شيع أمس آلاف المواطنين في مدينة العين، جثامين المواطن سيف عبدالله الحاج الكعبي، وستة من أبنائه، هم محمد وأحمد، وبناته الأربع فاطمة وعفراء وحمدة وسارا، الذين توفوا إثر حادث أليم وقع ظهر أمس الأول في منطقة مغيسيل في صلالة بسلطنة عمان جراء تصادم سيارتين خفيفتين، إحداهما من الإمارات، والأخرى من عمان بشاحنة، كما أصيبت الزوجة بإصابات بالغة تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأجريت مراسم صلاة الجنازة بمسجد المعترض وسط مدينة العين حيث امتلأ صحن المسجد والساحات حوله بالمصلين، ووريت جثامين الفقيد سيف سالم عبد الله الحاج الكعبي 55 عاما وأبنائه محمد 24 عاما، واحمد 7 أعوام وبناته فاطمة 19 عاما، وعفراء 27 عاما، وحمدة 21 عاماً، وسارة 13 عاماً ، في مقبرة العوهة بالعين بعد أن خرج موكب تشييع مهيب، وجمع غفير من مواطني وسكان مدينة العين، سائلين الله عز وجل أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وكانت العائلة تقضي الإجازة السنوية وإجازة العيد في منطقة صلالة وبعد أداء صلاة العصر والتحرك في سيارتين منفصلتين على الشارع العام بالمغيسيل بولاية صلالة بمحافظة ظفار متجهين إلى سكنهم، تخطت السيارة الأولى التي بها ابنا المتوفى عبدالله وحميد وابن خالتهما مصبح التقاطع بنحو عشرة أمتار فقط ، وعلى بعد أمتار من السيارة الثانية، دخلت الشاحنة لتصطدم بها وتؤدي لوفاة 7 من أفراد الأسرة المواطنة.
وقال عبدالله سيف الكعبي الذي نجا من الحادث، ويبلغ من العمر 16 عاما لـ “الاتحاد”، إن والده وإخوانه كانوا يستقلون سيارة، وهو وأخاه حميد “24” عاما وابن خالته في سيارة أخرى، وكانت سيارة والده على مسافة عشرة أمتار من خلفهم، على الطريق العام، وقبل أن يصل إلى إحدى محطات البترول سمع صوت اصطدام خلفه وعلى بعد أمتار، وعندما التفت خلفه رأى الحادث المروع، وأن كل أفراد أسرته قذفوا خارج السيارة وتوفوا على الفور، عدا أخيه محمد الذي كانت إصابته خطيرة وتوفى بعدها، ووالدته مريم التي نقلها بنفسه إلى المستشفى، ومازالت حتى الآن في العناية المركزة.
من جانبه، قال حميد الغيثي من أقارب الأسرة وكان معه والد مريم، غريب راشد الكعبي، إن وزارة الداخلية أرسلت طائرة هيلكوبتر تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لنقل جثامين المتوفين الذين قضوا في الحادث المروع، كما أمر سموه بتحريك طائرة طبية خاصة على متنها ضابط من وزارة الداخلية، وكادر طبي لنقل الزوجة مريم المصابة بإصابات صنفت بـ “البالغة” لاستكمال تلقي العلاج في الدولة.
وأضاف الغيثي أن الحادث الأليم كان فاجعة كبرى لكل الأهــل حيـث كانت أسرة المتوفى تقضي الإجازة السنويـة، قبل أكثر من سبعة أيام في المنطقة، وكان قرارهم العودة إلى الدولة بعد يومين ولكن مشيئة الله كانت مقدرة.
وهزت الفجيعة المروعة مدينة العين حيث بدأت علامات الحزن على أهل الفقيد لوفاة سبعة من أفراد الأسرة، ونجاة اثنين من الأبناء على بعد عشرة أمتار من السيارة التي كان الضحايا بداخلها.
والمتوفى سيف الكعبي أب لعشرة أبناء توفي ستة منهم إثر الحادث الأليم ونجا من الحادث اثنان هما عبدالله الذي يدرس في الصف الأول الثانوي، وحميد الذي يدرس في كلية الطيران بجامعة أبوظبي، بالإضافة لابنتين متزوجتين.
ووقع الحادث عند أحد التقاطعات عندما كانت العائلة التي تستقل سيارة لاندكروزر في طريقها إلى منطقة المغيسيل التي تبعد 40 كيلومتراً عن مدينة صلالة، وصولاً إلى شاطئ البحر، وخلال السير في الطريق انحرفت شاحنة تحمل صهريج مياه إلى الاتجاه المعاكس واصطدمت بسيارة العائلة، وسيارة أخرى تحمل لوحات عُمان، حيث أدت قوة الارتطام إلى تلفيات كبيرة بالسيارات الثلاث ووفاة الضحايا.
– الاتحاد