أصيب 75 فلسطينيا أمس، بينهم 7 إصابات بالرصاص المطاطي في الرأس، بعد اندلاع مواجهات داخل المسجد الأقصى، إثر مهاجمة شرطة الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سليمة احتجاجا على الاعتداء على مصاطب العلم والمصحف الشريف قبل أيام.
وذكرت مصادر فلسطينية إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي هاجمت مسيرة سلمية انطلقت فور انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك وبطريقة “همجية”، حيث انهال جنود الاحتلال على الشبان بالضرب بالهراوات وإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وأفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال بكامل معداتها اقتحمت المسجد الأقصى المبارك وقامت بمحاصرة المصلين بالجامع القبلي المسقوف وسط عشرات الإصابات بين صفوف المصلين، نتيجة استنشاق الغازات السامة المسيلة للدموع.
وأشارت المصادر إلى أن من بين الإصابات سيدتين أصيبتا بالضرب بالهراوات وقنابل الغاز، حيث تمت معالجة الإصابات ميدانيا ونقلهم إلى عيادات المسجد الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت حالة التأهب في القدس المحتلة، نظرا لإعلان عدة جهات فلسطينية نيتها القيام بمسيرات سلمية تنديدا بسياسة شرطة الاحتلال التي تحاصر المسجد الأقصى وتعترض طريق المصلين وطلاب وطالبات العلم في مصاطب وحلقات العلم في باحات المسجد الأقصى المبارك.
من جهة أخرى قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة “حماس” أمس، إن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة “لن تحدث اختراقا”. وأضاف خلال خطبة الجمعة في المسجد “العمري الكبير” بمدينة غزة إنه “من خلال استقرائنا للزيارات السابقة لأوباما ومعرفتنا بنتائجها فنحن على قناعة بأنها لن تحدث الاختراق المطلوب لشعبنا، ولن تضع القطار على المسار الصحيح” لحل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن زيارة أوباما “ستركز على الأجندة الإقليمية وسيجري التطرق لقضيتنا من بوابة تعطيل برنامج المصالحة الوطنية الفلسطينية لتنطلق مجددا ما تسمى بمسيرة المفاوضات العبثية”.
على الصعيد نفسه، أعلن مسؤول أميركي في البيت الأبيض أن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أكد أمس الأول أمام مسؤولين في الجالية اليهودية الأميركية أنه لن يطلق مبادرة سلام للشرق الأوسط خلال زيارته للمنطقة مع نهاية مارس. وقال المسؤول “شدد الرئيس على أن رحلته لا تهدف إلى حل مشكلة سياسية محددة، بل هي مناسبة للتشاور مع الحكومة الإسرائيلية حول مجموعة واسعة من القضايا بما فيها إيران وسوريا والوضع في المنطقة وعملية السلام”.
واستقبل أوباما مسؤولي الجالية اليهودية في البيت الأبيض أمس الأول فيما يستعد للتوجه مع نهاية الشهر إلى إسرائيل والضفة الغربية والأردن، في زيارة هي الأولى له كرئيس. وأضاف المسؤول الأميركي أن “الرئيس كرر دعم أميركا الثابت لإسرائيل، وشكر للمسؤولين اليهود الدور الذي اضطلعوا به في تعزيز العلاقات بين البلدين”.
وقال مارك ستانلي رئيس المجلس اليهودي الوطني الديموقراطي الذي حضر اللقاء أن أوباما شدد أيضاً على أن “هذه الرحلة ستكون فرصة بالنسبة إليه للتحدث بشكل مباشر إلى الشعب الإسرائيلي. وأنه سيحثه في كلمة رئيسية في القدس على العمل من أجل السلام مع الفلسطينيين.
وقال مصدر مطلع على الاجتماع إنه رغم نفي البيت الأبيض أن أوباما سيقدم خطة خاصة به للسلام خلال الزيارة، إلا أن الرئيس الأميركي أوضح أنه لن يتجنب هذه المسألة، وترك الباب مفتوحا. ولم يتم الإعلان رسميا بعد عن موعد زيارة أوباما المرتقبة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أنها ستبدأ في 20 مارس.
من جهة أخرى، انتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الكندي جون بايرد مؤخرا بوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية في حال توجهها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمقاضاة إسرائيل. وقال عريقات في بيان صحفي أمس “لا نعلم لماذا هذا العداء الذي تمارسه كندا بشكل فاضح وصريح ضدنا”، “من يخشى المحاكم الدولية عليه إلزام إسرائيل بوقف الجرائم وعلى الوزير أن يركز على ما يحدث على الأرض الفلسطينية”.وتساءل عريقات “هل سمع وزير الخارجية الكندي، بما تمارسه إسرائيل من عنصرية وتمييز ضد الفلسطينيين لم يحدث حتى في جنوب إفريقيا؟”. وطالب عريقات كندا بإعادة حساباتها ومعيارها، معتبرا أنها “مسؤولة عن نفسها وتصريحاتها، وما صدر عن بايرد يتنافى مع القوانين”.
– الاتحاد ووكالات