ناصر الظاهري
كنت أريد الكتابة عن مخالفاتنا المرورية التي أعدها عالية كل سنة، وأعتقد جازماً أن بعضنا يدفعها مرتين، لا نحن نحتفظ بالإيصالات، ولا نعتقد أن مثلهم يغلط في هذه الأمور، لكن كثرت المخالفات التي تنحذف عليك وأنت ساه لاه أو أنت في مكان، والمخالفة في مكان، لكن من تقنع بهذه الحجة الواهية، وكله في “السيستم”، صحيح أننا لا نريد نتنازع مع الشرطة، لأننا مواطنون صالحون، والشرطة في خدمتنا، ولا نريد أن نفعل ما فعله ذلك الإنجليزي الذي لم يقتنع بالمخالفة، وتمت الشرطة تكبر له صورته وهو مخالف حتى ظهر قفاه، وعرف عمره من عليباه، ما نطلبه الرأفة، والتدقيق في المخالفات، ويفكونا من رسائل الـ “إس أم إس” المتأخرة التي ما تبشر بخير، لكن بصراحة كله يهون، وتهون مخالفاتنا التي بسببها لن نصل لذيل قائمة الـ”في أي بي” المرورية، فما قرأته في تقرير مرور شرطة دبي أن هناك شخصية قد تجاوزت كل الأرقام، فالمخالفات بلغت 12 ألفاً و740 مخالفة متنوعة، وبلغت قيمة غراماتها المالية المستحقة 9 ملايين و399 ألفاً و900 درهم، وأن هذه القائمة تضم 33 اسماً، إجمالي عدد مخالفاتها المرورية المتراكمة على مدى 18 شهراً فقط، 21 ألفاً و148 مخالفة مرورية، وإجمالي قيمتها 14 مليوناً و357 ألفاً و180 درهماً، أما الشخصية المهمة التي حلت في المرتبة الثانية فوصلت مخالفاتها 1826 مخالفة، وقيمتها المالية مليوناً و246 ألفاً و600 درهم، وتراكم على الشخصية الثالثة 1022 مخالفة، بقيمة 731 ألفاً و900 درهم، فيما على صاحب المرتبة الرابعة 548 مخالفة، بقيمة 399 ألفاً و800 درهم، حينها خفت صوتي، أنا الذي كنت مشتطاً، وحانقاً على الأموال التي تتسرب بين أيدينا على مخالفاتنا، وقلت نحن وين، ووين مخالفاتنا؟ الجماعة “لياسنهم الحين لازم تكون مثل المشخله” هذا إذا كانت عندهم “لياسن”!
نعود لمخالفاتنا التي تغيظ كالتي تأتيك عبر “مسج” من إدارة مرور إحدى الإمارات، فتثير أعصابك، وتكاد تحلف أنك ما “طحت” هذه الإمارة قبل رمضان، تعرفون ليس مهماً مبلغ الغرامة، بقدر ما تشعر بالغبن، وليست مشكلة أن تكون مخالفة رادار أو غيرها، ولكن تصوروا لو ابتليت بمخالفة من العيار الثقيل، مثل:”خدش الحياء العام” أو أشياء تسوّد الوجه، ثم مثل هذه المخالفات الطيّارة تحرجك مع سهيلة حين تعرف أنك كنت في تلك الإمارة، وما خبرتها، وتعال فك عمرك منها ومن نشبتها: “والله لولا هالمخالفة اللي يريد الله أن يفضحك ويفضح أمورك ما دريت، عثرها هاذي سواياك”! ساعتها من يقدر أن يقنعها؟ ستكون هي و”السيستم” عليك، وستكرر كلامها الذي يشبه كلام عمتي حينما خرفت: “هيه.. روح هناك خَرّي غوازيك هناك”، وسيكثر زعلها، وعدم ثقتها، وحرطمتها، والسبب أنك ما سلكت سالك، ورماك بمخالفة أو رادار فيه العشو ما شاف إلا “نمرتك”!
– الاتحاد