إبراهيم الهاشمي
ما من دولة في العالم شهدت مثل التحول الذي حدث في الإمارات وفي زمن يعد قياسياً في عرف نشوء الدول والكيانات السياسية، فبعد أن كانت هذه الأرض تعيش شظف العيش وقسوته تحولت بعد تجمع قادتها على قلب رجل واحد وإعلان قيام دولة الاتحاد في 1971 أي قبل 40 عاماً إلى بؤرة جذب اقتصادية ومنطقة ذات بنية أساسية متطورة في كل المجالات سواء في بنيتها التحتية من طرق ومواصلات واتصالات أو بنية صناعية متينة وبنية تجارية ذات جاذبية كبيرة واقتصاد قوي متين راسخ وقوانين وأنظمة واضحة وعملية مواكبة للتطورات العالمية وقضاء نزيه وتطور صحي مشهود وتعليم يضاهي أفضل النظم التعليمية، وكان أساس كل ذلك البناء هو العلاقة المتينة القوية المتبادلة بين الحاكم والمحكوم المبنية على الحب والاحترام والود والصراحة والوضوح والعطاء من دون حدود، حيث كانوا يداً واحدة أيام الفقر والعوز وكأنهم بنيان مرصوص يتكافلون في ما بينهم، وحينما عم الخير والرخاء ظلت تلك القلوب متآزرة تعرف مالها وما عليها يجمعها الحب والولاء من قبل أبناء الوطن والبناء والعطاء وتسخير الخير لمصلحة الوطن وأبنائه من قبل الحكام، وكانت العلاقة الفريدة المميزة التي يشهد لها العالم قاطبة حيث يمكن لأي واحد من أبناء الوطن الوصول إلى قيادته وبثها رأيه أو حاجته من دون حواجز أو قيود، قابلته معرفة واعية بقيمة الوطن وحاجته من قبل القيادة السياسية التي عملت على بناء وطن قوي شامخ متين على الصعد كافة .
والإمارات تعتبر قبلة اقتصادية ومنطقة جاذبة للأعمال بلغت المراتب العليا في المجالات كافة، وثمة علاقة وثيقة بين أفراد الوطن قيادة وشعباً، حيث سخرت القيادة خير هذا الوطن من أجل أبنائه واستقرارهم وأمنهم وأمانهم، فالمشاريع الإسكانية وبرامج الإسكان المختلفة ومشاريع مساعدة المعسرين وصندوق الزواج وبرامج المساعدات المالية للمشاريع الاقتصادية والتجارية، كل ذلك وأكثر جعل هذه الأرض واحة للأمن والأمان والمحبة وجعلها قبلة للباحثين عن الاستقرار والاستثمار الآمن والحياة الكريمة .
فكيف تسول نفوس أولئك الشرذمة التي أعلنت النيابة العامة في الدولة عن القبض عليهم بسبب تخطيطهم للمس بأمن الدولة بل والعمل على تأسيس وإدارة تنظيم يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الوطن ومناهضة دستوره والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم وارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية، أن يقضوا مضاجعنا بخططهم للمس بأمن هذا الوطن وتآمرهم على ترويعنا في سابقة لم يشهدها تاريخ الإمارات سواءً قبل الاتحاد أو بعده .
إن ما حدث منهم يدل على سوء فهم وقلة تدبير وعقل وضحالة في التفكير والمعرفة بالواقع المترابط المتكافل والحميم بين الشعب وقيادته على هذه الأرض الخيرة، ويعبر طعنهم وتضليلهم وسوء ظنهم على أنهم ضالون خارجون عن العدل وبكل وضوح هم أهل بغي بمحاولتهم تقويض أركان هذا الوطن الآمن وترويع شعبه والمساس بقيادته ولا يمكن أن يوصف ما فعلوه إلا بشق عصا الطاعة والسعي لتفريق كلمة الوطن وأبنائه وبث الفرقة بينهم، وأذكرهم إن كانوا يعقلون بما قاله أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حينما حضرته الوفاة موصيا “اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا فإني سمعت أبا القاسم يقول: إن إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام”، وقال أيضاً كرم الله وجهه “عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”، وهل هناك من إثم وعدوان أشد من السعي لتقويض مجتمع آمن متحاب متكافل يسود الوئام بين شعبه وقيادته وبحب تضرب به الامثال . لا نقول لهم إلا شق الله من شق عصا الوطن أو حاول ترويعه في أمنه وأمانه وشعبه وقيادته .