علي أبو الريش
بعد مانشره الاتحاد الأوروبي من ادعاءات، كنا نتوقع أن تصحو مؤسسات وجمعيات، ومثقفون ومفكرون، للرد والصد، والحد من هذا الطوفان المتعجرف.. كنا ننتظر من مؤسسات وجمعيات أن تحمل وثائقها ومستنداتها، وتضرب آفاق الأرض، باتجاه مقرات وأماكن هذه الاتحادات والمنظمات التي أصبحت أشواكاً وخّازة مدمية في جسد الحقيقة، وصارت تتربص وتتلصص وتتخصص في الدعاية والوشاية، وإشاعة الغبار والنثار بعيار يصيب كبد الواقع، وأمام هذه الهجمة الجائرة والفاجرة، والعاثرة والسافرة، لم نجد رداً إلا على استحياء ومن خلف الكواليس، وتحت أسقف الغرف المغلقة، وكأن من وجهت إليه التهم الباطلة بلد في شمال القوقاز، أو في جنوب أميركا اللاتينية وليست الإمارات.. أمر مريب وغريب وعجيب، يثير الفزع والجزع، ويلهب الوجدان بسياط العذابات المرة.. لماذا يا جماعة.. هذه الإمارات، ونحن ساحتنا ناصعة، وصفحتنا بيضاء ولا نهاب من أثيم ولا زنيم ولا لئيم، ومنجز الإمارات على جميع الأصعدة قادر وبكل قوة، أن يحبط هذه الافتراءات وأن يوضح للعالم بصريح العبارة أننا نمضي بخطوات واضحة وضوح النجوم في الليل الدامس، ولا نخش طرفاً من أطراف الكذب والتدليس، ولا نهاب أحداً في كشف ما لدينا وما علينا.
فلابد من يقظة، فاللحظة حاسمة وجازمة ولازمة، ولابد من إفساد هذه الفئات، والتي يُراد منها باطل وفعل عاطل، وحق الإمارات علينا جميعاً أفراداً ومؤسسات وجمعيات، واجب وطني وديني وأخلاقي وإنساني، والسكوت عن الخطأ جريمة لا تُغتفر، والصمت على تبجحات الآخرين إضرار مباشر، بمصالح البلد ومكتسباتها الوطنية، التي أنجزها رجال أوفياء نجباء سهروا وتعبوا لأن تصبح الإمارات واحة لأبدان وأشجان، لكل من يقيم على أرضها، أو له علاقة بالجنس البشري.. الإمارات التي قدمت للقاصي والداني النفس والنفيس يستحق من يقف ويدافع عن حقوقها، المسروقة ظلماً وبهتاناً، تحت ذرائع وشرائع ووقائع صيغت بأفكار مؤلفي مسرحيات هزلية، ساخطة على الكون ساقطة من علو شاهق، ملتقطة من أذهان لعبت بها رياح العبثية، وأطاحت بها أمطار حمضية.. الإمارات تستحق من الجميع أن يقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، ويقولوا كلمة سواء في حق هذا البلد المحسود في منجزه، المحقود عليه في نهضته، وتآلفه، ولياقته ولباقته ورشاقته، وقوة تماسك أعضائه في جسد واحد، متحد متوحد في النسيج والعطاء.. فلا تسكتوا لأننا لسنا ضعفاء، ويكفينا فخراً أننا تحت ظل قيادة أحبّها الله، فحبَّب فيها الناس جميعاً