فاطمة ماجد السري
أثناء دراسة الإعلام في ثمانينيات القرن الماضي درسنا عن وسائل الإعلام في دول الخليج العربي وأول ما لفت نظري في تلك الفترة سطر لم تلحظه أغلب الطالبات، وهو أن من ضمن وسائل الاعلام في الامارات قديما “جريدة النخي”.
ومع مرور الأيام وطغيان وسائل الإعلام المختلفة وكثافتها، ظلت جريدة النخي تثير لدي التساؤلات حول بدايتها، وما كان محتواها، ومسماها! فالنخي هو أكلة شعبية، وهي الحمص الكبير مسلوقا يسمى “دنقو” أو الصغير جداً الذي اشتهر في الشارقة، ويسمى “نخي” يحضر بالمقلاة ويجهز للبيع ويوزن بالفنجان الصغير، وهذا يباع بروبيه أو بدرهم مع أنه في السابق كان يوزن بالأربع آنات وهي اليوم فئة الربع درهم.
بدأت فكرة جريدة النخي، عند السيد مصبح بن عبيد الظاهري عندما لاحظ ضعف الإقبال على شراء (الدنقو) فأراد أن يزيد من مبيعاته، فكتب فوائد النخي على الورق المقوى وعلقه في واجهة المقهى أي “القهوة الشعبية” كما كانت تسمى، وكان ذلك في عام 1934 وعندما لاحظ اقبال الناس على القراءة اضطر أن يزيد عدد النسخ المكتوبة وتوزيعها على الناس، ثم أضاف أخباراً عن احوال الطقس والقوافل التجارية القادمة من ابوظبي ودبي والشارقة، وعن المواليد والوفيات، وأخبار الطلاق والزواج في مدينة العين، وفي مرحلة متقدمة كتب بعض الأخبار السياسية التي كان يسمعها في اذاعتي صوت العرب وهنا لندن