خالد الظنحاني
أعجبُ لأمر المغرضين، وأستغرب لعبث العابثين، وأسأل نفسي: هل من فقر مدقع يعيشون فيه؟ هل من ظلم مبهم يعانون منه؟ وهل من استعباد وتجهيل وتقريع يرزحون تحته؟ أقلّب أفكاري ذات اليمين وذات الشمال، فلا أجد جوابا شافيا لما يفعلون. إذن، ماذا يريدون وعن أي شيء يبحثون؟
لقد كشف التصريح الذي أدلى به صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، الحقيقة ولخّص نوايا وغايات هذه الفئة الضالة أو المضللة، حيث وصفهم بالفئة الناكرة للجميل، وللوطن الذي قدم لأبنائه كل ما يحقق الرفعة والكرامة والحرية والحياة الكريمة.
فهؤلاء كما يقول سموه، ليس مقصدهم الإصلاح، كما يدّعون، وإنما الإفساد في الأرض. نعم هذا ما قامت به هذه الفئة من إثارة للفتن وبث سموم الفرقة بين مكونات الشعب الواحد، متناسين مدى التعاضد والتماسك والتلاحم الذي يميز المجتمع الإماراتي.
فمنذ البدء، كانت فكرة الاتحاد العظيم لدولة الإمارات العربية المتحدة، تقوم على أسس المحبة والألفة والتعاون والتآزر بين أبناء الشعب الواحد، وهو الأمر الذي حرص عليه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، ولذلك وصلت دولة الإمارات خلال أربعين عاماً إلى مصاف أكثر الدول تقدماً وازدهاراً في العالم، وأصبحت مثالاً يحتذى به في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. إلخ.
وهو الأمر الذي جعل أصحاب الرأي من مفكرين ومثقفين وعلماء عرب وأجانب؛ يطالبون حكوماتهم باستلهام النموذج الإماراتي في التنمية والتطور والتقدم وبناء الإنسان، فكيف يأتي اليوم نفر من أبناء الإمارات نعلم تمام العلم أنهم مرتبطون بأجندات خارجية تحمل ما تحمله من الأحقاد والضغائن والشرور لكيان هذا الوطن الأصيل والمنجز الحضاري الإماراتي العظيم، ليثرثروا عبثا ويهرطقوا بما لا يعرفون؛ بل فقط من أجل التماشي مع أحداث “الربيع العربي”؟
لا أعلم كيف ينادي هؤلاء بالإصلاحات، وأي إصلاحات هذه التي تكون بطريقة أشبه بالعبثية والجنون، فهل في إثارة الفتن إصلاح؟ وهل في زعزعة أمن واستقرار الوطن إصلاح؟ بل هذا هو الإفساد بعينه. فضلاً عن أن الإمارات تكاد تخلو من أي مظهر من مظاهر الفساد حتى يقابله الإصلاح، ذلك أن القيادة الرشيدة ومنذ تأسيس الدولة، حاربت بقوة كل أشكال الفساد إلى أن قضت عليه بنسبة متقدمة جدا لم يصل إليها كثير من الدول الكبيرة.
نعم، هناك بعض القصور في بعض القطاعات، وهذا أمر طبيعي ولا تخلو منه أي دولة سواء في العالم الأول أم الثالث، كما أن قيادتنا الرشيدة تسعى بشكل دؤوب وحثيث إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وبناء قدرات الإنسان الوطنية في جميع المجالات..
فكان الأجدر بالمنضوين تحت هذه الفئة أن ينشغلوا بالمساهمة في بناء الوطن وتنميته وتقدمه، وهو الوطن الذي سخّر كل إمكاناته في سبيل الارتقاء بمهاراتهم وصقل مواهبهم، ووفر لهم كل أسباب العيش الكريم والكرامة الإنسانية، بدلاً من إثارة الفتن وبث السموم المغرضة في نسيج المجتمع؛ سعيا منهم إلى تفرقته وشرذمته.
إن دولة الإمارات اليوم كما يعرف الجميع، تحتل مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، وهذا لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة العمل الدؤوب والتخطيط السليم والمنهج القويم، وهو الأمر الذي تؤكده تلك المنزلة الرفيعة التي يتمتع بها أبناء الإمارات خارج الدولة.
وما يلقونه من تقدير في مختلف الفعاليات العربية والإقليمية والعالمية، حيث نلمس ذلك خلال مشاركتنا في مختلف المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات العربية والدولية، ونسمع من أفواه المنظمين والمشاركين على حد سواء، كلام الإطراء ونلقى منهم كل الاحترام وأشكال التقدير.
لا لشيء إلا لمعرفتهم بالمكانة المتميزة التي تحتلها دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي، إذ إن الإمارات فرضت نفسها كدولة متقدمة، من خلال إنجازاتها العظيمة التي حققتها على مدى أربعين عاماً، عجز عن تحقيقها أغنى الدول وأكبر الحكومات على مستوى العالم خلال هذه الفترة الزمنية القياسية.
نعم، إن دولة الإمارات تسابق الزمن في التطور والتنمية والتقدم ورفعة الإنسان، وكل تغيير لدينا مدروس ومنظم وسيكون في وقته وفي مكانه الصحيح، فلا تهمنا أي ضغوط داخلية كانت أم خارجية، ولا أي زوبعة في فنجان، فلدينا استراتيجية واضحة تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو الأمام..
وأخيرا أقول للمغرضين: تصالحوا مع أنفسكم، فالإمارات بلد الخير والعدل والتقدم والنماء، فإلى أين أنتم ذاهبون؟
ونختم بالتأكيد على ما أكد عليه صاحب السمو حاكم الفجيرة، من أننا جميعا نقف صفاً واحداً خلف قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.. فامض يا “خليفة الخير” في دروب العز والمجد والرفعة ونحن من ورائك سائرون.
– عن البيان