علي أبو الريش
نريد أن نذكر والذكرى تنفع وتشفع وتمنع وتردع وتدفع عنا الزلل والخلل والملل والكلل.. في كل عام المسؤولون يتحدثون عن جاهزية المدارس لاستقبال أبنائنا الطلاب، وفي كل عام أيضاً نفاجأ ببعض الهنات والزلات التي يضيق لها الصدر، ما يجعل أولياء الأمور ومعهم الطلاب يضعون الأكف على قلوبهم منتظرين حتى يملأوا الحقائب بالكتب المقررة، وحتى يكتمل نصاب الهيئة التدريسية، وهذا ما لا نتمناه ولا ننتظره من مدارسنا التي وفرت لها الدولة كل أسباب النجاح والفلاح والفوز بعملية تدريسية عالية الجودة، لا تشوبها شائبة، ولا تصيبها خائبة.
لا نريد عودة الأبناء من المدارس وهم مطأطئو الرؤوس، محبطين لأن المدرس الفلاني غائب لأسباب إدارية والمادة الفلانية لم يتوفر لها مدرس لأسباب تنظيمية، فلا عذر ولا جواز للاعتذار لأن المناهج مزدحمة ومكثفة ومكتظة ولا تحتمل الدوائر الفراغية ولا تتحمل الانتظار الطويل، فالطالب حتى وإن كان بمستوى فيثاغورس أو أرخميدس فلن يستطيع أن يهضم المادة في غضون أيام قلائل قبل الامتحان، وإن حاول فإنه سوف يحفظ ولن يفهم وهذه علة العلل ومربط الزلل في ابتداع ما لا يتم إبداعه.
نريد من إخواننا المسؤولين عن التربية والتعليم أن يراعوا ما تحتاجه مدارسنا من أساسيات التعليم، نريد منهم أن يساعدوا أبناءهم الطلاب على تسهيل مهمتهم وهي شاقة وعسيرة كون المنهج المضغوط يرفع من درجة حرارة المنازل ساعة الامتحان ويزيد من القلق والتوتر، إضافة إلى هذه الحقائب الأشبه بحمالة الحطب، والتي لم تجد لها وزارة التربية والمناطق التعليمية أي حل حتى أضحت معضلة كبرى تقض المضاجع وتزيد من المواجع وتدمي المدامع ولا وازع غير الانتظار والصبر لكنه صبر أمرّ من الصبر وأشد مضاضة على النفس، عندما تجد أطفالاً يحنون الظهور ويسيرون خانعين لسلطة الحقائب الملغمة بشحنات ذات وزن ثقيل لا يحتمل حملها إلا ذو بأس شديد وأصحاب العظم الحديد، لا نود أن ننتقد لكن الواجب يدفعنا لأن نذكر ليفكر معنا أصحاب المسؤولية في هذا المجال عن مخارج تسهل المناهج وتفتح الطريق أمام الطالب لأن يعود إلى بيت أهله مبتسماً لا مقطباً، منشرح الصدر لا مكفهراً، سعيداً بيومه الدراسي، لا متململاً متذمراً متبرماً عابساً وكأن على رأسه الطير.. نتمنى ذلك ونطلب التوفيق للجميع في عام دراسي متفائل.
– عن الاتحاد