خميسيات

يناير 31, 2013

ناصر الظاهري

كثيرون أمثالي يسألون، ويتساءلون عن حقيقة البنية التحتية، وتلك المشاريع التي تهتم بالبنية التحتية، والمبالغ الكبيرة التي تصرف على البنية التحتية، وكدنا أن نمل من سماع جمل البنية التحتية، رغم جهلنا بحقيقة البنية التحتية، ولولا تفضل أخ عزيز متمرس، شرح لنا معنى البنية التحتية، فقال، جزاه الله خيراً عنا، نحن المتساءلين عن البنية التحتية: يا شباب.. البنية التحتية هي بالضبط مثل ما تقول: «الشيفه شيفه، والمعاني ضعيفة»، أو مثل ما تشوف الواحد منكم، ويغتَرّ بـ»ذيك الهايه»، خاصة وتلقاه مثقلاً بالماركات الغالية، وأثمانها الباهظة؛ ساعته رولكس بـ«ذيك الحجية»، ونظارته فرساتشي «تصالق»، وغترته شال كشميري»ترما» بالآلاف، وكندورته قماشها «جيفنشي» تخر من الخاتم، ونعاله – كرم «السامعين»- فلانتينو، دباغة إيطالي، لكن وزاره «مولانا» من السوق القديم بـ«25 درهماً»، وهذا.. هذا الذي يضيع الشباب، البنية التحتية أساسها ضعيف!
– في العراق الجديد ظهرت تصانيف وألقاب تجبرك على التوقف مندهشاً، وتلزمك بالضحك متعجباً، فقد التقيت مرة واحداً من الإخوة العراقيين، وقدم لي الـ»بزنيس كارت»، فجفلت مما رأيت
– مكتوباً فيه:»المهندس المدني، الحاج السني، فلان الفلاني، الموقر»، ورأيت آخر يعرف بنفسه في موقعه الإليكتروني وفي الصحف، «فلان الفلاني، طبيب عراقي مسلم سني، خبير في الإعلام المرئي، وكاتب في مجال الأدب الساخر، ومختص في هذا اللون من الأدب»!
– هناك أشخاص مملون حد الضجر، يشعرونك أنهم يعضون على الوقت، فلا يمضي، ولا يمضون، يلوكون أفكاراً بلاستيكية، فلا يضيفون شيئاً للرأس، لا أراهم إلا يشبهون مباراة معادة بين ريال مدريد وبرشلونة، والريال مغلوب، ورينالدو في يوم نحسه، والعارضة تمنع أهدافاً للريال، وميسي مسجل «هاتريك» وباقي من الوقت الكثير، لا.. والحكم «يَشفّ» لبرشلونة شكله بعد!
– من تسمع واحد من أولئك المتصيدين، ينادي عليك، وعيونه «تبربش» بالعاطفة الكذابة، ويقول لك:» أسمع.. أخوي.. أقلك..» «زَهب نعالك، وشدّ حزامك، وأعطه الأذن الصمخاء»!
– هناك شخص مرتعب، نحافته القاسية لا يمكن إلا أن تنبئك ببخله، وحرمان زوجته من طعم الدنيا، يمشي ويتلفت، يشعرك بخوفه، ووجله الكبير على زوجته، مما يملك بعض الناس، وبما في أيديهم من خيرات!
– شخص عاش في الخليج، حتى طفح من عطايا النفط، ثوبه يقاس بالمترات، لا بالذراع والباع، حين يتحرك تعتقد أن قوماً قد رحلوا، لا يمكن أن تبقى معه دقائق حتى تشعر بضيق في التنفس، وأن عطباً سيصيب رئتيك، مهما يكن، المهم تحس أن بعض أدواته الداخلية والمتداخلة والكثيرة لا تعمل على ما يرام، وهو لا يبالي، إلا بتلك الصحون الزاحفة صوبه وحده!

– الاتحاد