ميساء راشد غدير
صادف أمس، اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك الذكرى الثامنة لرحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتأتي هذه الذكرى بعد مرور أربعين عاما على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ذكرى رحيل القائد الوالد زايد تدعونا لاستحضار مشهد الاتحاد وتاريخ تأسيس وبناء هذه الدولة التي يستكمل بناءها ويرسخ مرتكزاتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الحكام.
وهذا الاستحضار وذكرى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد لا ينبغي أن يقتصرا على تعداد ما أنجز وما تحقق طوال السنوات الماضية، وإن كان لذلك أهمية لاسيما لدى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر تلك المرحلة، فما تحقق حقائق لا يمكن إنكارها لاسيما والعالم بأكمله يشهد بها سواء كانت على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو على أي صعيد آخر، محليا أو دوليا.
لكن الأهمية الأكبر لهذا الاستحضار تكمن في تذكير الجميع بأهمية الحفاظ على كل ما تحقق والسير قدما لتحقيق المزيد ومضاعفة الجهود التي تجعل الإمارات بنموذجها التوحدي في موقع الريادة دائماً وأبداً.
الشعور بالرضى عما تحقق في الإمارات من قبل أبناء الإمارات أنفسهم لا ينبغي أن يكون باعثا على الاطمئنان فحسب، بل لابد وأن يكون دافعا ومحفزا للجميع لبذل المزيد من الجهد كل في مجال اختصاصه، وعلى قدر مسؤوليته تعزيزا لما تحقق للمواطنين من مكتسبات وضمانا لتحقيق الأكثر للأجيال القادمة التي لها حق العيش بأمان وكرامة. هذا هو المأمول في أن نتذكره في هذا اليوم ونجسده في واقع الأيام المقبلة.
وكل مرحلة من المراحل التي مرت بها الدولة خلال السنوات الماضية لم تخل من التحديات التي تباينت واختلفت تبعا لاختلاف الظروف ومعطيات تلك المراحل، لكن العلاقة التي تربط بين الحكام والشعب، والمنهج الذي تسير عليه الدولة جعل المسيرة الاتحادية تختصر الكثير من الوقت والجهد، وتحقق ما عجزت عن تحقيقه دول أخرى في سنوات أطول.
فالأربعون عاماً ليست شيئاً في تاريخ الأمم والشعوب لكنها تعني الكثير لأبناء الإمارات وتعبر عن روح الإرادة والإصرار التي يتحلى بها هذا الشعب الأبي، وتجسد الآمال التي حولت الكثير من الأحلام إلى حقائق والإمارات إلى دول لها مكانتها في العالم.
– البيان