ابراهيم الذهلي
أيام قليلة ويبدأ شهر الخير والبركة شهر رمضان الكريم، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، ودائماً ما يرتبط شهر رمضان لدينا ببعض الطقوس التي تختلف من جيل إلى آخر، ولكننا الآن، وفي ظل الطفرة الهائلة في صناعة السياحة، أصبح لدينا ما يمكن تسميته بالسياحة الرمضانية، وهذا ليس مقصوراً فقط على الدول العربية كما كان في السابق، حيث كان البعض يفضل قضاء فترات من الشهر الكريم في مصر ولبنان والأردن، وغيرها من العواصم العربية التي لديها طقوسها وعاداتها الخاصة، والتي كانت تعتبر هذه الفترة هي موسم رواج سياحي لها.
إلا أننا الآن نجد العديد من الوجهات الأخرى أصبحت تروج للسياحة الرمضانية، منها ماليزيا وتركيا وأستراليا، والكثير من الوجهات الأخرى، والتي وضعت برامج سياحية مخصصة للشهر الكريم، وهذا يعكس مدى التطور في صناعة السياحة على المستوى العالمي، والذي جعل المنافسة شاقة، وكلها تنعكس لصالح السائح والزائر.
وإذا تابعنا ما يحدث من استعدادات لدينا حالياً، نجد أن الأمر لا يختلف كثيراً عما يحدث على المستوى العالمي، بل أصبح يتفوق عليه من خلال المزج بين الطابع العربي الأصيل والترفيهي المحافظ على التقاليد والعادات أثناء هذا الشهر الكريم، وقد ظهر هذا جلياً من خلال الاستعدادات التي نراها حالياً من كل من يعمل في مجال صناعة السياحة بدولة الإمارات، فالكل يستعد، شركات السياحة من خلال تقديم برامجها وعروضها، الفنادق من خلال تقديم عروض الإفطار والسحور والإقامة المتميزة، المراكز التجارية والمناطق الترفيهية، المطارات التي قامت باستعدادات خاصة لهذه المناسبة، والمطاعم بتنوعاتها المختلفة، الجميع يعمل ويستعد بتقديم أفضل العروض للجمهور والزوار، والتي تتناسب مع جميع الأذواق والعادات.
كما يلحظ أن اهتمام الفنادق الكبيرة حالياً بتغير منظور الخيام الرمضانية وتطويرها بشكل كبير عما كانت عليه سابقاً، حيث كان التركيز على تقديم الشيشة وبعض الفقرات الترفيهية التي ليس لها أي علاقة بالشهر الكريم في تلك الخيام، وكثيراً ما تحدثنا عن ذلك في السنوات الماضية، ولكننا الآن وجدنا أن العديد من الفنادق الكبرى تهتم بتقديم خيام رمضانية متطورة من النواحي الخدمية كافة المقدمة بها، من خلال التنوع في المأكولات خلال فترات الإفطار والسحور، وكذلك البرامج الترفيهية ذات الطابع والعادات العربية الأصيلة، والاهتمام بتقديم أفضل الخدمات الفندقية، حتى يتمكن الزوار من الاستمتاع الحقيقي بالوقت أثناء فترات الإفطار والسحور، وقد وجدنا أن الفنادق الكبيرة ذات العلامات الدولية تهتم بعمل تجارب “بروفات” للخيام الرمضانية قبل حلول الشهر الكريم، وذلك للوقوف على أي أخطاء أو عقبات لتجاوزها، مع عدم حصر اهتمامها على تقديم الشيشة، والاعتماد على أمور أخرى.
كل هذا يجعلنا على يقين بأن هناك تطوراً كبيراً في صناعة السياحة يتواكب مع المناسبات كافة خلال العام، وهذا ما يجعلنا دائماً قادرين على المنافسة مهما كانت شاقة. وحياكم الله
– عن الاتحاد