عادل محمد الراشد
«لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد»، كثيراً ما كنا نسمع هذه النصيحة في صغرنا، وكان أداء الواجبات المدرسية، وتحضير الدروس في موعدها، غالباً ما يكونان هما مقام المقال، ومن استمع إلى القول واتبع أحسنه في ذلك الوقت، وقليل منْ هم، نال الحكمة، وتجاوزت مغانمه أغلفة الدفاتر وأسوار المدارس إلى رحاب الحياة الواسعة، فأصبح مبدؤه في كل تفاصيل الحياة «خير البرّ عاجله». يعرف أن في اللغة كلمة تدعى «سوف»، لكنه لا يلفظها كما يلوكها دعاة التأجيل والتدجيل. وأما من مر عليه القول، في وقتها، كمن هو أعمى، فإنه بقي في مدرسة الحياة أعمى وأضل سبيلاً.
التسويف آفة تحرق الوقت، وتضيّع الفرص، وتهدر الجهود، وتبذّر الأموال، وتعطل المصالح، وهي اليوم وراء أكثر حالات الفشل، فردية كانت أو مؤسسية. البعض يربط بدهاء بين التسويف والتأنّي، بزعم أن العجلة من الشيطان، ولا يعترف بالعلاقة بين التسويف والمماطلة، ويغرق نفسه ومن حوله في هواجس الخوف من النتائج، أو إيهامها بأن في الوقت متسعاً، فيذهب الوقت وتتراكم الأمور فتستعصي الحلول.
يكاد يكون هذا سلوكاً غالباً على أكثرنا في ظل ثقافة الاسترخاء والاعتماد على الغير، لكن في ظل الرغبة العامة في احتلال المراكز المتقدمة يصبح التسويف مثل العصا التي تحشر في دولاب العجلة، ويصبح حاملو هذه العصي كثر يعرقلون ذلك التقدم.
ولمكافحة هذا السلوك المدمر تبدو الحاجة اليوم أكثر إلى غرس معاني تلك الحكمة القديمة: «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد» في نفوس حملة مشاعل الغد وبمفاهيم بناء الغد
– الامارات اليوم