لقي 90 مدنياً على الأقل مصرعهم بنيران الأجهزة الأمنية في يوم دام جديد بسوريا أمس، بينهم 13 ضحية سقطوا بعمليتي إعدام ميدانية في حي التضامن ومعضمية الشام بمنطقة دمشق، بينما تم العثور على 3 جثث مجهولة قرب حقل تابع لقوات اللواء 112 والشبيحة بمدينة نوى بريف درعا، في وقت حصدت فيه اشتباكات متفرقة 12 جندياً نظامياً و9 مقاتلين معارضين. وفيما استمر القصف البري والجوي وعمليات الاقتحام الدامية والاعتقالات بريف دمشق وحلب وحمص وحماة وإدلب واللاذقية ودرعا، سيطر مقاتلو الكتائب المعارضة على مقر قسم الأمن العسكري في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة تواصلت حتى ساعات الفجر الأولى أمس. كما أعلن عناصر المعارضة المسلحة في حلب عن استيلائهم على منصات إطلاق صواريخ من القوات النظامية في حلب ونشروا مقطع فيديو على الإنترنت يظهر مجموعة من الأشخاص يقفون إلى جوار شاحنة تحمل منصة واحدة على الأقل. وتحدث ناشطون عن اندلاع معارك بين مقاتلين معارضين ومسلحين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الليلة قبل الماضية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بضواحي دمشق.
وبحسب حصيلة لناشطين معارضين، فقد سقط نحو 90 مدنياً بالقصف وإطلاق النار وعمليات الإعدام الميدانية في الأنحاء المضطربة بسوريا أمس، بينهم 5 أطفال و4 سيدات إضافة إلى 13 ضحية تم إعدامهم ميدانياً في حي التضامن بدمشق وضاحية المعضمية الريفية، إضافة إلى مصرع 9 مقاتلين معارضين و12 جندياً نظامياً بالاشتباكات. وبلغت حصيلة القتلى في دمشق 23 شخصاً بينهم سيدتان وعسكري منشق، بينما شهدت دير الزور مصرع 11 سورياً بينهم الإعلامي البارز محمد بديع القاسم أحد مؤسسي المركز الإعلامي بالمدينة والذي سقط أثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية عند مركز البريد بالمدينة. كما قتل 19 مواطناً في حماة، حيث أفاد المرصد السوري الحقوقي في بيان بأن القوات النظامية أغلقت حي الفراية من جميع مداخله وقطعت الطريق المؤدي اليه، وذلك بعد اقتحامه في وقت متأخر أمس الأول مما أوقع 12 قتيلاً بينهم عسكري منشق.
وقتل 14 مواطناً في حلب، و8 في درعا، و6 في إدلب، و3 في اللاذقية، إضافة إلى 3 في حمص هم أم وطفلها وجنين. وشهد حي التضامن إعدام 6 أشخاص عثر عليهم في شارع نسرين بريف دمشق بعد أن قامت القوات النظامية بإلقاء الجثث التي بدت عليها آثار تعذيب. كما تكررت العملية البشعة في معضمية الشام، حيث سقط 7 ضحايا رمياً بالرصاص في المدينة. وتعرضت منطقة جسرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لإطلاق نار كثيف من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وسط انتشار أمني كثيف لقوات جيش النظام وتخوف من اقتحام جديد للبلدة. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات نظامية مدعومة بالدبابات والمدرعات تمكنت في وقت متأخر أمس، من اقتحام منطقة جسر الغيضة في جسرين نفسها، وشنت حملة مداهمات عشوائية للمنازل والمزارع. وقالت الهيئة إن رنكوس بريف دمشق شهدت إعدام شخصين أثناء توجههما إلى العمل في حي القابون المضطرب.
كما أعلنت الهيئة في وقت متأخر أيضاً، سقوط 5 قتلى قامت القوات النظامية بإعدامهم ذبحاً في مزارع جسر الغيضة بلدة جسرين. واقتحمت تعزيزات ضخمة من الدبابات وناقلات الجند منطقتي الزور والدقاق ناحية كفربطنا بريف دمشق وشنت حملة مداهمات عشوائية للمنازل والمزارع. وقصفت دبابات بالهاون بلدة دير العصافير في ريف دمشق، بينما أوقع القصف المستمر على مدينة الزبداني بريف دمشق، قتيل و20 جريحا.
وسيطرت المعارضة المسلحة أمس، على مقر قسم الأمن العسكري بشارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات الأولى من فجر الثلاثاء. واسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من المعارضة وما لا يقل عن 8 من عناصر القوات النظامية. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن “قصف مدفعي كثيف وعنيف على أحياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد أعمدة الدخان من الأحياء السكنية في عدة مناطق” فيها. وسقط “مقاتلان من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية” بريف دير الزور، بحسب المرصد الذي لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات ومكانها.
وفي حماة، قال المرصد إن 19 شخصاً قتلوا في أعمال عنف بينهم 8 مواطنين على الأقل سقطوا إثر إطلاق رصاص وعملية اقتحام تعرضت لها قرية الفان الشمالي بريف المدينة. كما ذكر المرصد أنه تم العثور أمس على “10 جثث متفحمة مجهولة الهوية في مدينة داريا في ريف دمشق” في وقت “تدور اشتباكات عنيفة في بلدتي ببيلا ويلدا بالمنطقة. إلى ذلك، أكد الناشطون أن الأحياء المضطربة في حلب التي تعرضت مجدداً للقصف أمس، تعاني من أزمة حادة في المواد الغذائية التي باتت تغيب غالباً عن الأسواق. وقال أحد الناشطين في حي الصاخور عرف عن نفسه باسم براء، إن “النظام يمنع وصول المواد الغذائية إلى الأحياء المحررة (التي تقع تحت سيطرة المتمردين) حيث غالباً ما يلجأ السكان إلى البضائع المهربة من حي إلى آخر”. وأكد الناشط أنه “من الصعب الحصول على اسطوانة غاز وأنه حصار حقيقي وعقاب جماعي” مشيراً إلى أنه “لو كان بامكان النظام قطع الهواء عنا لفعل”.
– الاتحاد