الفجيرة نيوز- تعتبر رياضة نطاح الثيران واحدة من أهم الأنشطة الرياضية التراثية في إمارة الفجيرة وتشكل عنصر جذب للكثير من السياح والمقيمين في الإمارة وتجري منافساتها عصر كل يوم جمعة في الموقع المخصص لها على شاطئ الفجيرة.
ويقول البعض إن هذه الرياضة تعود بتاريخها لأكثر من ربع قرن من الزمان بينما يشير آخرون إلى أنها تعود لأكثر من ذلك بكثير، كما أنها تمارس أيضاً في إمارة رأس الخيمة وعدد من المواقع بسلطنة عمان مع وجود بعض الاختلافات البسيطة.
وخلافاً لرياضة مصارعة الثيران التي تجري في أسبانيا والبرتغال وعدد من دول أمريكا اللاتينية، فإنها تتميز في إمارة الفجيرة، وفي منطقة الخليج بصورة عامة، بكونها رياضة سلمية لا تتعرض فيها الثيران لإصابات أو حتى الموت حيث تجري المصارعة هنا بين ثورين فقط، دون وجود مصارع من البشر، والثور الذي يتمكن من دفع خصمه نحو السور الحديدي للحلبة يعتبر هو الفائز.
وتبدأ المباراة بنداءات متكررة من المذيع للثورين باسميهما وغيرها من العبارات التشجيعية ثم دخول الثورين للحلبة وفي حال لم يقوما بالصراع أو قاما بالقتال بصورة عنيفة قد تعرضهما للإصابة يتدخل شخص اسمه الفتين، وهو عضو في لجنة التحكيم، ليقوم بتحميسهما أو وقف الصراع بينهما. وتستمر كل جولة في المباراة لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة يقوم بعدها كل من مالكي الثورين بالتدخل للفصل بينهما. ولا تقدم في هذه المباريات أي نوع الجوائز أو الكؤوس، حيث يقول أحد هواة هذه الرياضية: “هي مصدر فخر فقط لصاحب الثور الفائز، بينما يجلب الثور الذي يتراجع سريعاً أو يرفض القتال العار لصاحبه”.
ويقول المواطن محمد المسماري: “تحتاج عملية إعداد الثور للصراع للكثير من العمل والجهد وتستغرق من 6 شهور إلى سنة كاملة وتشتمل على التغذية والتدريب الشاق”. ويقول طلال اليماحي: “تُغذى الثيران بطعام يطلق عليه اسم “المقبرة” وهو خليط من العسل الطبيعي والسمن والشعير وقليل من العلف، ويمتنع ملاك الثيران من إعطائها أي نوع من المنشطات. وتشارك في هذه الرياضة أربعة أنواع من الثيران وهي الباكستاني والمحلي والهولندي والهجين بين الباكستاني والهولندي، ويفضلون الهولندي لأنه أكثر قوة ويقاتل بضراوة أكثر.
وتجذب هذه الرياضة السياح من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من دول مثل إسبانيا والبرتغال وروسيا وإيطاليا وفرنسا إضافة لدول الخليج العربي مثل المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين وسلطنة عمان.