رفع عشرات آلاف المتظاهرين المصريين أمس راية العصيان بوجه النظام، خلال احتجاجات حاشدة ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها، اطلق عليها «جمعة محاكمة النظام»، حيث رفع متظاهرون اواني الطهي الفارغة كتعبير عن سوء الاوضاع، بينما اطلق النشطاء في بور سعيد المُضربة على اسم جمعتهم «الاعتذار»، في حين حاصر العشرات منزل مرسي في محافظة الشرقية، مطالبين إياه بالرحيل.
ووصلت إلى ميدان التحرير وسط القاهرة عدة مسيرات ضمت عشرات الآلاف انطلقت من مناطق مختلفة بالعاصمة المصرية، امس، تحت شعار «مليونية محاكمة النظام»، مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، معتبرين أن «مرسي فشل في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وأنه يعمل فقط من أجل جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها».
وفيما شهد ميدان التحرير استمرار إغلاقه أمام حركة المرور وانتشار الباعة الجائلين وأفراد اللجان الشعبية، التي قامت بمراجعة هوية العابرين للميدان، اكد متظاهرون امام قصر الاتحادية الرئاسية، الذين رددوا هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمون، رفضهم لاستمرار تجاهل مطالب الشعب المصري الإصلاحية، مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
كما انطلقت مسيرة بالآلاف من ميدان السيدة زينب إلى دار القضاء العالي حيث مكتب النائب العام في وسط القاهرة لتلتقي مع مسيرات فرعية وصلت إلى هناك حيث احتشد بضع آلاف مطالبين بمحاكمة قتلة المحتجين بمحافظة بورسعيد الشهر الماضي والبالغ عددهم 46 شخصاً وقتلة المتظاهرين السلميين خلال التظاهرات التي شهدتها مصر.
وردَّد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«يا مرسي قول لبديع.. مصر بلدنا ليست للبيع» في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع.
وبينما سمى النشطاء التظاهرات بـ«جمعة محاكمة النظام» بسبب سقوط عشرات القتلى في احتجاجات منذ بدء ولاية مرسي في يونيو، فضل نشطاء مدينة بورسعيد الساحلية، المُضربة منذ أيام، تسمية الجمعة بـ«الاعتذار»، مطالبين باعتذار مرسي عن قتل محتجين في المدينة كانوا نزلوا الشارع ضد قرار أصدرته محكمة جنايات بورسعيد بإحالة أوراق 21 متهما معظمهم من أبناء المدينة إلى المفتي. ووزع أقارب قتلى ومصابي الاحتجاج في بورسعيد بيانا خلال تظاهرة شارك فيها الالاف طالبوا فيه بعزل ومحاكمة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ومحاكمة مرسي.
وجاء في البيان أن «أسر الشهداء ومصابي الأحداث يشددون على عزل ومحاكمة وزير الداخلية ومثول مرسي أمام القضاء المصري».
واكدوا «تجميد عمل القوى السياسية وعدم الاعتراف بأي عمل سياسي، ورفض أي حديث بشأن المطالب المشروعة بهدف تحقيق مكاسب حزبية، وتحذير الإخوان من عرقلة مسيرة العصيان في المحافظة، ومحاولة منع الاعتصام المفتوح».
أواني الطهي
وفي السياق ذاته، قال مصدر حقوقي بمحافظة بورسعيد (شمال شرق البلاد) إن أعداداً كبيرة من كبار السن انطلقوا في مسيرات بعدة مناطق في المحافظة حاملين أواني الطهي، وبدأوا في الطرق عليها، موضحاً أن المشهد يعيد إلى الذاكرة ما فعله أهالي المحافظة خلال «العدوان الثلاثي» الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على بورسعيد العام 1956.
دفع فواتير
كما شارك نشطاء في تظاهرات خرجت بمدينة دمياط الساحلية القريبة من بورسعيد رافعين لافتات تطالب السكان بالامتناع عن دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز الطبيعي ضمن عصيان مدني دعا إليه نشطاء في عدد من المدن.
وقطع مئات من شباب القوى والحركات الثورية بمدينة المحلة الكبرى (بمحافظة الغربية شمال غرب القاهرة) شارع البحر الرئيسي، وأضرموا النار بإطارات سيارات ووضعوا الحجارة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام.
وقال مصدر بالمحلة الكبرى إن عدداً من المحتجين هاجموا سيارات لقوات الأمن التي تراجعت لتأمين مركزي شرطة المحلة أول وثان ومبنى مجلس المدينة.
منزل مرسي
وبالتوازي، تظاهر عشرات من المحتجين على حكم مرسي أمام منزله بمحافظة الشرقية، مطالبين إياه بالرحيل. وأبلغت مصادر متطابقة بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) أن العشرات تظاهروا أمام منزل مرسي في منطقة فيلات الجامعة في مدينة الزقازيق، مردِّدين هتافات «ارحل ارحل»، و«يسقط حكم المرشد».
احتجاجات الإسكندرية
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية هتفت جموع المتظاهرين «يسقط يسقط حكم المرشد» في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين. ورفع متظاهرون صورا لمرسي جعلوا في بعضها يديه ملطختين بالدماء وجعلوا رقبته ملفوفة بحبل المشنقة في أخرى.
– البيان