تظاهرت آلاف النساء التونسيات الليلة قبل الماضية وسط العاصمة وفي محافظتي صفاقس والمنستير للدفاع عن حقوقهن وللتنديد بما أسمينه «محاولات حركة النهضة الالتفاف على مبدأ المساواة بين الجنسين في الدستور التونسي الجديد»، حيث طالبت المحتجات الحكومة بتحويل اهتمامها إلى قضايا البطالة والتنمية.

وتجمعت نحو سبعة آلاف امرأة وسط تونس العاصمة في مسيرة سلمية تواصلت حتى فجر أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث دفعت وزارة الداخلية بتعزيزات كبيرة غطت شارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس، فيما كان عدد كبير من النساء يرفعن الشموع ويطلقن الزغاريد. ولم يسجل خلال التظاهرة أي احتكاك بين قوات الأمن والمحتجات، ولا فيما بينهن، باستثناء مناوشة بسيطة اندلعت عندما عمد عدد منهن إلى طرد عدد من ممثلي وسائل الإعلام.

وهتفت المشاركات بالتظاهرة الليلية التي دعت إليها أحزاب سياسية ومنظمات وجمعيات حقوقية ونسائية بشعارات مناهضة للحكومة الحالية التي تُهيمن عليها حركة النهضة الإسلامية منها: «المرأة التونسية رمز الجمهورية»، و«لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب». وسارت المحتجات في الشوارع الرئيسية في العاصمة التونسية لمطالبة الحكومة بتحويل اهتمامها الى مسائل اساسية مثل البطالة وتنمية مناطق البلاد.

وترافقت هذه التظاهرة، التي تأتي بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، مع تظاهرات أخرى شهدتها محافظة صفاقس ، 275 كيلومترا جنوب تونس العاصمة، والمنستير، 150 كيلومترا شرق العاصمة تونس. وتم خلال هذه التظاهرات التأكيد على ضرورة أن ينص الدستور الجديد صراحة على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وسط تزايد المخاوف من انتقاص حقوق المرأة في ظل الحكومة الحالية التي تُهيمن عليها حركة النهضة الإسلامية.

وقال سامي لعيوني (40 عاما) الذي كان بين الرجال الذين شاركوا في الاحتجاج: «نحن هنا لدعم النساء ولنقول انه يوجد رجال يناضلون من اجل حقوق النساء». وكان لعيوني يحمل لافتة كتب عليها «المرأة ليست مكملا.. انها كل شيء». وأصاف قائلا: «نحن فخورون بالنساء التونسيات.. ولن ندع الاسلاميين يحولون ربيعنا الى شتاء».

وقالت فوزية بلقايد، 52 عاما، بينما كانت تحمل لافتة تطالب بحقوق متكافئة ان ثورة تونس ما كان ينبغي ان تؤدي الى مثل هذا النقاش في المجتمع التونسي. وأضافت قائلة: «هناك مسائل اكثر اهمية تجب معالجتها مثل البطالة والتنمية المناطقية.. يبدو أن حركة النهضة مصرة على اتخاذ خطوات للوراء لكننا هنا لنقول ان النساء التونسيات لن يقبلن ذلك»، معربة عن خشيتها على مستقبل بناتها اللاتي قد ينشأن في تونس «مختلفة تماما».

– عن البيان