قفزت الإمارات إلى المرتبة الثالثة والعشرين على مؤشر تقرير التنافسية العالمي 2013 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، بعد أن كانت في المرتبة السابعة والعشرين العام الماضي.
وعزز اقتصاد الدولة مكانته للعام السابع على التوالي كالاقتصاد العربي الوحيد والـ23 عالمياً ضمن مرحلة “الاقتصادات القائمة على الإبداع والابتكار” والتي تعتبر أكثر مراحل تطور الاقتصادات العالمية بناءً على منهجية المنتدى الاقتصادي العالمي والذي يصنف 144 دولة ضمن 5 مجموعات يشملها تقرير التنافسية العالمي الذي يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادي العالمي ومقره في جنيف بسويسرا.
وتفوّقت الإمارات في اعتماد اقتصادها على الإبداع والابتكار على دول رائدة مثل نيوزلندا، واستراليا، وايطاليا وإسبانيا ، كما ارتقى مؤشر “جودة مؤسسات الدولة ” إلى المرتبة 12 عالمياً متقدمةً 10 نقاط عن العام السابق، وارتقى مؤشر تنافسية ” كفاءة سوق العمل” بـ 21 نقطة ليصل إلى المرتبة 7 عالمياً.
تطور مؤسسي
وقال التقرير إن الإمارات احتلت ثلاثة أماكن على مؤشر التنافسية 2013 لتحتل المرتبة 23 عالميا، إذ سجلت تحسنا يعكس تطور الإطار المؤسسي وكذلك المزيد من الاستقرار الاقتصادي الكلي، مدعوما بارتفاع أسعار النفط وفائض الميزانية الذي سمح للبلد بخفض الدين العام ورفع معدلات الادخار.
وخلص التقرير وبشكل عام، إلى أنه القدرة التنافسية للبلاد تعكس جودة عالية من حيث بنيتها التحتية، حيث إنها تحتل المرتبة 8 عالميا ضمن هذه الفئة، وكذلك أسواق السلع ذات كفاءة عالية، إذ حصلت على الترتيب “5” عالميا، كما حصلت على ترتيب قوي من حيث استقرار الاقتصاد الكلي وهو “7” عالميا، والمرتبة “3” عالميا من حيث التحسن العام والثقة في السياسيين وارتفعت كفاءة الحكومة إلى المرتبة “7”.
جهود مستمرة
وقام مجلس الإمارات للتنافسية مؤخراّ بإصدار عدد من الدراسات عن الإبداع والابتكار ومدى تقدم الشركات، بالإضافة إلى مجموعة من المقالات والكتيبات التي ساهمت في إبراز جهود المؤسسات والشركات الوطنية على المستويين المحلي والعالمي، ومن تلك المؤسسات مصدر، وشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة “آتيك” ووحدة مبادلة لصناعة الطيران “ستراتا” المملوكتان بالكامل لشركة “مبادلة”.
وسيراميك رأس الخيمة، وشركة دبي للألمنيوم “دوبال”، ومركز إمبيريال كوليدج لندن للسكري بأبوظبي، ومركز دبي المالي العالمي، وشركة أبوظبي للدائن البلاستيكية المحدودة “بروج”، ومدينة دبي للإنترنت، وشركة دبي للكابلات “دوكاب” وسوق دبي الحرة وغيرها من المؤسسات الحكومية الرائدة .
وساهمت جهود حكومة الإمارات وقطاعاتها المختلفة في تفوق الإمارات عربياً وعالمياً في عدد من أهم تقارير التنافسية العالمية السابقة، حيث حققت المرتبة الأولى عربياً وعالمياً في كفاءة السياسة المالية في تقرير كتاب التنافسية السنوي 2012 الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية .
وحققت الدولة المرتبة الأولى عربياً و5 عالمياً في مجال تمكين التجارة عبر الحدود في مؤشر تقرير ممارسة الأعمال 2012 الصادر عن البنك الدولي، فضلاً عن تصنيف الدولة في المرتبة الأولى عربياً و17 عالمياً في المسح الأول للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا .
«الإنتاجية الآسيوية»
أثنى الأمين العام لمنظمة الإنتاجية الآسيوية ريوشيرو يامازاكي على إنجازات الإمارات التنافسية قائلا ان حصول الإمارات على المرتبة 23 عالميا في تقرير التنافسية العالمية 2012-2013 متقدمة على دول مثل نيوزيلندا، وأستراليا، وإيطاليا، وإسبانيا يعد دليلا على القدرة التنافسية للاقتصاد الإماراتي الراسي من البنية التحتية ذات الجودة العالية، كفاءة عالية لأسواق السلع، وكفاءة الحكومة الجيدة والتي بإمكانها جميعا أن تقود إلى تحسينات في كفاءة العمل والإنتاجية.
وأضاف أنه في اقتصاد ناضج مثل الإمارات يعد الابتكار واحدا من مفاتيح زيادة الإنتاجية، قائلا ان استراتيجية الحكومة الإماراتية للاستثمار في مبادرات الابتكار وتنمية رأس المال البشري هي خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية في المدى الطويل ومساعدة الاقتصاد على أن يصبح أكثر مرونة ضد الصدمات الخارجية.
تنافسية الإمارات نتاج سياسات الحكومة
أكدالمهندس حمد بوعميم، مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، أن تمتع اقتصاد الإمارات بتنافسية عالية هو نتاجٌ طبيعي لسياسات حكومتنا الرشيدة التي مزجت بين التخطيط الواضح والتطبيق المستدام.
وأشار بوعميم إلى أن الأداء القوي لاقتصاد الدولة والمؤشرات الإيجابية لنمو مختلف قطاعاته انعكس على السمعة العالمية التي تحظى بها الدولة، فتجلى ذلك في الوصول إلى المرتبة الـ24 حسب التصنيف العام لمؤشر تقرير التنافسية العالمي 2013 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، في حين احتلت الدولة المرتبة 23 ضمن الاقتصاديات القائمة على الإبداع والابتكار.
وأضاف بوعميم: “لقد عزّز اقتصادنا مكانته ضمن الاقتصاديات القائمة على الإبداع والابتكار لأننا نؤمن ان الإبداع والابتكار طريقنا نحو الريادة. وقد ساهمت غرفة تجارة وصناعة دبي من خلال مبادرات وجهودٍ متعددة من جانبها في تعزيز تنافسية مجتمع الأعمال في الدولة، والارتقاء بمكانته إلى مستوياتٍ عالية”.
ونوه بوعميم إلى أن الجهود لم تكن لتنجح وتعزز تنافسية دبي لولا وجود عوامل أخرى ساهمت بدورٍ فعال في تعزيز سمعة دبي أهمها القيادة الحكيمة لقادتنا، والبنية التحتية الملائمة والمتطورة .
والتي تعتبر الأحدث في المنطقة، إضافة إلى فاعلية سوقنا التجارية وحركة التجارة النشطة من كافة أسواق العالم وإليها، لافتا إلى ان الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي توفره الدولة ساعد على تعزيز ثقة المستثمرين، وخلق بيئة مثالية لجذب الاستثمارات إلى الدولة، إضافة إلى جهود التطوير الدائم في القوانين والتشريعات التي تنظم بيئة العمل، وتسهل ممارسة الأعمال،
القمة الحكومية تزيد تنافسية الدولة
أكد عبدالله آل صالح وكيل وزارة التجارة الخارجية لـ “البيان” أن الارتقاء بالخدمات الحكومية يعد مدخلاً رئيسياً في نمط التغيير نحو الأفضل، لذلك جاءت ريادة التغيير من قبل الحكومة الرشيدة في نمط تقديم الخدمات ونمط الأداء الحكومي، من خلال وضع السياسات ورسم الاستراتيجيات، مرورا باتباع أساليب متابعة الأداء ومن ثم رصد النتائج، مشيرا إلى أن التركيز في عملية التغيير في أداء الحكومة يتم من خلال الاهتمام بالعملاء وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وأضاف آل صالح: “أصبح رضا العملاء في الخدمات المحصلة هو المعيار الحقيقي لأداء المؤسسات وهذا يعد من أرقى المفاهيم الحديثة، فيما يسمى بسعي الحكومات نحو توفير الرفاهية للشعوب من خلال الارتقاء بالخدمات والأعمال والتي أعطت نتائج يحتذى بها لبيئة الأعمال في الدولة” .
ونوه آل صالح بأن بيئة الأعمال وخاصة القطاع الخاص لا تنمو ولا تبدع إلا بوجود بيئة محفزة ذات خدمات إنتاجية عالية المعايير، لافتا إلى أن انعقاد” القمة الحكومية “وأسلوب عملها وطريقة تفاعلها من خلال الحوار المباشر مع الجمهور والاستماع إلى احتياجاتهم ورغباتهم وكذلك للإعلام واستعراضها لتجارب دول أخرى للاستفادة من تلك التجارب، هو بحد ذاته مبادرة متقدمة جدا في أداء العمل الحكومي، وستسهم بالتأكيد في رفع إنتاجية وتنافسية الإمارات إقليميا ودوليا، كما تعكس بالتأكيد الأسلوب المتطور جدا في الأداء الحكومي والفريد على مستوى المنطقة.
– البيان