الفجيرة نيوز- (من ناهد عبدالله) أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، حيث تواصلت الاستعدادات في مختلف امارات الدولة لاستقباله، وسعيا لكي يتمتع الصائم بالفوائد الصحية لهذه العبادة، ولا سيما خلال شهور الصيف، وضع الباحثون والأطباء عددا من النصائح التي تكفل للمؤمن صياما مريحا، كما اهتموا بتثقيف الصائم بالثقافة الغذائية الرمضانية، و تعرضوا للحالات الخاصة كالمرضع والحامل والمرضى والأطفال وكبار السن، إضافة إلى الرياضيين وأصحاب الأعمال الشاقة، فوضعوا لهم نظاما غذائيا واستثنوا بعض الحالات من الصيام حفاظا على صحتهم.
تقول سالمة عايد صنقور رئيسة قسم التغذية بمستشفى الفجيرة ومديرة إدارة التثقيف الصحي في منطقة الفجيرة الطبية “يحب الناس في رمضان مكافأة أنفسهم بالطعام فلا يبخلوا عليها بتناول أكبر كمية منه، الشيء الذي يضر بصحتهم، ويفترض بنا أن نستغل رمضان لاتبعاع نظام التغذية السليمة، ونتيجة لسوء التغذية الناتجة عن تناول كميات كبيرة من الطعام تفوق حاجة الجسم يتردد على المستشفى الكثير من المرضى في رمضان بعد وجبة الإفطار. والنظام الغذائي لا يخرج عن المعتاد، وهو مكون من أربع مجاميع غذائية متمثلة في:
المجموعة الأولى: الحليب ومشتقاته لاحتوائه على الكالسيوم.
المجموعة الثانية: اللحوم وبدائلها، حيث يحتاج إليها الجسم لبناء العضلات، إضافة لاحتوائها على عنصر الحديد.
المجموعة الثالثة: الخبز والحبوب، وتكمن أهميتها في كونها تمد الجسم بالطاقة، فيجب على الصائم تناولها حتى يتمكن من مواصلة يومه بنشاط بعد وجبة الإفطار.
المجموعة الرابعة: الفواكه والخضروات، وهي تقي من الأمراض، وتحافظ على رونق البشرة.
إضافة إلى ذلك فإن السوائل من العصائر لا تغني عن شرب المياه، والإنسان يحتاج إلى ثمانية أكواب من المياه في الأيام العادية، فكيف الحال في رمضان؟، فالمياه مكون رئيسي لخلايا الجسم، وتحافظ على طراوة الخلايا وتجنب الجلد الإصابة بالجفاف.
وتوجد العديد من العادات الغذائية الخاطئة التي يقع فيها الصائم نتيجة الجهل أو الإهمال، تقول صنقور “فمثلا ينصح بعدم الإكثار من تناول المقليات لأن فترة هضمها تطول فتتسبب في تركز الدهون في الجسم كما أن سعراتها الحرارية عالية، ولذا يجب الاعتدال في تناولها حتى لا تؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة”.
وتوجد عدة نصائح حول وجبة الإفطار والسحور تتلخص في الآتي:
وجبة الإفطار:
“ويفضل أن يبدأ الصائم إفطاره بتناول كمية قليلة من التمر واللبن، علما بأنها تعتبر علميا وجبة غذائية متكاملة، فتقوم هذه الوجبة بتوجيه إشارة إلى المعدة لتصبح جاهزة لاستقبال الطعام بعد صلاة التراويح، حيث تتيح له هذه الفترة عددا من الخيارات الغذائية من حيث النوع والكمية. وينصح أيضا بعدم تناول السوائل الباردة والساخنة بالتناوب، ويرجع ذلك لحساسية سطح المعدة الذي يتمدد مع الحرارة وينكمش مع البرودة، إضافة إلى أضراره على الأسنان”.
وجبة السحور:
“توجد أساسيات يجب اتباعها في وجبة السحور، ومثلا ينصح بالابتعاد عن تناول الوجبات المالحة لأنها تسبب الشعور بالعطش مثل الأسماك والكباب لاحتوائها على الصوديوم، كما ينصح بعدم تناول السكريات مثل الحلويات الشرقية لأنها تسبب الشعور بالجوع. ومن الأطعمة التي يفضل تناولها في وجبة السحور، الرز الأبيض، الموز، البطاطا، اللبن، الفواكه المجففة ، المشمش وغيرها.
ومن العادات الغذائية الخاطئة في رمضان اتباع نظام الريجيم الممتد إلى وجبة الإفطار على الرغم من أن فترة الإمساك عن الطعام مفيدة جدا للراغبين في تقليل الوزن، فبدلا من الامتناع عن وجبة الإفطار ينصح بتناول وجبات معتدلة السعرات الحرارية، إضافة إلى ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي على أن لا تمارس بعد الوجبة مباشرة، كما لا ينصح بشرب الشاي إلا بعد ساعة ونصف إلى ساعتين لاحتوائه على مادة تمنع امتصاص الحديد”.
“أما بالنسبة لمرضى السكر والضغط فننصحهم بمراجعة الطبيب لأنه من خلال التشخيص يتمكن الطبيب من تحديد مقدرة المريض على الاستغناء عن الدواء فترة ما قبل الإفطار. وبالنسبة للحامل فلا ضرر من صيامها إذا كانت خالية من الأمراض مثل السكر والضغط و تتمتع باللياقة الصحية، وفي حال كانت تعاني من المرض يتوجب عليها مراجعة الطبيب حفاظا على صحتها وصحة الجنين. وبالنسبة للمرضع فلا ينصح بصيامها إذا كان يؤثر على كمية الحليب إلا بعد الستة أشهر من عمر الطفل لدخول الأكل المساعد الذي قد يساعد الطفل على الاستغناء عن حليب أمه لفترة من الزمن. وعلى المرضع والحامل الحرص على تناول الوجبات الغذائية الصحية لأنه من الغذاء يصنع الحليب، كما أن الحامل والمرضع تحتاجان إلى سعرات حرارية أعلى من المرأة العادية.
أما بالنسبة للمدخنين فنقول لهم أن رمضان فرصة للإقلاع عن التدخين أو التقليل منه بشكل تدريجي لتجنب أضراره الصحية.
ولا ننسى أيضا شريحة كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية غذائية خاصة، لأنه مع كبر السن تكون حركة الأمعاء وافراز الهرمونات بطيئة، وتصبح حركة المعدة والجهاز الهضمي واللعاب والأنزيمات ومعظم وظائف جسمه أقل كفاءة، فنقلل من الدهون والتوابل، ونغذيه بالأطعمة التي تحتوي على البروتينات مثل السمك المشوي أو المسلوق ونبتعد عن المقليات، ونمده بالأطعمة التي تشتمل على الألياف من الخضروات والفواكه، ونحرص على أن تكون وجبته خفيفة وناعمة مراعاة لظروف أسنانه التي تقل كفاءتها مع التقدم في العمر. أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الست سنوات فنعودهم على الصيام بشكل تدريجي، كأن يصوموا من ساعة إلى ثلاث ساعات في الأيام الأولى مع متابعتهم للتعرف على مدى تحملهم للعطش والجوع والسماح لهم بالإفطار في حال عدم قدرتهم على التحمل، والعناية بوجبتهم الغذائية التي تحتوي على الحليب والتمر ويواصل إفطاره بعد أداء الصلاة لتكون المعدة جاهزة لاستقبال الطعام الذي يحتوي على الفواكه والخضروات وكميات معتدلة من المجاميع الأربعة التي ذكرناها سابقا”.