القردة (من نوع “الرباح” أو ما يعرف بالـ”بابون”) في المملكة العربية السعودية لا تتردد عن التوغل في المناطق المأهولة بالسكان، ولا سيما في الجنوب الغربي للبلد. وهي تعيث فسادا في حاويات النفايات وتسرق خزانات المؤن الغذائية. وقد أدى هذا الوضع إلى حالة من الذعر عند الأهالي الذين استخدموا كل الوسائل للتخلص منها.

وهذه القردة موجودة بأعداد كبيرة في المناطق الجبلية جنوب غرب العربية السعودية، ولا سيما الباحة وأبها. ومنذ بضعة أشهر اقتربت هذه الحيوانات من القرى والمناطق الزراعية. ويثير هذا الاجتياح قلق المجالس المحلية التي أطلقت حملات توعية في جنوب البلد.

إنها تأتي عادة في الفجر جماعات جماعات عددها يتراوح بين 10 و20. وهي تهجم أولا على الحقول المجاورة للقرية، ثم تهجم على حاويات النفايات وتحاول الدخول إلى المنازل لكي تأكل. وأحيانا تهاجم المدارس والثانويات لأنها تعرف أن التلاميذ يحملون معهم الأكل. والأسبوع الماضي تسببت في حالة ذعر في مدرسة للبنات عندما هاجمت في الصباح الباكر. وقد استطاعت القردة سرقة حلويات من محافظ التلميذات. والأمر الآخر المثير للقلق هو أنه بإمكانها أن تعدي الإنسان بالأمراض الخطرة.

وفي القرية لم نعد نعرف كيف نتصرف للاحتماء من هذه الحيوانات. لقد أغلقت حاويات النفايات بأسلاك حديدية وبعض السكان وضعوا أسلاكا شائكة لمنعها من الدخول إلى منازلهم. وبعضهم الآخر وضع مصايد تصدر شحنات كهربائية. أنا لا وافق على هذه الأساليب لأنني أراها قاسية. وهذه الحيوانات ليست شرسة، لذلك يكفي رفع اليد أو الصياح لتخويفها كي تغادر المكان.

“منذ نحو عشر سنوات لم تكن هذه الحيوانات تغامر بالنزول إلى المدن”

المزارعون هم أكثر المتضررين لأن محاصيلهم خربت. جاري فقد نصف محصوله من العنب مؤخرا. لقد وضع فزاعة لتخويفهم من الاقتراب، لكن دون جدوى. منذ نحو عشر سنوات لم تكن هذه الحيوانات تغامر بالنزول إلى المدن لأنها كانت تخاف من البشر. لكن اليوم على حواف الطرقات وفي القرى الصغيرة، اعتاد المتنزهون على إعطاء القدرة بعض الأكل. وهذا ما شجعها على اجتياح الأماكن المأهولة. نحن نتصرف بأنفسنا أمام هذا الوضع لأن السلطات لم تفعل شيئا إلى حد الآن لمكافحة هذه الظاهرة

( فرانس 24 )