علي أبو الريش
في زمن تعاظم الفقاعات، ودخول العالم العربي وسط رمال سياسية متحركة، تكثر الافتراءات، وتتفشى الهذاءات، وتنتشر الخزعبلات، وتتناثر الأحجار والحطام إثر الاصطدامات المذهلة، وتتورم الأحلام الكابوسية المفزعة. ولكن نقول وبكل ثقة لا ضرر.. فالإمارات بلد الحُلُم والحِلْم، لن يضيرها كل هذا الزبد، ومهما تفاقم فسوف يذهب جفاء، وتأخذه الريح بعيداً عن حياضها ورياضها.. الإمارات حاضنة الأمل البشري، وصفحة الفرح الإنساني التي لن تشوبها شائبة مهما بلغت بالمهرولين والمطبلين، والمغردين خارج السرب، ستبقى الإمارات الواحة والدوحة، التي تقصدها تغاريد العالم، الصافية المتعافية من كل درنٍ وحزن وقول خشن.. وستبقى الإمارات بأغصن الحب ممتدة متفرعة، متمتعة، ورعة، لا تخشى لومة لائم، ولا ثرثرة لئيم، لأن النهج سليم، والمبدأ حكيم، والسياسة تمضي بفطنة الحكماء وحنكة النجباء، وشيمة النبلاء.. وإذا كانت بعض الصحف والأجهزة الإعلامية، قد تفرغت للشتائم وعقد ولائم السباب، وقذف الاتهامات شرقاً وغرباً، مبتعدة عن الهدف الأهم، في مصر العزيزة على قلوبنا جميعاً، والتي لا يكنّ لها أي فرد من أبناء هذا البلد الأشم، غير الحب والتمني لها من أن تمر بسلام ووئام واحتشام من الوعكة السياسية التي تمر بها.. ومبدأ الإمارات واضح وضوح الآية الكريمة.. «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» صدق الله العظيم.
الإمارات تعرف قيمة مصر وشعب مصر، وتعرف مكانة هذا البلد، ولذلك فإن مَنْ يريد تعكير الأجواء ليس لهم هدف غير الإساءة إلى العلاقات التاريخية الوطيدة التي جمعت الإمارات ومصر على مدى زمن، هؤلاء الهاربون إلى الخلف المذعورون من أي استتباب للعلاقة بين مصر والبلاد الأخرى.
الإمارات عملت ومنذ بدء الأزمات السياسية التي طحنت أكثر من بلد عربي، النأي عن الخوض في هذه المعتركات السياسية، والسعي دوماً لمد يد العون والمساعدة لأي بلد عربي تجده في حاجة إلى الأشقاء، والوقوف جنباً إلى جنب مع قضايا الإنسان العربي، وتأييد خطواته البنّاءة في صناعة غده وتحديد مستقبله.. الإمارات من أولويات مصالحها أن تكون علاقتها بالدول قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، ورفع مستوى التفاهم في مجمل القضايا التي تهم الإمارات والدول الأخرى، والسعي قدماً إلى ترسيخ ذلك التفاهم بالشفافية والوضوح، ورفض الباطنية السياسية بكل أشكالها، وألوانها، ودحض كل ما يسيء إلى تلك العلاقات.
وإذا آثرت بعض وسائل الإعلام في مصر، الدخول في مستنقع الشتائم، والولوج في معمعة الوقيعة بين مصر وأشقائها، فإن الإمارات تقف على مئذنة الحقيقة، رافعة كلمة الحق، مجتهدة دائماً ومجاهدة دائماً من أجل الحب للجميع وبلا استثناء أو إقصاء، إلا أولئك الذين يعبثون في عشب الحياة، ويقلبون الحقائق
– الاتحاد