سورية

أكتوبر 14, 2012

ميرة القاسم

كثيرة هي الأشياء التي لا نفهمها.. فحتى هذه اللحظة لا أفهم أشيئاً.. لم أستطع أن أستوعب ما يجري على أرض الواقع.. على الرغم مما تنقله وسائل الإعلام.. لم أعد أفهم ما يدور حولي من أشياء، سواء كانت بسيطة أو بالغة التعقيد، إلا أنني، كحال الكثيرين، عندما يشغلني أمر أحاول جاهدة البحث عن شيءٍ يعينني على الفهم، وإن كان ذالك من مدخل صغير، لكنني لست بقادرة على فهم ما يحدث في سورية أو ماذا يحدث لطوائفها؟!، ولماذا تتحول كل مكونات الروعة والجمال والتنوّع والتعايش التي تكمن بها الحياة، فلا الأهل صاروا كما كانوا، ولا تغير حالهم، وتحول الجمال إلى قبح يراكم قبحاً، وأفردت صفحات لاستحلال دم القربى، وسطّر العرب تاريخهم الدموي في القرن الواحد والعشرين، يستعصي فيها الصمت البشري على الفهم، وندرك بها حاجتنا من جديد لإعادة تعريف كل قيمنا الإنسانية حتى نفهم لماذا يعجز العالم أجمع عن وقف الخزي والعار والبشاعة التي عرفناها جميعاً منذ بداية ما يحدث في سورية، «أثمّة أشياء تستحق الحياة» كما قال محمود درويش؟!

تراه كيف كان سيصيغ نصاً لسورية؟! وكيف كان سيفهم هذا العجز الدولي أمام قرار يوقف آلة القتل والنحر ونثر الدمار؟

ماذا سنقول لأولادنا، كيف سنبرر أن هذا حدث، كيف سكتنا يوماً عن حاكم يقتل شعبه؟ وكيف عاش أهل سورية تحت النار؟ وأية مصالح تلك التي منعت العالم أجمع من التدخل لنصرة شعب يوأد؟ لم اعد أفهم دور مجلس الأمن وموقفَي روسيا والصين، أي عبث طال ضميرنا الإنساني كي نسكت عما يحدث؟ لم اعد قادرة على مشاهدة القنوات الفضائية متفادية بذلك سؤال ابنتي عن مدى الفظاعة والبشاعة التي يرف لها حتى الحجر.. سئمنا هذا العجز ولم نعد بحاجة إلى سماع تصريحات وتصريحات وتصريحات.. متى سيحط الحمام في قلبك يا سورية؟

– عن الامارات اليوم