سامي الريامي
تشرفنا بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمس، بعد أن أعلن عبر حسابه في موقع «تويتر» عن التشكيل الوزاري الجديد، بنحو نصف ساعة، فكان من الطبيعي جداً أن نبدأ حديثنا معه ببضعة أسئلة حول هذه التغييرات.
أكد سموه في كلماته لنا أن «التغيير دائماً ما يكون مفيداً في التجديد والتطوير وضخ الطاقة والدماء الجديدة»، وركز سموه على نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها فقال: «لن نتردد أبداً في إجراء أي تغييرات تصب في صالح خدمة الناس، فهم المعيار الأول لأي تغيير وزاري»، وبذلك يجدد سموه ما قاله مراراً في كثير من اللقاءات، وآخرها القمة الحكومية، حول الدور المنتظر من الحكومة لخدمة المواطن والمقيم، حين قال: «نحن سلطة لخدمة الناس لا سلطة عليهم»،
ولم أجد أفضل من هذه الكلمات نصيحةً للوزراء الجدد، والوزراء الذين واصلوا العمل في حكومة محمد بن راشد، سواء الذين احتفظوا بحقائبهم، أو انتقلوا إلى وزارات جديدة، فهم هنا جميعاً لخدمة الناس، وخدمة الوطن، ومعيار رضا رئيس الدولة ورئيس الحكومة عنهمم هو بمقدار ما يقدمونه من فعل وفكر تطويري متجدد في تقديم خدمات حكومية أفضل للمجتمع بأسره، فالمهمة صعبة، وهي تكليف يحتاج إلى جهد وصبر وإنتاج وعمل، ولن تكون مجرد تشريف ومزايا وسلطة مطلقة.
العمل مع رئيس حكومة بوزن وفكر محمد بن راشد ليس أمراً سهلاً، فهو شخص شديد التفاؤل، طموحاته لا حدود لها، مليء بالطاقة الإيجابية، كلما وصل إلى قمة اشتاق لمعرفة ما في القمة التي تليها، لا تستطيع خداعه، فهو يعرف جيداً كيف ومتى وأين يحصل على المعلومة الصحيحة، كما أنه ليس معزولاً ولا يسكن في برج عاجي، ولا يؤمن بالاعتماد على التقارير التي تصل إلى مكتبه من دون التأكد منها، إنه يعيش مع الناس وبينهم، متواصل ومتفاعل معهم بجميع الوسائل التقليدية والحديثة، إن فكّر مسؤول لديه في إعطائه معلومة غير دقيقة، فكيف سيمنع هذا المسؤول جميع الناس الذين يلتقيهم رئيس الحكومة يومياً وبمفرده، في المراكز والأسواق والمطاعم، من الكلام؟ أو كيف سيمنع نشر المعلومات في الصحف التي يدعمها سموه، ويتابعها، ويقرأ كل ما يتعلق بالخدمات وشكاوى وملاحظات الناس؟ أو كيف سيمنع الناس من التواصل مع سموه عبر «تويتر» أو «فيس بوك»؟ إنه أمر من رابع المستحيلات، على الرغم من أن الشيخ محمد يكره المستحيلات الأربعة جميعها، فهو لا يؤمن أصلاً بوجود المستحيل!
لا مجال للوزراء سوى العمل وتطوير الخدمات وخدمة الناس والمجتمع، خصوصاً أن توقعات الناس في الإمارات عالية جداً، وهم دائماً يطمحون إلى الأفضل، فلم يعتادوا إلا أرقى وأفضل خدمات في جميع المجالات، ومن الصعب جداً أن يتنازلوا عن هذا المستوى، ما يضاعف مسؤوليات المسؤولين ويحتم عليهم استمرار التطوير والتغيير للأفضل.
نتمنى التوفيق لجميع الوجوه الشابة الجديدة التي دخلت مجلس الوزراء، ومتفائلون بهم خيراً، فهم من الكفاءات المشهود لها، ونقول لمن غادر الوزارة، كما قال لهم محمد بن راشد: «أدَّوا واجبهم في خدمة الوطن، والوطن لا ينسى أبناءه المخلصين».
-الامارات اليوم