راشد الزعابي
يظهر منتخبنا الوطني مساء اليوم رسمياً للمرة الأولى، بعد تتويجه بلقب كأس الخليج بنسختها الحادية والعشرين والتي أقيمت في البحرين الشهر الماضي، وبعد أن عاش اللاعبون أجواء أسطورية من الاحتفالات وفرحة الدار، ويخوض اليوم التحدي الجديد في أولى خطوات المشوار، نحو التأهل إلى كأس آسيا والتي ستقام في استراليا في عام 2015.
وعلى الرغم من صعوبة المهمة خصوصاً أنها الاختبار الأول للفريق بعد اللقب الخليجي، إضافة إلى إقامتها في هانوي حيث من المتوقع أن يحتشد في ستاد ماي دينه قرابة 40 ألف متفرج يؤازرون منتخب بلادهم بكل حرارة، إلا أننا كلنا ثقة في شباب المنتخب وقدرتهم على اجتياز مستنقع فيتنام والعودة من هناك بانتصار يكون فاتحة خير في سباق التصفيات.
المهمة صعبة ولكنها ليست كما يحاول البعض تصويرها من خلال عقد المقارنات بين موقفنا الحالي، وما حدث قبل ست سنوات عندما واجهنا منتخب فيتنام رسمياً للمرة الأولى بعد التتويج بلقب كأس الخليج الثامنة عشرة ويومها كانت المباراة الأولى للمنتخبين في نهائيات كأس آسيا 2007، وخسر منتخبنا المباراة بهدفين نظيفين، فكانت تلك الخسارة هي الضربة القاصمة وإعلاناً غير رسمي بوداع منتخبنا المحتم للبطولة بشكل مبكر للغاية.
اليوم يختلف عن الأمس بالجملة والتفصيل، فقد رحل جيل وجاء هذا الجيل، والظروف كلها مختلفة، فاليوم لدينا مدرب لا يترك شيئاً للصدفة، وإذا كان المنتخب الفيتنامي الحالي مجهولاً بالنسبة للجماهير فهو ليس كذلك بالنسبة للجهاز الفني بقيادة مهدي علي الذي حرص على متابعة مباراتي المنافس أمام تايلاند والفلبين في كأس سوزوكي التي أقيمت في بانكوك نوفمبر الماضي.
ولا ينبغي كلما تحدثنا عن فيتنام أن نستعيد ذكريات تلك الخسارة والتي لعبت ظروف تلك المباراة دوراً كبيراً فيها، وإذا كانت الذكري تنفع فلم لا نتذكر أننا واجهنا نفس المنتخب مرتين فيما بعد في تصفيات كأس العالم 2010 وتفوقنا في المباراتين الأولى بهدف في هانوي والثانية بخماسية نظيفة في العاصمة أبوظبي.
يجب أن نقتنع بأن هذا المنتخب وهؤلاء اللاعبين ليسوا أولئك الشباب الصاعدين الذين انتقلوا من مرحلة الأولمبي إلى الأول، ولكنهم الرجال الذين أثبتوا علو كعبهم وتغلبوا على كل المنتخبات التي صادفتهم في المنامة وهم أبطال الخليج، وإذا كانوا يتحدثون عن مستنقع فيتنام، وعن ذكريات حدثت قبل ستة أعوام، فتلك كانت أياماً خلت وولت بكل ما كان فيها من أفراح وآلام، وحتى تتحقق الأحلام لندع الماضي خلف ظهورنا ولنتطلع إلى الأمام
– الاتحاد