الفجيرة نيوز- (من ناهد عبدالله) أطلقت مجموعة من المواطنات العاملات في القطاع الصحي مشروعا صحيا ضمن برنامج وزارة الصحة (تطوير المهارات القيادية والإدارية للممرضات والكوادر الصحية المساندة في المواقع الإكلينيكية LFC)، ويساهم المشروع في الحد من مرض الثلاسيميا الذي لا يزال يلقى اهتماما كبيرا من وزارة الصحة الإماراتية رغم الجهود المتواصلة والتي نجحت إلى حد ما في تقليل عدد الإصابات به في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك لإصرار الكثير من الأهالي على تزويج أبنائهم رغم اكتشاف المرض وعدم التوافق الصحي لأسباب تعود في الغالب إلى العادات والتقاليد وتفاديا للخلافات بين العوائل إضافة لأسباب أخرى.
وقامت المواطنات بوضع خطة للمشروع استمرت على مدى سنتين، وأطلقن عليه (أطفالي قبل قراري) بهدف لفت الانتباه حول شريحة الأطفال كونها العنصر المتضرر في القضية، ويقترح المشروع على الوزارة بتعميم فحص المرض على الطلبة من البنين والبنات في مرحلة الثانوية وإرفاقها بباقي الفحوصات.
الفجيرة نيوز التقت فريق العمل لتستفسر حول المشروع بعد علمها باقتراب موعد التسليم والإعلان عن النتائج.
تقول آمنة الريامي رئيسة الفريق ومسؤولة قسم الجراحة بمستشفى خورفكان “سجلنا عددا من الزيارات لمدارس الثانوية التابعة لإمارة الفجيرة إضافة إلى كلية التقنية العليا للطالبات، حيث قمنا بتنظيم برنامج توعوي يدور حول المرض، وقمنا من خلاله بشرح مفصل حول أسبابه ونتائجه وأضراره على الصحة والمجتمع، كما عرضنا اقتراحنا بتعميم فحص المرض على المرحلة الثانوية ليتسنى الكشف عنه قبل الاقبال على الزواج، كون هذه المرحلة تمثل فئة واعية قادرة على اتخاذ القرار ولديها الاستعداد النفسي لتأسيس الحياة الزوجية”.
وتضيف مريم خصيف مسؤولة قسم الثلاسيميا بمستشفى الفجيرة “نهدف من خلال مشروعنا إلى التوعية بالثلاسيميا، وتوضيح النتائج الصحية المترتبة في حال حمل المرض والإصابة به، ويعود سبب اختيارنا لهذه الفئة كونها مقبلة على حياة زوجية تنفرد بالكثير من المسؤوليات، وثقة منا بأنها فئة ناضجة قابلة على الاستيعاب والتقبل، وسعيا لخلق مجتمع صحي. وتكمل ” تم اخطارنا مؤخرا بموعد تقديم المشروع وتقرر موعده ابتداء من تاريخ 6 نوفمبر إلى 8 نوفمبر”.
ومن جهتها أكدت د.سمية النعيمي المشرف العام على المشروع وأخصائية أطفال بمستشفى الفجيرة “أهمية قرار فحص الثلاسيميا في المرحلة الثانوية لأن النسبة الكبرى تتزوج بعد هذه المرحلة، ومن ناحية لا بد من التفكير في الأطفال لنجنبهم معاناة المرض، وتضيف” في الحقيقة فإن المرض يكبد الدولة مبالغ باهظة”.
وتصل تكلفة علاج المريض الواحد شهريا ما بين 25 و30 ألف درهم حسب ما أشارت إليه بعض المصادر الطبية.
وكانت قد شملت جولة الفريق كل من، مدرسة محمد بن حمد الشرقي للتعليم الثانوي، ومضب للتعليم الثانوي، وأم المؤمنين للتعليم الثانوي، وكلية التقنية العليا للطالبات، حيث تكون الفريق من ثلاث عاملات في القطاع الصحي هن مريم خصيف وآمنة الريامي وشريفة عبدالقادر بإشارف د.سمية النعيمي.
يذكر أن الثلاسيميا مرض وراثي دموي ينتج عن خلل الجينات مسببا فقر الدم المزمن، وقد يؤدي في الوفاة.