شهدت العديد من المدن المصرية امس تظاهرات دعت لها القوى السياسية الثورية تحت شعار “مليونية دعم الجيش” للمطالبة بتدخل القوات المسلحة لمواجهة ما اعتبرته خطر سيطرة جماعة “الإخوان المسلمين” على مفاصل الدولة.
وانطلقت في مدينة نصر بالقاهرة عقب صلاة الجمعة مظاهرات تحت عنوان “لا لأخونة الجيش، والجيش في قلوبنا”، ورفع المتظاهرون لافتات وصورا للرئيسين جمال عبد الناصر والسادات.
وخلال التظاهرات أكد مصدر عسكري مصري انه لا علاقة للجيش بهذه التظاهرات، وأنها تعبر عن آراء شخصية، موضحا أن الجيش المصري لن ينجر إلى الساحة السياسية طالما هنالك شرعية ودستور في الوقت الراهن. وفي الإسكندرية، انطلقت مسيرة من أمام مسجد القائد إبراهيم، شارك فيها عدد كبير من القوى السياسية والثورية بالمحافظة، وذلك لتأكيد أن الثورة مستمرة، ولمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، والدعوة إلى عصيان مدني بالإسكندرية.
وأعلن ائتلاف العسكريين المتقاعدين وحركة الأغلبية الصامتة، و17 حركة نسائية، عن تنظيم المظاهرة الكبيرة بعنوان “الجيش في قلوبنا”. وقرر عدد من القوى السياسية المعارضة لجماعة الإخوان دعم المظاهرة والمشاركة فيها.
وقد توافد المتظاهرون على موقع التظاهرة منذ مساء امس الأول، وقطعوا الطرق باستخدام الحواجز الحديدية، ورددوا العديد من الهتافات المؤيدة للجيش من بينها: “واحد اتنين الجيش المصري فين”، و”الجيش المصري بتاعنا.. والمرشد مش تبعنا”، كما وزعوا منشورات مكتوباً عليها “يسقط حكم المرشد” .
وترفض أحزاب مصرية مثل حزب “مصر القوية”، الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الرئاسي السابق، دعوات الزج بالجيش مرة أخرى في الحياة السياسية المصرية.
وفي بورسعيد طالب المتظاهرون بإسقاط النظام ورفعوا صورا للرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر. وطالب آلاف المتظاهرين في شوارع المدن الذين يرفضون حكم جماعة “الإخوان” الجيش بالعودة لإدارة شؤون البلاد.
وقام عشرات من ضباط وأمناء الشرطة الملتحين، بتشييد منصة أمام مبنى محافظة القاهرة بميدان عابدين، وذلك بعد أن نقلوا اعتصامهم صباح امس، من أمام وزارة الداخلية إلى محافظة القاهرة. كما قام الضباط الملتحون بتعليق لافتات ناشدوا من خلالها وزير الداخلية إعادتهم مرة أخرى لعملهم بوزارة الداخلية، تنفيذاً لأحكام القضاء.
كما نظم العشرات من المتضامين مع الضباط الملتحين، مسيرة تجوب ميدان قصر عابدين، للمطالبة بنصرتهم وعودتهم للعمل.
وقطع المتظاهرون بالمنصورة شارع الجيش أمام مبنى المحافظة وتم تحويل سير السيارات إلى الطرق البديلة. وردد المتظاهرون هتافات: “يسقط يسقط حكم المرشد”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”.
إلى ذلك، هدد أصحاب المخابز في مصر بالإضراب ما لم تستجب الحكومة لمطالب تشمل تسليم حوافز مالية الأمر الذي يهدد باضطراب جديد في الدولة التي تعاني من أزمة اقتصادية. وقال عبدالله غراب رئيس شعبة أصحاب المخابز في الاتحاد العام للغرف التجارية التي تمثل 25 ألف صاحب مخبز خاص، إن إضرابا كان مقررا أن يبدأ امس الجمعة تأجل بعد اجتماع مع وزير التموين والتجارة الداخلية باسم عودة. وأمهلت الشعبة الحكومة أسبوعين للاستجابة لمطالبها. ومن شأن أي نقص في الخبز أن يثير قلاقل في مصر في وقت تكافح فيه الحكومة أزمة اقتصادية نتجت عن عامين من الاضطراب السياسي.
وقال غراب إن من بين 25 ألف صاحب مخبز خاص أعضاء في الشعبة هناك 19 ألف مخبز تنتج الخبز الذي يباع الرغيف منه بخمسة قروش، وستة آلاف مخبز تنتج الخبز الذي يباع الرغيف منه بعشرين قرشا.
وأضاف أن الدولة تشغل 107 مخابز أخرى. وقال غراب إن الحكومة مدينة للمخابز بمبلغ 400 مليون جنيه (59.34 مليون دولار) تعود إلى ستة أشهر. وتشمل مستحقات المخابز حافزا ماليا لإنتاج الخبز المدعوم إلى جانب دعم إضافي لتغطية ارتفاع أسعار الوقود.
– الاتحاد