سامي الريامي

لا أشك أبداً في أن اللص المسجل «خطر» في بلده، الذي اقتحم محل الصرافة في دبي، برفقة شريكه، دخل الدولة باعتباره سائحاً، وبما أنه من دولة أوروبية فإن دخوله البلاد لا يتطلب منه سوى الحصول على جواز سفر ساري المفعول من بلده، لا أكثر ولا أقل!

ليس هو فقط من يستطيع الدخول من دون تأشيرة، بل هناك مئات الملايين غيره من حملة جنسيات دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، وكندا، وبريطانيا، يفعلون الشيء نفسه بشكل يومي.

لا مانع من ذلك، إن كان دخولهم يزيد من حركة السياحة واستقطاب رؤوس الأموال، ويزيد من أرقام الناتج القومي للدولة، فمن هؤلاء آلاف من رجال الأعمال، وأصحاب الشركات، ورجال مال، وسياح وخبراء، لكنهم من دون شك ليسوا جميعهم كذلك!

ليس كل أوروبي أو أميركي شريفاً، ولديه «بيزنس» ضخم، ووجوده ضروري يحتم علينا تقديم التسهيلات الضخمة له، وبغض النظر عن مبدأ المعاملة بالمثل الذي لن يطبقوه علينا يوماً، فهم ليسوا جميعهم سياحاً حتى نفتح لهم الأبواب على مصراعيها، فلابد من وجود لصوص، وعصابات، ومجرمين، وأصحاب سوابق، وخريجي سجون، ذلك أمر بديهي لا يمكننا ولا يمكنهم إنكاره، وتالياً ألا يستدعي منا ذلك الحذر، والتنسيق الأمني، والتدقيق بشكل أكثر تركيزاً على كل من يدخل الدولة، سواء بتأشيرة أو من غير تأشيرة؟

لا مانع من دخولهم الدولة من دون تأشيرات، لكن لابد من التدقيق الأمني عليهم، ولابد من توقيع اتفاقيات تعاون لتبادل المعلومات مع كل تلك الدول، فالتأشيرات لن تمنع دخول المجرمين بالتأكيد، لكن على أفضل الأحوال علينا منع المسجلين «خطر» في دولهم من دخول الدولة، والتوافد علينا بأي حال.

نحن بحاجة ماسة إلى إعادة دراسة قوانين دخول الدولة، جميعها من دون استثناء، نحتاج إلى دراسة المهن التي نسمح لها بالدخول، والفئات التي يمكن الاستفادة منها، نحتاج إلى تحديد وتصنيف فئة رجال الأعمال الذين يمكنهم الدخول بوصفهم ما سبق، لا بوصفهم متسولين بتأشيرات رجال أعمال، ونحتاج أيضاً إلى وضع بعض الاشتراطات والمتطلبات لمنح تأشيرة السياحة لمن يستحق، فلا يخفى على أحد أن أشكال وتصنيفات التأشيرات مختلفة، لكن معظم طلابها لديهم هدف واحد فقط، هو دخول الدولة، من دون التفكير في الخروج منها!

قضية «على مين تلعبها» يجب أن تكون مؤشراً مهماً للاستعجال في دراسة وتعديل كثير من قوانين دخول الدولة، والخروج منها، وإن كانت شرطة دبي بمستواها المتطور استطاعت كشف اللصوص في وقت قياسي، فمن باب أولى أن نبدأ العمل لتحصين أبوابنا أمام هؤلاء، حتى نمنعهم من اللعب تماماً، وحتى نمنعهم لابد من بدء عملية «باب يجيك الريح منه قفله..لراحتك والسلا يحلى السكون»!

– الامارات اليوم