دخلت بلدة حلفايا في ريف حماة أمس قائمة «المجازر» التي ارتكبتها القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث سقط أكثر من 200 قتيل بحسب تقديرات أولية عندما تعرض مخبز البلدة إلى قصف بالصواريخ، فيما بقي التوتر سائداً في مخيم اليرموك إثر تمركز قناصة تابعين للنظام على سطوح أبنية مما تسبب باشتباك بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام بعد يومين من إعلان جهات فلسطينية عن تحييد المخيم.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات الموالية للنظام قصفت الفرن الآلي في بلدة حلفايا بالصواريخ مما أسفر عن مقتل 200 قتيل بحسب تقارير أولية، من بينهم العديد من النساء والأطفال. مضيفة أن البلدة «تشهد حالة إنسانية كارثية بسبب الحصار والقصف المستمر عليها في ظل نقص المواد والكوادر الطبية». وبث ناشطون مقطع فيديو أظهر مدنيين وعسكريين من الجيش الحر يهرعون في شارع إلى مكان القصف الذي انتشرت فيه عشرات الجثث، فيما كان يصرخ جرحى طلباً للإسعاف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه إنه قتل «عشرات المواطنين إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حلفايا من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف».

مقتل 41

وإضافة إلى هؤلاء، قتل 41 شخصاً على الأقل في أعمال عنف في مناطق سورية أخرى بحسب حصيلة غير نهائية نشرها المرصد الذي يتخذ مقراً له في بريطانيا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية داخل سوريا لاستقاء معلوماته. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت في انحاء مختلفة من سوريا رافقها قصف عنيف بالمدفعية والطائرات. تعرضت للقصف خصوصاً مناطق في ريف دمشق ومحافظات حمص وحلب، وحماة. كما شهدت مخافظات درعا واللاذقية والرقة ودير الزور اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

وتعرضت مدينة دوما في ريف دمشق لقصف عنيف بلغ قذيفة كل دقيقة. أما في حماه، فتحدث ناشطون عن إطلاق نار على مواطنين بعد خروج المصلين من المسجد وذهابهم للأفران، فيما أدت قذائف النظام إلى اندلاع حريق في أحد آبار النفط على دير الزور.

وأفادت لجان التنسيق المحلية أن عشرات الأشخاص قتلوا، معظمهم في ريف حلب الشرقي وحماة وريف دمشق، بينما أكد الجيش الحر سيطرته على ثكنة عسكرية تعرف باسم «فوج الهجانة» قرب مدينة يبرود بريف العاصمة، في حين تواصلت الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي بدمشق وفي محافظة حماة.

وأكد قادة ميدانيون بالجيش الحر أنهم أحكموا السيطرة على قرية اللطامنة وقطعوا الطريق الرئيسي بين محافظتي حماة وإدلب بعد السيطرة على مدينة مورك، في وقت وجه المقاتلون المعارضون إنذاراً لقوات النظام المتواجدة في مدينتي محردة والسقيلبية، ذات الأغلبية المسيحية للخروج منها وتجنيب المدنيين المعارك.

مخيم اليرموك

وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، تواصلت العمليات العسكرية رغم الإعلان عن تحييده، إذ طالب أهالي المخيم من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية سحب القناصين التابعين لقوات النظام من مشارف المخيم والذين تسببوا بمصرع الكثيرين. وافيد عن قصف للقوات النظامية واشتباكات داخل المخيم.

وطالبوا أيضاً بتفكيك فصيل الجبهة الشعبية للقيادة العامة واللجان الشعبية المسلحة التابعة لها، والتي تسببت بعسكرة المخيم وإقحامه في الصراع المسلح.

وكذلك انسحاب ما تبقى من عناصر الجيش الحر إلى خارج مخيم اليرموك. ودعا اللاجئون إلى الحفاظ على مخيم اليرموك بيئة آمنة للنازحين ولأهله، إضافة إلى قيام فصائل منظمة التحرير بالتعاون مع سفارة فلسطين بواجباتها إزاء حماية المخيم، وتشكيل لجنة عامة من شخصيات وطنية لإدارة المخيم.

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم ويبلغه بنود «جنيف2»

فيما بدا أنه لقاء «الفرصة الأخيرة» للنظام السوري لقبول مبادرة المبعوث المشترك، والتي يطلق عليها «جنيف 2»، يلتقي الأخضر الإبراهيمي اليوم الاثنين في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد، وطالب مجلس جامعة الدول العربية المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة والضغط على إسرائيل لتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من القتال إلى دخول دولة فلسطين المحتلة.

ووصل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس إلى بيروت التي غادرها من فوره إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن الإبراهيمي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي آتياً من القاهرة على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط في رحلة عادية، مضيفة القول إن الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي استقبله في قاعة الشرف وسط تدابير أمنية مشددة داخل المطار.

وكانت تقارير صحافية ذكرت أن الإبراهيمي سيلتقي الأسد اليوم الاثنين. ونقلت القناة التابعة لحزب الله عن مراسلها أن الإبراهيمي وصل أمس إلى دمشق عبر الحدود اللبنانية ويلتقي الأسد اليوم.

تحييد الفلسطينيين

من جانب آخر، طالب مجلس جامعة الدول العربية كافة الأطراف المعنية تجنيب اللاجئين الفلسطينيين آثار النزاع في سوريا وعدم زجهم في آتون الصراع الدائر هناك، والالتزام بمسؤولياتهم تجاه المحافظة على أمن اللاجئين وتوفير الحماية لهم وتقديم العون الإنساني والصحي العاجل لهم.

كما طالب المجلس، في ختام اجتماعه أمس مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة والضغط على إسرائيل لتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الهرب من القتال إلى دخول دولة فلسطين المحتلة.

وأدان مجلس الجامعة العربية ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية الأخرى في سوريا، مشيرين إلى أنه يهدد بكارثة إنسانية خطيرة تمس مصير وحياة آلاف الفلسطينيين المتواجدين على الأراضي السورية، ويشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وكان مجلس الجامعة العربية عقد أمس اجتماعاً على مستوى المندوبين الدائمين العرب الطارئ، بمقر الجامعة العربية، برئاسة مندوب لبنان بالجامعة خالد زيادة، وحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي، والذي بحث تطورات الأزمة السورية في ضوء جهود الإبراهيمي والمشاورات الدولية للتوصل إلى صيغة توافق جديدة لحل الأزمة في سوريا تحت عنوان «جنيف 2». وقال مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية جمال الغنيم، في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع، إنّه «تم بحث الزيارة المرتقبة للإبراهيمي، ونتائج المفاوضات بين الجانبين الروسي والأميركي حول الملف السوري»، موضحاً أن الأمين العام للجامعة العربية قدم تقريرًا للاجتماع حول نتائج محادثاته في بروكسل مع عدد من وزراء الخارجية خاصة كاترين آشتون ممثلة المفوضية الخارجية للاتحاد الأوروبي بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة

– البيان