الفجيرة نيوز- ينتعش شاطىء الفجيرة بحركة الصيد في مختلف أيام الأسبوع، حيث يضع الصيادون شباكهم على مراكز تجمع الأسماك الصغيرة والتي تتجمع بالقرب من الساحل، وإلى جانب أهالي المنطقة يقبل الكثير من الصيادين من المناطق المجاورة والإمارات الأخرى بقيادة النوخذة الإماراتي على الصيد من الإمارة.
الفجيرة نيوز شاهدت الكثير من الزوار من المواطنين والمقيمين والآسيويين يحيطون بالمكان منتهزين الفرصة ليحظوا بكميات صغيرة من السمك، وفي المقابل كان السياح الأجانب يسترقون النظر حيث دفعهم الفضول لمتابعة الحدث. كما رافقت الصيادين في رحلة صيد قصيرة على مقربة من الشاطىء وشهدت عن قرب عملية صيد كميات هائلة من الأسماك الصغيرة، ودار حوار شيق بينها وبين عدد من النواخذة الذين كانوا يرددون بعض الأغنيات الشعبية ويمازحون عمالتهم في أجواء من البهجة.
حيث قال المواطن علي عبيد محمد السماحي الملقب بالريح ” يستخدم الصياد الضغوة (شبكة صيد) لصيد الأسماك الصغيرة مثل العومة أو البريه المعروفة بسمكة الجاشع، ونقوم بنقلها بواسطة سيارات الصيد إلى منطقة القريّة ونفرشها على تربة نظيفة إلى أن تجف تماما”.
ويكمل “تتعدد استخدامات الأسماك الصغيرة، فالبريه مثلا تستخدم في صناعة (السحناه) وهي أكلة شعبية معروفة توارثناها من الأجداد وكانوا يتناولونها مع السمن المحلي، ونصنع منها أيضا وجبة الصالونه ، كما يستخدم السمك المجفف كعلاج لتخفيف مرض السكري، ويستخدم أيضا كسماد لزيادة إنتاج وحجم ثمار الطماطم والليمون والرطب وغيرها وهي أقوى تأثيرا من السماد العادي. ومن ناحية أخرى نقوم بتصدير السمك بعد تجفيفه إلى دول مثل عمان والسعودية وسريلانكا والفلبين عبر تجار التجزئة”.
وقال سالم راشد الزحمي “يرتفع سعر السمك أحيانا وقد يصل سعر السمك في سيارة السمك الواحدة إلى 2000 درهم، بينما ينخفض سعرها إلى 1500 درهم بحيث ينخفض السعر كلما زادت الكمية”، ويضيف “لقد توارثنا هذه المهنة من أجدادنا منذ أكثر من 85 عاما، ونعمل اليوم لنورثها للأجيال الجديدة من خلال تعليمهم أنواع الأسماك وطرق الصيد، ويملك الكثير من المواطنين معدات الصيد حيث يكلفون العمالة الآسيويين بالمهمة ويشاركونهم فيها”.
ويضيف النوخذة الشاب عبدالله رجب بارون “تستخدم العومة أو البريه أيضا كطعم للأسماك الأخرى عن طريق وضعها داخل القرقور وهو شبكة ذات شكل نصف بيضاوي، ولا يزال الكثير من الشباب اليوم يتناولون وجبة السحناه مع (العيش الأبيض)، وتعتبر سريلانكا من أكثر الدول التي تستورد منا هذه النوعية من السمك حيث تستخدمها كسماد لزيادة قوة وإنتاجية محصول الشاي، ونحن نمارس الصيد باستمرار حيث يمنحنا الكثير من المتعة”.
ويفرق الصيادون بين نوعية السمك من خلال أحجامها، فالبريه متناهية الصغر، بينما تكبرها العومة في الحجم والسماكة، ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة على مقربة من الشاطىء حيث تتقاذفها الأمواج وتتجمع حولها الطيور.