ميساء راشد غدير
كان ومازال لخطبة الجمعة تأثير على المسلمين في كل بقاع الأرض، فهي في الغالب تتحدث عن موضوعات محددة وتبلغ رسالة ولا تخلو من توجيهات لأفراد المجتمع تتناسب مع الأحداث التي يعيشها كل منهم، وهو ما اعتدنا عليه منذ الصغر يوم كانت الخطب تتنوع في الجوامع، وكنا نلحظ الفرق في الإقبال على مسجد دون آخر بحثا عن التميز في موضوعات الخطب التي يشعر الأفراد بقربها منهم ومن واقع حياتهم وتأثيرها فيهم.
بالأمس قال رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، الدكتور حمدان المزروعي، إن الهيئة قررت إلغاء خطبة الجمعة الموحدة، ورفع كفاءة الخطباء وإعطاء المبادرة للخطباء المتميزين باقتراح موضوعات تناسب الجمهور، مع التشجيع على ارتجال الخطب وفق معايير وضوابط محددة، على أن يلتزموا باستراتيجية الهيئة في المعالجة الموضوعية للخطبة وألا يتجاوزوا الزمن المحدد للخطبة وهي 30 دقيقة كحد أقصى.
إلغاء خطبة الجمعة الموحدة أمر سيلقى تجاوبا لدى الكثير من الأفراد وخطباء المساجد انفسهم إذ انه سيرفع سقف اختيار الموضوعات وسيعيد الخطباء الى ميدان الحياة الاجتماعية الذي سيجعلهم اكثر قدرة على التواصل مع الجمهور، والالتفات الى القضايا باختلاف مجالاتها واقتراح موضوعات خطبهم بما يتناسب واحتياجات المجتمع والأحداث والظواهر التي تنشأ فيه، متجنبين فيها التكرار والروتين الذي حول خطب الجمعة سابقا في كثير من الاحيان الى مجرد اجراء يجبر عليه المصلون رغم اهميتها واهمية الاستثمار فيها اسبوعيا.
الخطاب الديني مهم والأهم فيه ان يكون الارتجال فيه في زمن لا يتجاوز الاربعين دقيقة متناسبا مع مختلف الفئات العمرية، ومراعيا مختلف الفئات الثقافية التي باتت تقيم على ارض الامارات، وهي الاعتبارات التي ينبغي ان يهتم بها الخطباء عند اختيار الموضوعات وارتجال الخطب وفق تلك المعايير والضوابط التي تضعها الهيئة والتي لا نريد ان يعتبرها اي من كان انها وسيلة للتقييد بقدر ما انها وسيلة للضبط حتى لا تخرج الأمور عن نطاقها كما يحدث في مواقع اخرى من العالم.
المساجد يؤمها الاطفال والشباب والمسنون، ويستمع الجميع للخطب التي تلقى فيها، اضافة للنساء اللاتي تصل اليهن اصوات الخطباء او يتابعن الخطب التي تنقل مباشرة على بعض الفضائيات، لذا فإننا نتطلع لأن يكون قرار الغاء خطبة الجمعة الموحدة فرصة لرفع كفاءة خطباء المساجد، وفرصة لأن نجد في موضوعاتها علاجا وتوجيها لكثير من المشكلات والمسائل، فتلك اهم اهدافها وهذه مسؤوليتهم التي حملوا اياها ونحن واثقون من قدرتهم على إعطاء الكثير فيها طالما وجدت الرغبة والإرادة
– البيان