ميساء راشد غدير

مؤسسات الامارات اقتحمت مختلف المجالات بمشاريع ضخمة بخطط وسرعة متناهية بل ونافست الغير، ولم تعرف شيئا من “التردد” وحققت تنمية مذهلة للجميع. وكنا نتوقع ان يكون الاسلوب هو نفسه المستخدم في استقطاب وتوظيف ابنائها لكن الواقع يعكس خلاف ذلك في كثير من ادارات الموارد البشرية التي باتت تتعامل مع الباحثين عن عمل لاسيما ذوي الكفاءة بأساليب تشعر الواحد منهم بالإحباط لتؤكد حقيقة عدم استيعابها مفهوم الانجاز الحقيقي.

الانجاز الحقيقي لمؤسساتنا الوطنية الذي ينبغي ان تتباهى به لا بد من ان يكون على ارض الواقع وفي مواطني الدولة، فأي رقم تتحدث به عن توسع في افرعها، حجم ارباحها، انتاجها يفترض ان يقابله على الفور زيادة في اعداد من توظفهم من ابناء الامارات من اصحاب المؤهلات والكفاءات الذين اصبحنا نجد خريجين منهم في جميع التخصصات بلا استثناء وبكفاءة ولكن دون عمل في حين يجد الغرباء عملا في ارضهم ووطنهم!

رائع أن تكون الإمارات متقدمة في مجال الطيران، المطارات، صناعة الاعلام، هندسة الطرق والمواصلات وفي مجالات اخرى، وجميل ان نشهد انجازا يوميا في تلك المجالات وغيرها، والاجمل ان نسمع بولوج مجالات جديدة لكن الاجمل ان يعلن في المقابل عن انجازات ونمو في تعيين المواطنين في المقابل في مؤسسات لم تتجاوز نسب التوطين في كثير منها الخمسين في المائة دون ان تعلم ان ذلك ينتقص من حجم ما ننجزه وما نقدمه.

ان كان بعضهم يعتقد اننا نبالغ فليسأل مجموعة شباب نعرفهم وبحوزتنا سيرهم الذاتية، من اصحاب الخبرات والكفاءة، تمت مقابلتهم مع جهات عدة وتطلب الامر اجراء اكثر من ثلاث مقابلات في جهة واحدة دون ان يتم تعيينهم، ناهيك عن المقابلات التي اجراها حديثو التخرج ومازالوا ينتظرون التعيين.

يا ترى هل لمديري الموارد البشرية ان يخبرونا عن المؤهلات المطلوبة والتي لا تستطيع جامعات وكليات الدولة أو تلك التي في الخارج تزويد الطلاب بها لتوفر على الدولة ميزانية التعليم المستنزفة في باحثين عن عمل لسنوات؟ وهل لهم ان يخبرونا عن المؤهلات والخبرات التي يمتلكها اولئك الذين يتم تعيينهم في لمح البصر فقط لانهم اجانب او بسبب ثقة مديري التوظيف الذين ينتمون لجنسياتهم؟

ربما تساعد اجاباتهم على وضع حد لهذا الوضع المأساوي والمحبط للشباب الذين كلما سمعوا بإنجاز لمؤسسة من مؤسسات الدولة في احد تخصصاتهم تمنوا لو كانوا مساهمين فيه، وتمنوا لو ان احدى بنات افكارهم كانت ضمن ذلك الانجاز