فضيلة المعيني

في بحث عن رحلات على موقع خطوط جوية خليجية استوقفني إعلان لموقع إلكتروني يقدم نفسه على انه يسهل خطوبة وزواج الاماراتيين، دخلت الموقع الذي قدم نفسه أنه موقع مخصص للإماراتيين الذين يريدون الزواج والبحث عن شريك حياتهم، وإنه صمم لتسهيل عملية البحث لايجاد الشريك المناسب مع الأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد الاماراتية، ثم يقدم تفاصيل تحت عنوان ” اعرف من يريد التعرف عليك، أظهر إعجابك بالآخرين .

تحاور مع الشريك المحتمل، وانظر إلى السيرة الذاتية للمشتركين، ألصق صورتك وانظر إلى صور الغير، أرسل رسالة للمشتركين “، والكثير …. ، و في الخانة الخيرة عمري 18+ و قد قرأت ووافقت على شروط موقع خطبة بنود الاستخدام ، بنود تزيد على 4 آلاف كلمة مكتوبة باللغة الانجليزية، هدفها بالطبع حماية الموقع، وإخلاء مسؤوليته تماما تجاه ما يتعرض له المشتركون ومن يتفاعل مع هذا الموقع ” المشبوه ” .

لكن قبل كل شيء لا بد من الإشارة بل والتأكيد على أن الاماراتيين ليس لديهم اي مشكلة في ايجاد شريك حياتهم، وعاداتنا وتقاليدنا لم تقف يوما في طريق الراغبين في الزواج، بل كانت ولا تزال حصنا تحمي الراغبين فيه و تسهل تحقيق رغبة كل طرف بطرق آمنة بعيدا عن تطفل مواقع إلكترونية تتخذ من أسطوانة مشروخة أسلوبا لتدندن نغما شاذا ولحنا لا نستسيغه .

لدينا جهات رسمية تعمل تحت مظلة مؤسسات معروفة وتعمل في النور يقوم عليها نساء ورجال يعرفون الصغيرة قبل الكبيرة عن مجتمع لا يعبث بالقيم و المثل ويراعي العادات والتقاليد بعيدا عن دهاليز ضيقة وأنفاق مظلمة لا نعرف إلى أين تؤدي.

هذا الموقع الذي يزعم أنه من أجل خطبة الإماراتيين وتسهيل تزويجهم ، من وجهة نظر شخصية، أراه غير مستساغ و لا مقبول، و لا ندري ما هي العقول ا لتي تديره و الأيادي التي تعمل فيه ، و ما هي الأهداف الحقيقية التي تقف وراء إنشائه ، غير تسهيل زواج الاماراتيين الذي قلت إنه ليس في حاجة إلى مثل هذه المواقع.

أدعو السلطات المعنية إلى الوقوف عند هذا الموقع و أمثاله و التعرف على حقيقته ، قبل أن يقع الفأس في الرأس و نسمع عن مآس و كوارث أخلاقية واجتماعية تعرض لها البعض من وراء هذا الموقع وتصبح ملفات الشرطة ساحة لعرض ما كان يدور فيه .

– عن البيان