علي العمودي

اُختتمت في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية، أعمال الملتقى السابع لسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية لدولة الإمارات في الخارج، بعد ثلاثة أيام حافلة بالمناقشات وأوراق العمل، وأثراها مداخلات عدد من الوزراء والمسؤولين في وزارات ودوائر أخرى، في تجسيد لتكامل وترابط عمل كافة القطاعات لأجل كل ما فيه أعلاء شأن الوطن، والاعتناء بمواطنيه ورعايتهم عند وجودهم خارج بلادهم سواء للعمل أو الدراسة أو العلاج أو بقصد السياحة.
ويعد لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالمشاركين في الملتقى من سفراء ورؤساء بعثات تمثيلية، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، تجسيدا لاعتزاز القيادة الرشيدة بأدائهم، وهم يحظون برعاية ودعم قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بنقل رسالة الإمارات الإنسانية إلى العالم، لبناء جسور متينة من الصداقة والتعاون والمصالح المتبادلة مع كافة دول العالم، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونشر المحبة والقيم الإنسانية الكفيلة بتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب، وبالذات النامية منها ومساعدتها على تجاوز تحديات الفقر والأمية والأمراض.
وقد كانت شواهد الاهتمام بهذا الجانب جليا من جانب الدولة ممثلة بسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، وهي تشارك بفاعلية في إنجاح حملات ومشاريع مؤسساتنا الإنسانية والخيرية وفي مقدمتها”خليفة الإنسانية” و”زايد الخيرية” و”الهلال الأحمر”، بصورة تجسد نهج قامت عليه الدولة منذ التأسيس، عونا للشقيق والصديق. كما كان هذا الجانب جزء محورياً في دبلوماسية الإمارات بقيادة عبدالله بن زايد، وهي تتحرك بديناميكية على المسرح الإقليمي والدولي، وبما يعكس مكانة وثقل الإمارات سياسيا واقتصاديا.
والى جانب هذا الاحتفاء الرسمي، وعلى أعلى المستويات بالمشاركين في الملتقى من سفراء وسفيرات، حرص الكثير من المواطنين على التعبير عن أمتنانهم وتقديرهم لدور سفارات الدولة في الخارج، ومساعدتهم لهم في كل الظروف والأحوال. بل وسجلت مواقع التواصل الاجتماعي شهادات لهؤلاء وهم يروون كيف تجند العاملون في تلك السفارات لخدمتهم، وهم بعيدون عن وطنهم وأسرهم وأحبابهم. أحدهم قال” كم يسوى ذلك “المسج” الذي يرد على”موبايلك” مجرد أن تطأ مقصدك وتحط عجلات الطائرة على مدرج المطار، تشعرك أن هناك من ينتظر منك مجرد اتصال”. وتدفقت القصص والروايات الميدانية للعديدين، وهي تعدد الروح المسؤولة والمعاملة الكريمة لكل هذه السفارات دون استثناء. يتدخلون لمساعدة من وجدوا لخدمته، وفي أحايين كثيرة في مهام خارج اختصاص السفارة أو البعثة التمثيلية. كتلك العائلة التي وصلت ألمانيا بدون أن يكون لها حجز فندقي مؤكد. أو ذلك الشاب الذي سرقت إطارات سيارته في باريس.
ويبقى أخيرا أن يكون كل إنسان سفير لبلاده، حتى يساعد سفراء الدولة، وسفيراتها في الخارج على أداء عملهم بصورة متميزة وناجحة، ونقول لهم “مشكورين ما قصرتو”.

– الاتحاد