عادل محمد الراشد
في الوقت الذي يتجه فيه العالم للتضييق على مصانع التبغ ومدخنيه، ومعامل مشروبات الطاقة، ومطاعم الوجبات السريعة، لا يبدو لهذا الاتجاه صدى مسموع في أسواقنا. ربما يقفز مسؤول ويعدد المطالبات والإجراءات التي تم الحديث عنها لمحاصرة أخطار هذه المواد في مجتمع الإمارات، لكن الواقع يقول إن علب التدخين تتصدر أرفف منافذ البيع من الدكان حتى الـ«هايبرماركت»، بل تجلى إبداعنا عن الغير باختراعٍ اسمه «المدواخ» نسبناه ظلماً وجوراً إلى التراث، وتركنا تجار الموت يبسطون لافتات محالهم على واجهات المباني المحاذية للأحياء لتكون في متناول الشباب، بعد أن أبرأنا ذمتنا باشتراط أن يكون عمر «الزبون» فوق 18 سنة. ولا أدري من أين استقى صاحب هذا القرار فكرته بأن هذه السن هي الحد الفاصل للوقوع في الخطر من عدمه. ثم تراجعنا خطوة إلى الخلف أمام ضغط المقاهي «الفرنتشايز» المنتشرة في المراكز التجارية للسماح لزبائنها بالتدخين، بل تفوق أحد هذه المقاهي في جذب الشباب بتقديم خدمة تنظيف المدواخ مجاناً، ليصبح مقهى المواطنين بامتياز! والواقع أيضاً يقول إن علب مشروبات الطاقة صارت تتفوق على سائر المشروبات الغازية لدى قطاعات واسعة من الشباب والفتيات، خصوصاً المراهقين، ولانزال نسمع جعجعة في احتواء خطر هذه المشروبات، لكننا لا نرى طحيناً ولا حتى نشارة خشب.
والواقع كذلك حافل بقوائم تزداد طولاً لمطاعم الوجبات السريعة وكافتريات الأحياء، التي أصبحت عملياً البديل القوي للطعام المنزلي، وإن كان «أندومي اللذيذ». وفي الواقع أشياء أخرى تجعل كل التحذيرات والنصائح مثل حيلة العاجز الذي لا يملك إلا حنجرة متهتكة الحبال ليوهم غيره بأنه موجود
– عن الامارات اليوم