تنتهي بامتحانات مرهقة تقضي على آخر رمق له، وما أن ينتهي الامتحان الأخير حتى يتبخر كل ما ملأ رأسه.
كانت الدعوات بتغيير نظام الامتحانات ووقف الرعب الذي تشهده البيوت والمؤسسات التعليمية وحالة الطوارئ التي كانت بحاجة إلى مؤسسات لإدارتها، تتكرر كل عام، والحمد لله شيئاً فشيئاً تغيرت الحال، وبالتدريج ومع إجراء تغييرات وتعديلات في النظام أصبحت الأمور ميسرة وأصبحت المناهج، وإن كان الطلبة يشكون صعوبتها، هينة بفضل التقسيم، ولم تعد الحال كما كانت.
ولعل ما يستحق الدرجة الكاملة في إعلان نتائج هذه السنة هو النظام التكنولوجي المتقدم الذي استحدثته وزارة التربية والتعليم، والذي بسّط كل شيء وجعل النتائج بين يدي أولياء الأمور بكل يسر وبعيداً عن الضغط النفسي والتوتر والقلق الذي كان سمة هذا اليوم وهذه المناسبة سابقاً.
ولعل مبعث الإشادة بهذا النظام، وربما كان غير مسبوق، هو أنه جعل النتائج بين يدي أولياء الأمور عبر رسائل نصية قصيرة ورسائل إلكترونية، ليس فقط في إعلان النتائج الثانوية بل في إعلان كل النتائج وفي وقت قياسي وبدقة متناهية.
هنا ينبغي علينا أن نصفق طويلاً لمن عمل خلف الكواليس ومن أبدع من أجل التميز، ويحق لنا أن نفخر بوزارات إلكترونية عملاً قبل قول، وأن نهنئ الوزارة على هذا الشيء كما نهنئ الناجحين والمتميزين على تفوقهم، ونغبطهم على الفرص العديدة المتاحة أمامهم لإكمال دراساتهم في التخصصات المختلفة لكي يواصلوا مسيرة البناء والعطاء لوطن هو دائماً في وجداننا ونصب أعيننا.
– عن البيان