ميساء راشد غدير
اختتم قادة دول مجلس التعاون أمس، أعمال دورتهم الثالثة والثلاثين التي عقدت في المنامة، وقد تضمن البيان الختامي لهذه القمة الكثير من الموضوعات التي وجدنا أنها تلبي احتياجات المرحلة الحالية والمستقبلية، برؤية موفقة في خضم الأحداث السياسية والمخاطر التي تحدق بالمنطقة، والتي تستلزم مواجهتها بخطوات تتجاوز مفهوم “التعاون” إلى “الاتحاد” على مختلف الأصعدة.
أهمية بيان قمة المنامة تكمن في مباركتها لإنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة، وقرار الموافقة على علاج منتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم في دول مجلس التعاون، المنتدبين في مهام رسمية أو المشاركين في دورات تدريبية في الدول الأعضاء، في المستشفيات العسكرية، إضافة إلى إقرار الاتفاقية الأمنية لدول المجلس بصيغتها المعدلة، التي وقعها وزراء الداخلية.
بعض الدول في المنطقة اعتبرت الدعم الأمني والعسكري الذي قدمته بعض دول الخليج إلى مملكة البحرين الشقيقة في وقت سابق، تدخلا في شؤون داخلية، متجاهلة الاتفاقيات الأمنية التي تربط بين دول مجلس التعاون.
لذا فإن إنشاء قيادة عسكرية موحدة على مستوى الخليج، وما يتبع ذلك من قرارات تضمن تقديم الدعم المادي والمعنوي لمنتسبي هذه القوات، سيكون ردا على كل من حاول التدخل في شؤون منطقتنا، وكل من حاول المساس بسيادة الخليج وأمنه.
وهذا النوع من الاتحاد الأمني ولو على مستوى القيادة، سيقدم الدعم اللازم لجميع دول الخليج، وسيكون صمام الأمان للمنطقة، لا سيما ودول الخليج ستكون لديها قدرة على الاستثمار في قياداتها العسكرية لتخطيط وتنفيذ أي محاولات لخرق جدار الأمن الذي ننعم به.
آمال أبناء الخليج كبيرة والتطلعات نحو المستقبل أيضا كبيرة، وذلك كله لا بد وأن يتوافق مع واقع يتطلب منا رصده بكثير من الدقة، لنتعرف على احتياجاته فلا تصطدم آمالنا وتتعثر بتحديات لم نستعد لها مبكراً.
مباركة إنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة، موضوع له أهميته ونتوقع أن تتبعه قرارات مهمة تنتهجها كل دولة خليجية على حدة، وصولا للاتحاد في هذه القيادة.
فلدى دول الخليج قيادات عسكرية تقاعدت لا بد من الاستثمار في خبراتها، ولديها أيضا طاقات من الجيل الجديد، لا يضر انضمامهم للقوات المسلحة في مختلف التخصصات التي باتت تعتمد عليها، لتصبح هذه القيادة من أقوى القيادات وأكثرها تطوراً، لتدعم قوات درع الجزيرة وصناع القرار السياسيين في منطقة الخليج.
– البيان