الفجيرة نيوز- دعت ندوة إعلامية تراثية إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات للتراث الإماراتي وللمواقع الأثرية في الدولة، وإنشاء مؤسسة تعنى وتهتم بالثقافة الشعبية في الإمارات، على أن يشمل ذلك حفظ التراث بكل أنواعه، وتشكيل لجنة من جمعيات الفنون والتراث الشعبي وأقطاب التراث والمهتمين بمختلف مناطق الإمارات لتشخيص سبل النهوض بالموروث الشعبي.
وتفعيل برامج وفعاليات إحياء التراث الشعبي في الدولة، بهدف الحفاظ عليه من الاندثار وتحقيق تناقله الصحيح بين الأجيال، وتأصيله في نفوس النشء، باعتباره مؤشراً لرقي الوطن والتنمية واقتداء بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: (من ليس له ماض لا حاضر ولا مستقبل له).
جاء هذا في التوصيات التي أصدرتها الندوة الإعلامية التراثية التي أقامتها اللجنة الطلابية في كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان بالفجيرة بعنوان ( تراثنا مصدر حضارتنا) بمناسبة العيد الواحد والأربعين لتأسيس الأتحاد
وأشار الدكتور ياس خضير البياتي وكيل عميد كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية بالفجيرة ، في كلمة الافتتاح ، إلى إن هذه الندوة تتسق مع الرؤية الشاملة للجامعة والفلسفة التعليمية في أبعادها الثلاثة التعليمية والمعلوماتية والاستثمارية ، وفي كسر الحاجز مع مجتمع الفعاليات ، وأن موضوع الندوة يشكل اهمية في تقديم رؤى جديدة للتراث كقيمة مادية ومعنوية ، مثلما يشكل حافزا للأجيال الجديدة في تفجير طاقتهم لمعرفة حضارتهم التي تعود الى اكثر من 5500 سنة قبل الميلاد . شاكرا اللجنة الطلابية على أختيارهم لموضوع التراث ووعيهم بأهميته كهوية وثقافة وأنتماء.
وأستعرض محمد السويجي مدير إدارة الثقافة والإعلام بالمنطقة الشرقية دور المؤسسة في التوعية بالتراث من خلال نشاطات عديدة ومتنوعة تجسد التراث الإماراتي بأنواعه المادي والمعنوي ، وتبرز القيمة الحضارية والأنسانية لهذا التراث ليكون منطلقا قويا للجيل الجديد في بناء الحاضر والمستقبل ، مشددا على أهمية التعليم ووسائل الإعلام في التوعية بالتراث .
من جهته أكد سعيد السماحي مدير هيئة الفجيرة للسياحة والأثارعلى أهمية تسويق التراث من خلال السياحة ، وابراز هذا التراث برؤية معاصرة ، وخلق الصور الذهنية الإيجابية لتاريخ الإمارات
ودور الإنسان الإماراتي في المشاركة الفعالة في بناء الحضارة الأنسانية ، مؤكدا إن هيئة الفجيرة للسياحة والأثار تلعب دورا مهما في مجال السياحة التراثية والحفاظ على الأثار.
ويرى الدكتور عبد الله المغني استاذ التاريخ ، بأن الإمارات لها موقع مميز على خريطة التراث العالمي ،واهمية تغيير الصورة النمطية عن الخليج بأنها مجرد منتجة للنفط ، وبأنها بدون تاريخ ،لأن وقائع التاريخ والتنقيبات الأثرية تدل على وجود حضارة عريقة وفاعلة في هذه المنطقة وبالذات في دولة الإمرات ، مشددا على أهمية تقديم التراث للجيل الجديد بصيغة عصرية ، وهي مسؤولية جميع المؤسسات التعليمية والإعلامية والتراثية .
كما قدمت الباحثة بدرية الحوسني من ادارة التراث والسياحة بالفجيرة استعراضاً لأبرز المفاهيم النظرية للتراث والفلكور بجوانبه المادية والمعنوية ، مركزة على التراث الإماراتي في إمارة الفجيرة ، وابرز معالمها التراثية والأثارية ، وطرق العادات والممارسات الحياتية منذ مئات السنيين وحتى الوقت الحاضر ، مؤكدة على أهمية أستنهاض الجيل الجديد بهذا التراث والتوعية بأهميته في حياته وسلوكه .
هذا وشهدت الندوة نقاشات ومداخلات من قبل الضيوف والاساتذة والطلبة حول اهمية وقيمة التراث في حياة الأنسان الإماراتي ، واشادوا بمبادرة جامعة عجمان بالفجيرة بأقامة هذه الندوة التخصصية التي يحتاجها المجتمع .