مسلسل التنافس بين كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، بات اليوم لا يقتصر على التنافس في منتج معين واحد، إنما تجاوز ذلك إلى أغلب منتجات الشركات المتنافسة، وإذا كنا في العدد السابق تحدثنا عن التنافس بين أشهر الهواتف الذكية المطروحة حالياً في الأسواق والميزات والمواصفات التي يتباهى كلٌ منها بتوفيره لها، ها نحن اليوم ندخل مرحلة جديدة من التنافس بين كبرى الشركات العالمية المنتجة للكمبيوترات اللوحية، التي لم تُطرح بعد في الأسواق المحلية، والتي من المتوقع لها عند طرحها، أن يحدث كلٌ منها طفرة جديدة وقوية في عالم الأجهزة اللوحية الذكية، على المستويين المحلي والعالمي.
من بين هذه الشركات التي من المتوقع أن تطرح نسخ جديدة من كمبيوتراتها اللوحية خلال هذا العام، هي شركة أبل وذلك من خلال النسخة 4 كمبيوترها الشهير آي باد، والتي أعلنت عنه مؤخراً خلال إعلانها عن آي باد ميني. هذا بالإضافة إلى شركة مايكروسوفت التي وبعد أيام قليلة من إعلان أبل عن أجهزتها الجديدة، كشفت النقاب عن كمبيوترها اللوحي الأول “سيرفس”، الذي يعمل بنظام التشغيل الجديد ويندوز 8. وأخيراً كانت شركة جوجل التي أعلنت منذ أيام قليلة فقط عن مشاركتها مع الكورية سامسونج لإنتاج نسخة كبيرة من كمبيوترها اللوحي نيكسوس 7 بحجم جديد يصل إلى 10 إنش.
بدخول مايكروسوفت عالم الكمبيوترات اللوحية، وبإعلان أبل عن نسخة جديدة ذات كفاءة وأداء محسنين من نسخ أجهزتها السابقة، وبدخول جوجل المنافسة في عالم الكمبيوترات اللوحية الكبيرة “فوق 9 إنش”. تبدأ اليوم منافسة من نوع جديد بين أكبر الشركات العالمية التكنولوجية، وأكثرها تأثيراً في الأسواق، ومع بداية هذه المنافسة، تبدأ معاناة العديد من المستخدمين، وحيرتهم الجديدة، ودخولهم في دوامة الاختيار، بين أفضل هذه الأجهزة، وما القرار السليم والصائب الذي يجب عليهم أن يتخذوه في عملية الشراء، دون أن يندموا على اتخاذ هذه القرار لاحقاً.
ولهذا، وللتسهيل عليك عملية الاختيار بين هذه الأجهزة الثلاثة، نعقد مقارنة فنية بسيطة وسريعة بين هذه الأجهزة الثلاثة، في محاولة لمعرفة الفرق بينها، ولتسهيل عملية الاختيار عليك:
◆ فيما يتعلق بالشكل الخارجي: تمتاز هذه الأجهزة وتتباهى فيما بينها بأشكالها الخارجية، وما يرتبط بها من نحافة وخفة وزن. فجاءت الأجهزة الثلاثة بنفس القياس والوزن تقريباً رغم تفوق نيكسوس 10 في خفة الوزن والذي جاء كنسخة مستنسخة من جهاز سامسونج اللوحي جالاكسي تاب 2. حيث جاء كمبيوتر جوجل الجديد بوزن لا يتجاوز 600 جرام، بينما جاء آي باد 4 بوزن إجمالي وصل إلى 650 جراما، أما سيرفس من مايكروسوفت فلقد تجاوز ذلك ليصل إلى 680 جراما.
ويذكر أن كلا من كمبيوتر أبل وجوجل الجديدين، جاءا على هيئة الكمبيوترات اللوحية التقليدية، التي تأتي على شكل شاشة فقط، وبدون أي إضافة أو ملحق لها، وهي التي يتطلب عليك شراؤها بشكل منفصل، تماماً كالذي قدمته مايكروسوفت في جهازها اللوحي الجديد سيرفس، إلا أن هذا الأخير احتوى وعلى العكس من الأجهزة الأخرى، على دعامة خلفية، تأتي مزودة في الجهاز من المصنع، تمكنك من وضعه على الطاولة كأي شاشة كمبيوتر تقليدية، لتسهيل عملية الطباعة أو مشاهدة الأفلام، وحتى تصفح الإنترنت.
◆ فيما يتعلق بنظام التشغيل والبرامج: يعلم الجميع بأن أجهزة أبل الذكية تدعم نظام التشغيل “آي أو أس”، وهو ما سيأتي عليه كذلك آي باد 4، حيث سيأتي بالنسخة 6 من آي أو أس، وهي النسخة التي قدمت العديد من التغيرات عن النسخ السابقة ولعل على رأسها هو حذفها لخرائط جوجل واستبدلها بخرائط “توم توم”، وتعديلاتها الكثيرة في متجر البرامج، بالإضافة إلى التحسينات الكثيرة على خدمة السحابة في أبل، وغير ذلك. أما كمبيوتر “سيرفس” اللوحي الجديد من مايكروسوفت، فسيأتي بنسخة “آر تي” من نظام التشغيل ويندوز، وهي النسخة المخصصة للكمبيوترات اللوحية فقط، والتي وعدت الشركة المصنعة بتزويدها بنسخة خاصة من برنامج “مايكروسوفت أوفيس”، يذكر أن هذه النسخة لا تتوافق والبرامج والتطبيقات التقليدية التي تعمل على أنظمة التشغيل المخصصة للكمبيوترات المكتبية أو المحمولة.
وأخيراً يأتي نيكسوس 10 من جوجل، بأحدث وأفضل نسخة من نظام التشغيل أندرويد جيلي بين 4,2، والتي تم تزويده بها بشكل حصري، ودون أي إضافات وتعديلات من شركة سامسونج المصنعة للجهاز، مما سيعطى نظام التشغيل الجديد شكل مختلف وأداء أفضل. كما وأن جوجل قامت بإعادة تصميم برنامج الخرائط الخاص بها، ومتجر “جوجل بلاي” والمتصفح “كروم” بشكل كامل وجذري، لتتناسب هذه البرامج في الشكل والأداء مع الوضوح الفائق الذي ستأتي عليه شاشة كمبيوتر جوجل اللوحي نيكسوس 10 الجديد.
◆ فيما يتعلق بالشاشة: يعلم جميع المهتمين في عالم الكمبيوترات اللوحية، أن أحد أهم الميزات التي تفوق بها كمبيوتر أبل اللوحي آي باد 3، هو شاشته ذات الوضوح الفائق، التي كانت ولوقت قريب تعتبر أقوى شاشات الكمبيوترات اللوحية المختلفة وأكثرها وضوحاً وجودة في الصورة والألوان الرائعة، وهو نفس الأمر الذي جاءت عليه شاشة النسخة الجديدة من أبل آي باد 4، والتي جاءت شاشته بوضوح فائق وصل إلى (2048×1536) بكسل، وبكثافة صورة عالية وصلت إلى (264 بكسل لكل إنش).
ورغم ظهور العديد من الكمبيوترات اللوحية ذات الوضوح العالي في شاشاتها، والذي وصل في جهاز “هواوي ميديا باد 10” إلى الوضوح الكامل (1920×1080) بكسل. إلا أن أي من هذا الأجهزة تمكن من التغلب على جهاز آي باد 4، أو 3، باستثناء الكمبيوتر اللوحي الجديد من جوجل نيكسوس 10، والذي سيأتي بحسب جوجل، بشاشة ذات وضوح من نوع “ألترا” يتفوق به على كافة الكمبيوترات اللوحية المختلفة، وخصوصاً كمبيوتر آي باد 4. فجاء نيكسوس 10 بوضوح ألترا يصل إلى (2560×1600) بكسل، كما جاء بكثافة صورة وصلت إلى (300 بكسل لك إنش)، تفوق من خلالها أيضاً على كثافة الصورة في آي باد 4.
أما كمبيوتر مايكروسوفت فلم يأتي لا بالوضوح الألترا ولا الفائق ولا حتى الكامل، واكتفى بالوضوح العالي في جهازه اللوحي الجديد سيرفس، فجاء بشاشة ذات وضوح وصل إلى (1366×768) بكسل، بمعدل كثافة صورة قليل وصل إلى (148 بكسل لكل إنش). ويذكر أن آي باد 4 يأتي بشاشة قياس 9,7 إنش، بينما تأتي الشاشة في كلٍ من نيكسوس وسيرفس بقياس 10,06 إنش.
◆ فيما يتعلق بالمعالج المركزي والذاكرة: وكما تفوق جهاز جوجل اللوحي الجديد فيما يخص وضوح الشاشة على كافة الكمبيوترات المنافسة، ها هو يتفوق مرة أخرى فيما يخص القوة والأداء الفائقين، حيث يتباهى نيكسوس 10 بامتلاكه أحدث وأقوى المعالجات المركزية المنتج من الكورية سامسونج، والذي يأتي من الفئة الخامسة من المعالجات المركزية، فائقة الأداء، وليس مثل معالجات الفئة الرابعة التي شاهدناها في جالاكسي إس 3 و نوت 2. فجاء لوحي جوجل الجديد بمعالج مركزي ثنائي النواة بسرعة عالية جداً تعتبر الأولى في عالم الكمبيوترات اللوحية، وصلت إلى 1,7 جيجاهيرتز.
في الجانب الآخر جاء كل من سيرفس من مايكروسوفت وآي باد 4 من أبل، بنفس السرعة التي وصلت في الجهازين إلى 1,5 جيجاهيرتز، رغم اختلاف نوعية المعالج المركزي وعدد الأنوية بداخله، فجاء سيرفس بالمعالج المركزي رباعي الأنوية والقديم من إنفيديا تيجرا 3، بينما جاء آي باد 4 بالمعالج المركزي ثنائية الأنوية والمعدل من أبل إيه 6 إكس.
أما بخصوص الذاكرة العشوائية من نوع رام، فجاءت في آي باد 4 بنفس الحجم التي جاءت عليه في آي باد 3، والذي وصل إلى 1 جيجابايت، بينما جاءت بحجم 2 جيجابايت في كلٍ من سيرفس ونيكسوس.
◆ فيما يتعقل بالكاميرا: جاء كلاً من نيكسوس وآي باد 4 بحجم الكاميرا الخلفية نفسه التي وصلت إلى 5 ميجابكسل، والقادرة في كلا الجهازين على تصوير فيديو فائق الوضوح، وفي حين جاءت الكاميرا الأمامية في آي باد بحجم 1,2 ميجابكسل فقط، جاءت كاميرا نيكسوس 10 الأمامية بحجم أعلى وصل إلى 1,9 ميجابكسل. إلا ذلك لم تصرح مايكروسوفت عن حجم الكاميرا الأمامية والخلفية في سيرفس الجديد، واكتفت بذكر أن كلا كاميراتي الجهاز قادرتان على تصوير فيديو عالي الوضوح بحجم يصل إلى 720 بكسل.
◆ فيما يتعلق بذاكرة التخزين وطرق الاتصال: جاءت جميع الأجهزة بذاكرة تخزين اختيارية تبدأ من 16 و 32 جيجابايت، مع خيار إضافي وصل إلى 64 جيجابايت في سيرفس و آي باد 4. ولم يدعم سوى سيرفس من مايكروسوفت، الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو إس دي. إلا ذلك لم يدعم سوى نيكسوس من جوجل تقنية الاتصال قريب المدى “إن إف سي”، وجاء إلى ذلك بتقنية الاتصال بالإنترنت عبر الواي فاي بموجتين للاتصال 5,0 و 2,4، وذلك على غرار آي باد 4، وهي تقنية الاتصال التي لم يتم تزويد سيرفس بها.
– الاتحاد