راشد الزعابي

فعلها الرجال، وحسمها الأبطال، وها هو فريق الأحلام يضع قدمه بقوة وصلابة في المباراة النهائية على لقب “خليجي 21” يوم الجمعة المقبل، ويصبح طرفاً أصيلاً في المشهد الرئيسي لهذه البطولة التي قدمت للخليج فريقاً شاباً تم تكوينه على أساس سليم، نال إعجاب الجميع ولهذا أطلقوا عليه لقب “دريم تيم”.

وكانت مباراة الدور نصف النهائي أمام الكويت حابسة للأنفاس، متمردة على شباب الأبيض وعلى جماهير الإمارات التي استقلت الطائرات، وكلها ثقة في قدرة هؤلاء الشباب على إسعادهم، فقد استخرجوا في المنامة شهادة ميلادهم، وبعقولهم قبل أقدامهم دانت لهم النجومية، وحصلوا على حق الأسبقية، ويوم الجمعة لنا معهم موعد في المباراة النهائية.

تلاعبت أحداث المباراة بمشاعرنا، ولم تكن حليمة بنا فقست على أعصابنا، وشاهدنا الأبيض، يسيطر على الملعب والأرض، بالطول والعرض، وضاعت الفرص تباعاً، وكان العدل والإنصاف، أن نخرج من هذه المباراة بغلّة وافرة من الأهداف، ولما اقتربت المباراة من نهايتها ولاح شبح الوقت الإضافي، ظهر الفارس خليل وتمكن من التسجيل، ليقدم لنا أغلى هدية، وتذكرة عبور إلى المباراة النهائية.

سطر شباب الإمارات ملحمة جميلة في هذه المباراة، وتألق الجميع بلا استثناء، من مدرب ولاعبين، وجماهير كانت حاضرة وقدمت سيمفونية في المدرجات، حتى شعرنا طوال لحظات المباراة، بأننا نلعب على أرضنا في الإمارات، فكانت هذه الجماهير، تميمة الحظ الذي كنا نفتقده في الماضي والدافع الكبير، وكانوا أشبه بالأسود التي قبل بداية المباراة وحتى نهايتها لم تتوقف عن الزئير.

اليوم نقف على أعتاب الحلم الأكبر، ولم يعد يفصلنا عن تحقيقه سوى 90 دقيقة حاسمة، وأنا أكتب هذه السطور ومباراة البحرين والعراق لا تزال جارية، ولا يهم من يتأهل من الفريقين وليست هذه هي القضية، طالما أن الأبيض في أتم الجاهزية، فهذا الجيل يتميز عن غيره بالروح القتالية، وهذا الفريق حتى عندما لا يكون في يومه قد يفقد التركيز، ولكنه لا يفقد الشخصية.

أثبت هذا الفريق الشاب أنه عن حسن الظن، ولهذا يجب أن نطمئن، على المستقبل، فالقادم أفضل، وأول الغيث بإذن الله سيهطل يوم الجمعة المقبل، لهذا يأبى الأبيض إلا أن تستمر الحكاية، ونواصل الحلم حتى النهاية، وكأس الخليج أصبحت على مرمى حجر من خليل ومبخوت وعمر، ومن خصيف ومهند وإسماعيل مطر، يريدون اللقب الخالد، الذي تتنافس عليه كل منتخبات الخليج وتحلم بالحصول عليه، والطموح مشروع للكل لأن خليجنا واحد، ولكن طموحنا أكبر لأننا رجال خليفة وأسود زايد.